شعور السعادة المؤقت في التسوق القهري

نوران مصطفى
حب التسوق مقترن بالشعور بالسعادة عند كثير من الناس، فهو يحد من الشعور بالضغط وربما الاكتئاب، لكنه قد يصل لحد المرض عندما لا يقدر المرء على ضبط نفسه وسلوكه، ويسمى باضطراب الشراء أو التسوق القهري وهو تحول التسوق من عادة تجلب السعادة للبعض إلى هوس غير مبرر.

معنى اضطراب التسوق القهري

هو مرض يشبه الإدمان السلوكي، ويقترن في حالات كثيرة بأمراض أخرى كالاكتئاب أو اضطرابات الأكل أو القلق، وهو الانشغال المفرط أو ضعف التحكم بالنفس والهوس، ويتسم بالرغبة في الاكتناز دون وعي في أحيان كثيرة ، حتى أن المريض قد لا يتذكر عملية شراء أتمها منذ ايام قليلة، وقد يخفي الأمر عن الأقارب والأصدقاء حتى لا يتلقى منهم اللوم والعتاب، فهو كالإدمان ولكنه على عكس أي نوع من أنواع الإدمان فهو لا يبدأ في الصغر أو سن المراهقة، فعادةً ما يظهر في الثلاثينيات أي بعد مرحلة الإستقلال المادي، وأكدت الدراسات أن النساء عرضة للإصابة بهذا الاضطراب أكثر من الرجال 9 مرات.

من الأسباب المؤدية لاضطراب التسوق القهري

المشاعر السلبية هي العنوان الأساسي لسبب لاضطراب التسوق القهري، فالمريض يلجأ للتسوق في حالة شعوره بالاحباط أو عدم الإنجاز أو التوتر أو الخوف، فيذهب المريض وينفق المئات والألاف من الجنيهات سواء كان مقتدرًا أو لا على شراء كل ما تقع عليه عيناه على أمل أن ينال قسطًا من الهدوء والراحة، وتنجح محاولاته بالفعل لكن أثرها يتلاشى بعد دقائق من إتمام عملية الشراء، ويعود المريض لحالته السابقة وربما أسوأ، ولذلك هو قهري، فمريض التسوق القهري لا يحتاج لشراء شيء ولو على سبيل الترفيه، لكنها كالأمر الذي يمليه عليه عقله دون وعي.

العواقب والأضرار

نادرًا ما يعترف مريض الاضطراب بمرضه ولكن يسهل على من حوله التعرف على حالته، مما يجعله أكثر عرضة للسرقة، أو لإدمان الكحوليات والمخدرات، وفي أغلب الأحيان يكونون أكثر اندفاعة عن غيرهم، ودائمًا ما يتخذون موضع رد الفعل وليس السبب في المشكلة، وللأسف يعانون من أنواع مختلفة من الوسواس القهري حسب تفاوت الحالة، والتبعية مع زيادة عمليات الشراء قد يتعرض الشخص للإفلاس أو تراكم الديون.

علاج التسوق القهري

على نفس منوال الأمراض النفسية يبدأ العلاج بوعي المريض بمرضه أولًا ورغبته في العلاج ثانيًا، ثم تتم عملية تقييم المريض من الاستشاريين النفسيين لمعرفة ما إذا كان مريضًا بأنواع من الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب، ومن ضمن وسائل العلاج المنتشرة في الأبحاث هو استخدام مثبطات السيرتونين -هرمون يفرزه الجسم في حالة النشوة- الانتقائية، لكن ثبت أن العلاج الفعال هو العلاج السلوكي المعرفي، فهو فعال في الحد من الأعراض.