أبرز طرق التعامُل مع اضطراب القلق..من بينهم الغذاء الصحي والرياضة

القلق هو شعور إنساني طبيعي واستجابة سلوكية لأمور حياتية مُختلفة، وتختلف نسبة القلق من شخص لآخر فيوجد من يشعر بالقلق بنِسَب معقولة فلا تظهر ولا تؤثر على أداء هذا الشخص في مواقف الحياة المُختلفة، وآخر قد يشعر بالقلق بشكل مُفرِط وملحوظ بل ويؤثر القلق على أدائه اليومي كما يؤثر بالسلب على مجرى حياته بوجه عام، تُسمَّى هذه الحالة اضطراب القلق المفرط.

اضطراب القلق

إن حالة اضطراب القلق المفرط لا تُصنَّف مرضًا كحال الاكتئاب مثلًا ولكنه بمثابة خلل في مستوى القلق الطبيعي عند الإنسان، ويكون القلق المُفرط غالبًا غير واقعي وعلى أمور لا تستحق إطلاقًا، ولكن شعور الشخص المُضطرب يكون مختلف كل الاختلاف عن شعور من حوله ممن يعتقدون أن ردة الفعل قد يكون مُبالغ فيها إلى حدٍ كبير، لذا فلا يُستحَب تذكير الشخص الذي يعاني من القلق المُفرط بأن الموقف لا يستحق فذلك من شأنه أن يزيد حالة الشخص اضطرابًا وسوءًا.

أنواع اضطراب القلق

لقد تم تصنيف اضطراب القلق لعدة أنواع تختلف من شخص لآخر وفي بعض الأحيان قد يوجد أكثر من نوع في شخصٍ واحد ومن هذه الأنواع:

  • اضطراب الهلع (Panic Disorder): تختلف العوامل التي قد تؤدي إلى الهلع ولكن في المُجمَل يُعد هذا النوع من أنواع القلق سريعة الزيادة أي يصل إلى أعلى مستوياته في خلال دقائق معدودة وقد يشعر الشخص بألم في الصدر وضيق في التنفُس وتسارُع في دقات القلب.
  • اضطراب مُتعمم (Generalised Anxiety Disorder): هو قلق عمومي أي يحدث بسبب القيام بأي نوع من الأنشطة أو الانخراط في أي حدث، يُعد هذا النوع من أشد الأنواع إذ يشعر الشخص غالبًا بأنه لا يتذكر أخر مرة شعر فيها بالراحة والهدوء.
  •  الصمت الاختياري (Selective Mutism): وغالبًا ما تحدث هذه الحالة للأطفال أثناء مواقف بعينها كالتواجد في المدرسة على سبيل المثال، وعلى الرغم من أنه يوصف بالاختياري إلا أنه ليس حقًا كذلك إذ يجد الطفل صعوبة في الحديث أثناء تلك المواقف.
  • الرُهاب الاجتماعي (Social Anxiety): وهو الشعور بالقلق أثناء التواجد في مجموعات وفيه يشعر الشخص بالخجل وضعف الثقة بالنفس والرغبة في ترك المكان.

أعراض اضطراب القلق

تختلف أعراض اضطراب القلق على حسب النوع والموقف وقد تشتمل على:

  • العصبية والتوتر.
  • صعوبة التركيز والتذكر.
  • توتر العضلات.
  • الهياج وقلة الصبر.
  • الصداع والأرق.
  • التعب والغثيان.
  • آلام البطن والإسهال.
  •  ضيق التنفس.

علاج اضطراب القلق

يعتمد علاج القلق بالدرجة الأولى على الشخص المُضطرب نفسه فهو العامل الأول في نجاح العلاج أو فشله، ولأن الشخص القَلِق غالبًا ما يتعرض لنوبات القلق بشكل مُستمر لذا فقد يجد صعوبة قصوى في بداية التعامُل معه، لذا فهناك عدد من العلاجات التي تُساعد بكل تأكيد على هدوء الشخص المُضطرِب ومنها:

1. ممارسة الرياضة:

تُعد ممارسة الرياضة هي أولى الطرق التي تساعد في تخفيف اضطراب القلق والتوتر بنحو كبير وذلك لأن ممارسة الرياضة تزيد من نسبة هرمون الأندورفين وهو هرمون تحسين المزاج ويعمل كمُسكن ومُهدئ طبيعي للجسم.

2.ممارسة اليوجا وتمارين التنفُس التأمُلي (Meditation):

لم يعتاد العديد منا على ممارسة اليوجا والتأمل بشكل مُنتظم ولكن جميع من اعتادوا على أي منهما أكدوا الدور الهائل الذي تلعب كل منهما إياه في مساعدة الشخص على الهدوء كما أن اليوجا والتأمل تساعد في التقليل من مستوى هرمونات التوتر ومنها الكورتيزول.

3. تناول الشاي الأخضر:

يساعد الشاي الأخضر في تقليل مستوى التوتر وذلك لاحتواءه على مُضادات الأكسدة فيزداد مستوى السيرتونين ويقل مستوى التوتر.

4. تجنُّب الكافيين:

وعلى الجانب الآخر يُعد الإفراط في تناول الكافيين من عوامل زيادة حِدة التوتر والقلق وذلك لأن الكافيين منبهًا قويًا، لذا فلا ينبغي الإفراط فيه، ومن المُستحسن استبدال بمشروبات أقل احتواءً على الكافيين كالشاي.

5. مضغ علكة:

اعتاد العديد ممن يعانون من القلق المُفرط مضغ علكة لأنها تساعد في التخفيف من القلق، والسبب في ذلك هو أن مضغ العلكة يساعد على تدفق الدماء بوفرة إلى الدماغ فتقلل من شعور الغثيان والصداع المُصاحب للقلق.

6. الروائح المُعطرة:

أكدت العديد من الدراسات أن استخدام عطور معينة يساعد بنسبة كبيرة على الاسترخاء والهدوء ومن ضمنها: اللافندر، الورد، البابونج، الفانيليا، الياسمين، النعناع، القرفة.

7. الاستماع إلى موسيقى هادئة:

إذ يعمل الصوت الهادئ للموسيقى على تهدئة الجسم وتحسين الحالة المزاجية كما تساعد في التقليل من هرمونات القلق أيضًا.

8. تناول الغذاء الصحي:

لقد أثبتت الأبحاث أن كل ما يدخل الجسم من طعام أو شراب يساهم بقوة في شعور الشخص وأحاسيسه حيث إن تناول السُكريات والدهون الضارة له دور كبير في الإحساس العام بعدم الراحة والقلق وعلى الجانب الآخر فإن تناول الغِذاء الصحي والمُتكامل يساهم بلا شك في تحسين صحة الإنسان النفسية بشكل عام.

9. الاهتمام بالنوم الكافي:

ربما قد سمعت هذه النصيحة عشرات المرات ودائمًا ما تصل لاستنتاج خاطئ وهو أن الأمر عكسي وأن التوتر الزائد هو ما يسبب الأرق وقلة النوم، ولكن العكس هو الصحيح، حيث إن النوم غير الكافي ينتج عنه الشعور العام باضطراب أثناء اليوم وإيجاد صعوبة في العامُل السليم في المواقف المُختلفة.

وفي النهاية فإن اضطراب القلق المُفرط يُعد أمر شائع ويُمكن علاجه على عكس ما يعتقد البعض فقط إذا عزم الشخص على النظر للأمور بمُنطلق آخر وبشكل أكثر إيجابية مع الأخذ بأسباب التعامُل معه من رياضة وغذاء صحي ونوم كافي، كل هذه العوامل من شأنها أن تُساعد في التخلص من اضطراب القلق.

اضف تعليق