هل تعاني من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي؟ إليك السلبيات وطرق العلاج

نورا نادي
إدمان مواقع التواصل الاجتماعي يعني الاستخدام المفرط لها من قِبَل أشخاص في أعمار مختلفة ويكون نوع من الاعتماد النفسي على تلك المواقع، إذ يعتبر الشخص المُفرط في استخدامها أن مشاركته اليومية فيها هو أمر بديهي وضروري دون إعطاء أي أهمية للعواقب السلبية الخفية التي تُسببها عليه بل وينكرها البعض أحيانًا، وفي هذا الموضوع سنتعرف على أبرز هذه السلبيات والمخاطر التي يسببها هذا الاستخدام المُفرط مع إيضاح بعض أساليب العلاج مما يُسمى بالإدمان الرقمي لمواقع التواصل الاجتماعي.

سلبيات الافراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

1. فُقدان الثقة بالنفس:

أثبتت الأبحاث أن الاستخدام المُفرط لمواقع التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى الشعور الدائم بالنقص بل والإحباط من الذات وذلك نتيجة منطقية للمشاهدة الدائمة لنجاحات الآخرين وأوقاتهم السعيدة والتي تقارنها غالبًا بسلبيات حياتك، فيتولد لدى الشخص شعور بالنقص وعدم الرضا والمقارنة الدائمة دون التفكير في أن هؤلاء “السُعداء” يعانون بالتأكيد من مشاكل حياتية طبيعة كحال البشر جميعًا.

2. الانطواء وفُقدان التواصل الانساني الحقيقي:

وذلك نتيجة لسهولة التواصل من خلال هذه المنصات، إذ إن رسالة نصية أصبحت شكل من أشكال التواصل، بل إن الإعجاب والتعليق أصبحا تواصلًا أيضًا فأمسى المفهوم الحقيقي للتواصل كاللقاءات والمكالمات التليفونية مضيعة للوقت والمجهود بل وأصبح لا حاجة له من الأساس.

3. توقعات غير منطقية:

إن المشاهدة المُستمرة للعلاقات الناجحة والصداقات السعيدة أعطى الأشخاص نوعًا من التوقعات الغير منطقية في العلاقات بوجه عام، فقد ترى صورًا ومقاطع لمدى سعادة الأشخاص ومدى مثالية الحياة لدى الناس فيتولد لك شعور خاطئ لما ينبغي أن تكون عليه الحياة بل وتشعر بالتعاسة لعدم المقدرة على عيش حياة كالتي تراها في الشاشات.

4. من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي التنمر الإلكتروني:

قد يواجه بعض الأشخاص هذا النوع من التنمر في بعض الأحيان والذي لا يقل أهمية عن التنمر الحقيقي بل ويعتقد البعض أنه أكثر خطرًا لسببين رئيسيين هما:

  •  غموض شخصية الفاعل.
  •  انعدام حدود انتشار مادة التنمر سواء أكانت منشورًا أو صورة أو غيرها.

وقد تم الإجماع على تصنيف التنمر الإلكتروني جريمة يجب أن يعاقب عليها القانون لما يلحقه من أذى نفسي وأضرار على حياة الآخرين.

5. الاكتئاب والتأثير السلبي على الحالة المزاجية:

إذ إن المنشورات السلبية والتي تنشر حوادث العنف والخطف والقتل لها دور رئيسي في التأثير على الحالة المزاجية للأشخاص وفي بعض الأحيان يكون هذا التأثير طويل المدى بل ويوَّلِد في بعض الأشخاص شعور بالخوف من تلك الأحداث وقد يؤدي أحيانًا إلى الاكتئاب سواء بسبب الحوادث والمنشورات المُخيفة أو بسبب المقارنة بالآخرين والاحساس بالنقص الدائم.

6. التأثير السلبي على النوم:

إن الاستخدام العام للأجهزة الذكية في فترات الليل يُعد من أُولى أسباب الأرق واضطراب النوم بين الأشخاص إذ إن الضوء الأزرق المُنبعث من تلك الأجهزة يسبب قلة إفراز هرمون الميلاتونين وهو المُساعد الأول على انتظام النوم والاسترخاء أثناء الليل، لذا فإذا كنت من المُتصفحين لمواقع التواصل وأنت في الفراش فاعلم أن عقلك غالبًا سيعاني من نوم مضطرب حتى وإن لم تشعر أنت بذلك.

7. من سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي ضعف النظر:

أكَّدت الأبحاث أن الاستخدام المُفرط للهواتف والأجهزة الإلكترونية له تأثير سلبي على النظر ويزيد من إحتمالية ضعفه في سن صغيرة، فإلى جانب استخدام الفرد للمواقع بهدف الدراسة أو البحث أو العمل يأتي الاستخدام لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والذي يعزز فرص الإصابة بمشاكل في النظر.

طرق علاج الاستخدام المُفرط لمواقع التواصل الاجتماعي

أوضحت الأبحاث أن عدد الساعات التي ينصح بها يوميًا لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي يجب ألا تزيد عن الساعة أو الإثنين في اليوم الواحد وهو ما يُعد قليلًا للعديد منا بل وفي بعض الأحيان قد يبدو مستحيلًا ولكن تذكر أنك لم تكن مُدمنًا لمواقع التواصل في يوم من الأيام وجاء الأمر بالتدريج، لذا تستطيع بالتدريج أيضًا أن تتخلص من الاستخدام المفرط لها، إليك بعض الخطوات التي ستساعدك في التخلص من الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي.

  • التمتع ببعض الانضباط الذاتي:

حاول تحديد أوقات مُعينة للتصفح يوميًا، وذلك من خلال تقليل عدد ساعات الاستخدام اليومي، قد تبدأ بتقليل نصف ساعة ثم ساعة وهكذا، والتقليل التدريجي أفضل من التقليل المُفاجئ والذي غالبًا لا يدوم وتذكر أن المُدة الضرورية لبناء أي عادة لا تقل غالبًا عن ٢١ يومًا وقد تصل إلى شهر أو أكثر على حسب صعوبة العادة للشخص لذا فعليك التمتع ببعض الصبر أثناء ذلك.

  • إغلاق كافة الإشعارات:

قد تشعر في البداية بغرابة هذا الموضوع بل وقد يزيد ذلك من فُرص دخولك لتفقد الرسائل والإشعارات من وقت لآخر لمعرفة الجديد، ولكن مع الوقت ستعتاد الأمر وستدرك عدم أهمية التفقُد المستمر لأي رسائل أو إشعارات.

  •  مسح بعض التطبيقات:

يساعد ذلك في التقليل الإجباري لعدد ساعات التصفح حيث إن عدم وجود التطبيقات التي اعتدت على تصفحها قد يصيبك في بادئ الأمر بالملل ولكن مع الوقت ستشعر بالراحة والسلام الداخلي وستدرك كم السلبيات التي كانت تسببها لك هذه المواقع وكم الوقت الذي تتمتع به خلال اليوم لفعل أشياء أكثر أهمية.

  •  اشغل نفسك بحياتك الخاصة:

قد تكون هذه أكثر الخطوات تحديًا وهو إيجاد ما يثير اهتمامك في حياتك الواقعية كإيجاد هواية جديدة لم تجربتها من قبل كالقراءة أو المشي أو الرسم أو حتى الطبخ مثلًا، قد يرى البعض فكرة الهواية الجديدة فكرة غير مرغوب فيها ولكن بالتجربة ستجد أنك تستطيع الاستمتاع بطرق أخرى غير النظر إلى الشاشات والصور، بل وستجد أن حياتك أصبحت أكثر إثارة مما كانت عليه وسيعود لك شعور الرضا عن النفس وعدم المقارنة.

  •  قم بزيارة مواقع أخرى:

هناك عدد من المواقع والتطبيقات المفيدة والتي يمكن من خلال أن تقلل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي, كما يمكن من خلالها تعلم أشياء ومهارات جديدة واكتشاف هوايات لم تكن تعلمها كتطبيقات تعلُّم اللغات والقراءة أو تطبيقات الكورسات المجانية أو الألعاب الذكية بالإضافة إلى تطبيقات تنظيم الوقت وتكوين العادات ومن أمثلة هذه التطبيقات: Coursera, Udemy, Habits, Notion, Anybooks وغيرها.

وفي النهاية يجب إدراك أن المشكلة قد لا تكون في هذه المواقع في حد ذاتها ولكن في الاستخدام المُفرط لها، كما أن عدم إحساسك بالتأثير السلبي الذي تسببه لك لا يعني عدم وجود هذا التأثير، فقط حاول الاستمتاع بوقتك من خلال أشياء أخرى من باب التجربة حينها يمكنك الحكم بنفسك والتوصل إلى قرار.

اضف تعليق