أزمة فقد الشغف هي معاناة الجيل الجديد

أن تجد شيئًا يجعل الحماس متفجرًا داخلك دائمًا، أن تفعل ما يجعلك في قمة السعادة كل مرة تقوم به فيها وهذا هو المعنى المتعارف عليه الشغف بين الناس، ظنًا منهم أن هناك شيء يُدعى الشغف عندما يتملك من الإنسان يمَكّنه من العمل دون ملل، فما يطمح إليه الجميع الآن أن يجد شغفه، فتنصلح حياته و يبدأ من جديد، ترى هل يفشل الإنسان عندما يجد الإنسان شغفه و بعد فترة من الوقت يفقد حماسه تجاهه؟ هل ما نواجهه هذه الأيام هو أزمة فقد الشغف؟

كيف بدأ الشغف؟

مفهوم الشغف هو مفهوم مستحدث غزا الشرق الأوسط في الفترة السابقة منذ حوالي خمس سنوات، وانتشر من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، وعُرِف الشخص الذي يبحث عن شغفه بأنه الشخص المثالي، فهو لا يهتم بأي شيء سوى الوصول لشغفه، وانتشر من جديد حكايات كل من ذهب للبحث عن شغفه وأثبت نجاحه فيما بعد، والحق إن وجود الشغف في حياة أي شخص أمر في غاية الأهمية، فهو الوقود للمسير و الدافع لتحمل عقبات الطريق و سخافات من يحبطونه دون سبب، لكن هل فقد الشغف أزمة العمر التي لا يمكن للمرء أن يكمل مسيره بها؟

فقد الشغف المعاناة الجديدة

فقد الشغف تعد الأزمة الأولى التي يواجهها العديد من الناس الفترة السابقة، يعاني منها المراهقون أكثر، فمع تشتتهم وتخبطهم في المجتمع يُعرضون للإحباط بصفة متكررة، مما يصيبهم بتلك الأزمة في منتصف الطريق و ربما قبل بدايته، وهذا ما يطلق عليه الأزمة الحقيقية، ولا مبالغة فهم يكابدون ألم نفسي و تشتت لا يقدر عليه الكثير من الأهل، لكن كيف لنا أن نعرف من هو فاقد الشغف؟ فوسائل التواصل الاجتماعي أعطت المجال لكل شخص يصاب بالإحباط أو عدم المقدرة على إكمال مسيره -لأي سببٍ كان- أن يُصنِّف نفسه بفاقد الشغف، وكأن فقد الشغف هو وثيقة رسمية تؤيد توقف حاملها عن اتخاذ أي خطوة نحو تحقيق ما كان يزعم أنه يتمناه، الأمر الذي جعل المحللين النفسيين أو حتى الأشخاص العاديين يتساءلون: ما الأزمة في فقد الشغف؟

والحقيقة أن أزمة فقد الشغف أصبحت أزمة حينما تم انتشار مسماها بين الناس، وهذا يقود لسؤال آخر أو إجابة عن السؤال السابق هل الإنسان يبحث عن معاناة ليشعر بأهمية أيامه؟ ربما أزمة فقد الشغف هي المعاناة الجديدة التي يختلقها بعض الناس للتهرب من إلتزاماتهم، وربما كثرة التعرض لمفهوم الشغف أدى إلى توهم البعض أن حياتهم دون معنى إلا بوجود الشغف.

أضرار فقد الشغف

لا ضرر من فقد الشغف، ولا ضرر إن لم تجد شغلك من الأساس، الأمر ليس بكل هذا السوء، كل ما يحتاج إليه المرء في حياته هو أن يسعى لتحقيق الأفضل، سواء أتى الأفضل أو لم يأت وسواء وجد شغفه أم لا، فحياته لن تتوقف، لن يمت أحد بقلة الشغف.

اضف تعليق