ما يجهله الكثيرون عن فيتامين سي

مَن منا لم يعاني من نزلات البرد في كل شتاء تقريبًا ومَن منا لم يصاب بالزكام والهمود في أيام البرد الشديد، ولعله لمِن المتعارف عليه والذي تعوَّدنا عليه جميعًا أن نُكثر من مصادره كالبرتقال والليمون واليوسفي في تلك الأيام الصعبة لأنه حتمًا يُعد عاملًا مؤثرًا في الشفاء، ولكن هل حقًا تُعد مصادر فيتامين سي علاجًا لنزلات البرد؟ وإن لم تكن كذلك، فمن أين أتت الشائعة من الأساس؟ دعنا إذًا نتعرَّف على حقيقة فيتامين سي.

حقيقة فيتامين سي في الوقاية والعلاج

في حوالي أكثر من 46 إختبار علمي على أكثر من 11,000 مشارك، وُجد أن المداومة على أخذ المصادر الغنية بفيتامين سي بشكل منتظم على مدار السنة لا يمنع من حدوث نزلات البرد أو الوقاية منه، في الحقيقة إن المداومة عليها في الأيام العادية التي لا تعاني فيها من البرد قد يقلل عدد أيام نزلات البرد حقًا ولكن بنسبة 8% فقط أي أقل من ربع يوم تقريبًا، أما إذا ما أُصبت بنزلة برد وقررت الإكثار من مصادر فيتامين سي لتُسرع من عملية الشفاء، فقد أُثبت علميًا أن ذلك لا يسرع منها ولا يؤثر عليها من الأساس، ففي حوالي ٧ دراسات أُجريت لإختبار فعاليته لعلاج الزكام وُجد أنه يعد بمثابة علاج وهمي ونفسي بحت.
ولكن من أين أتت هذه الشائعة التي يصدق بها غالبية الكوكب تقريبًا؟

صاحب هذه الشائعة

يُعد العالِم الأمريكي Linus Pauling هو صاحب هذه الاسطورة التي بدأت غالبًا في السبعينيات ولا تزال منتشرة إلى يومنا هذا، لقد بدأ بولينج في استهلاك جرعات كبيرة من فيتامين سي في اليوم الواحد بعد نصيحة عابرة من صديق، فقد بدأ ب 3000 مليغرام يوميًا ثم تضاعفت الكمية بمرور الأيام إلى أن وصلت ل 18,000 ثم إلى 30,000 مليغرام في اليوم الواحد زاعمًا أنه أصبح لا يعاني من أي نزلات برد على مدار السنة بل ولاحظ تغيرًا كبيرًا في حالته الصحية بوجهٍ عام، ونتيجة لذلك فقد كتب كتابه المشهور Vitamin C and common cold الذي تم نشره في عام 1970، لقد تم وصف بولينج بأنه مهووس فيتامين سي وتم نقده بشكل كبير من قِبَل العديد من الباحثين والأطباء وذلك لأن ما قد يسير بشكل إيجابي على شخص واحد لا يؤهله ليكون حقيقة علمية تُنشر في كتاب وإضافةً إلى ذلك فإن ما يزعمه سواء عِلميًا أو في الحياة العَملية ليس بصحيح كليةً، فحتى وإن ساعدت الكميات المهولة من فيتامين سي على الوقاية أو العلاج من الزكام ونزلات البرد فقد أُثبت أن الاستهلاك المفرط لفيتامين سي قد يؤدي إلى أزمات أخرى نحن في غنى عنها.

مضاعفات الاستهلاك المفرط لفيتامين سي

قد يصل الوضع لبعض الأشخاص إلى أن يبالغوا في أخذ جرعات فيتامين سي سواء من الأطعمة المختلفة أو احيانًا من أقراص الفوارة ظنًا منهم أن ذلك قد يضعف من فرص الإصابة بنوبات البرد أو الزكام، ولكن في حقيقة الأمر إن التناول المفرط لفيتامين سي يسبب التالي:

  1. قد يؤدي إلى أعراض أخرى كثيرة كتقلصات المعدة.
  2. الغثيان، القىء.
  3. الإصابة بالصداع
  4. الإسهال بل وقد يؤدي أحيانًا إلى أعراض أكثر خطرًا من ذلك.
  5. ففي دراسة أُجريت على عدد من الأشخاص الذين يتناولون حوالي 1000 مليغرام يوميًا وُجد أنهم أكثر عُرضة للإصابة بحصوات الكلى.

فوائد فيتامين سي

إن فيتامين سي مثله كأي مُكمل غذائي أخر مهم لأي إنسان ومفيد طالما أُخذ بالمعدلات الطبيعية، حيث أن الكمية اللازمة للبالغين لا يجب أن تزيد في الطبيعي عن 75-90 مليغرام يوميًا حتى يأخذ منها الفرد أكبر قدر من الإفادة، فمن أهم فوائده:

  1. يساعد في إنتاج الكولاجين اللازم في تطور الأنسجة، العظام والأسنان.
  2. يساعد في امتصاص الحديد من الجسم من خلال الأطعمة الحاوية عليه.
  3. يساعد في الحفاظ على صحة الخلايا من التلف.
  4. يقلل من إحتمالية الإصابة بمرض السرطان.

مصادر فيتامين سي

إن فيتامين سي يعد من الفيتامينات المنتشرة في عدد كبير من الأغذية على عكس ما يعتقد البعض، ففضلًا عن وجوده في الحمضيات كالبرتقال والليمون واليوسفي، هو أيضًا موجود في أطعمة مثل:

  • البقدونس: يحتوي على حوالي 0.16 غرامًا من فيتامين سي لكل مائة جرام.
  •  الكالي (أحد أنواع الكرنب): يحتوي على 0.15 غرامًا لكل مائة جرام.
  •  الكيوي: يحتوي على 0.06 غرامًا لكل مائة غرام.
  •  البروكلي (القرنبيط الأخضر): يحتوي على 0.09 غرامًا لكل مائة غرام.

في النهاية وعلى الرغم من أن فيتامين سي لا يُعد عاملًا مؤثرًا حقًا في نزلات البرد وأن التناول المفرط له قد يضر أكثر مما يفيد إلا أنه مع ذلك يُعد مصدرًا مُهمًا للاستفادة منه بشكلٍ أخر، فإذا ما واظبت على أخذه بكميات معتدلة يوميًا فهذا يُعد عاملًا قويًا في الاستفادة منه بشكل كبير وصحي وآمِن.

اضف تعليق