ما وراء البلاستيك..تعرف على أبرز الطرق للتخلص من البلاستيك وأضرارها

يعد استخدام البلاستيك اليوم واحدًا من أكثر الأفعال خطورة على البشرية والبيئة بوجه عام، فنحن اليوم نعتمد اعتمادًا رئيسيًا على منتجات البلاستيك فى كافة جوانب الحياة، بدءًا من زجاجات المياه والأكياس البلاستيكية إلى قطع غيار السيارات وحتى خزانات المياه، ونظرًا لهذا التوسع الشديد في استخدام منتجات البلاستيك حول العالم، فإننا نرى اليوم العالم كله يعانى من أضرار مخلفات البلاستيك، سواء أكانت هذه الأضرار تؤثر على الإنسان أو البيئة من حوله.

بداية استخدام البلاستيك

يرجع أول استخدام للبلاستيك لعام ١٩٠٧ عندما اخترع ليو بكلاند أول بلاستيك لا يدخل فيه أى عنصر من الطبيعة و أطلق عليه اسم (الباكلايت) ثم بدأ التوسع الشديد فى استخدامه منذ عام ١٩٥٠، إذ دخلت اللدائن(البلاستيكات) كل بيت وتم تقدير كمية البلاستيك المصنع فى العام الواحد إلى ٨.٣ بليون طن حول العالم منها ٥٠% يصلح للاستخدام الواحد فقط و ٩% فقط يمكن إعادة تدويره، ومنذ ذلك الحين وأصبحت صناعة البلاستيك فى تزايد مستمر ومن المتوقع أن يتضاعف إنتاج البلاستيك فى ال 20 سنة القادمة.

أضرار مخلفات البلاستيك:

فضلًا عن الأضرار الصحية الجسيمة الناجمة من استخدام البلاستيك، هناك الأضرار الناجمة من مخلفاته، إذ يكمن خطر المخلفات البلاستيكية في:

  1. كونها مادة صعبة التحلل بسبب تكوينها بشكل أساسي من مادة الإثيلين وهي عبارة عن غاز عضوي لا يتحلل بسهولة فى الطبيعة ويحتاج إلى مئات السنين، إذ يستغرق تحلل واحدة من الزجاجات البلاستيكية ما يقرب من ٤٥٠ سنة نتيجة التحلل الغير عضوى الذى يستغرق فترات طويلة.
  2. كونها مستخلصة فى الأساس من مواد كالبترول و الغاز الطبيعي بل وأحيانًا الفحم، كل هذه المواد تعد باعثة للحرارة أي تلعب دورًا هامًا فى الاحتباس الحراري حول العالم، وتعد الأضرار الناجمة من مخلفات البلاستيك متغلغلة في كثير من الجوانب الحياتية والبيئية، و منها:
  • أضراره على المسطحات المائية

إن ظاهرة إلقاء المخلفات عامةً ومخلفات البلاستيك خاصًة فى المسطحات المائية المختلفة تعد غير قاصرة فقط على مخلفات المصانع ولكن هي ظاهرة يتسبب فيها البشر كل يوم، ولعل الفعل الذى قد يراه البعض بسيطًا يعد السبب الأول من مسببات قتل وتسمم الآلاف من الحيوانات البحرية والأسماك سنويًا، إذ تقدر كمية البلاستيك المصنع سنويًا بحوالي ٣٨١ مليون طن، منها ١٢.٧ مليون طن ينتهي به المطاف في قيعان المحيطات سنويًا أما فى اليوم الواحد فتقدر نسبة المخلفات التي تأخذ طريقها للمحيطات بحوالي ٨ مليون قطعة، فتقدر اليوم نسبة مخلفات البلاستيك فى المحيطات بحوالي ٥.٢٥ تريليون قطعة مختلفة الحجم، كل هذه الكميات المهولة تتسبب فى قتل حوالى مليون طائر بحري و١٠٠.٠٠٠ حيوان بحري سنويًا و تقدر نسبة السلاحف التي تأكل من هذه المخلفات ١٠٠% ما يؤدى إلى موتها بطريقة قاسية وبطيئة.

  • أضراره على التربة:

و لعل الضرر الذي تسببه تلك المخلفات على التربة والنباتات ليس بأقل أهمية من ذلك الناتج فى البحار و المحيطات، إذ تقدر نسبة المخلفات البلاستيكية الملقاه فى أراضي مكبات النفايات أو ما يعرف بالlandfills بحوالي ١٠%، يكمن الضرر هنا فى أنه ما إن يبدأ البلاستيك فى التحلل فى التربة حتى يتم إخراج كيماويات سامة تتسرب داخل التربة وإلى المياه الأرضية وبالتالى يتسمم كل من ينتهي به المطاف لشرب هذه المياه الملوثة، فضلًا عن تلويث المحاصيل الزراعية وبالتالي الطعام الذى نأكله.

  • أضراره على الهواء:

لقد كان نتاج ما تسببه مخلفات البلاستيك من ضرر على كل من البيئة البحرية والزراعية أن اتجه البعض إلى وسيلة ثالثة للتخلص من تلك النفايات السامة التى لم تترك برًا ولا بحرًا، و كانت هذه الوسيلة هي حرق تلك المخلفات بهدف عدم الإضرار بالحيوانات البحرية أو المحاصيل، لكن لم يدرك هؤلاء أنهم قد تسببوا فى حدوث كارثة أخرى بسبب هذا الفعل وهو تلويث الهواء الذى نستنشقه جميعًا.
وقدر الباحثون نسبة المخلفات التي يتم التخلص منها بوسيلة الحرق إلى أكثر من ٤٠%، وقد تم التوصل إلى أن حرق مخلفات البلاستيك خاصة تؤدى إلى إخراج العديد من المواد الكيميائية السامة والتى تؤدي بدورها إلى أمراض مثل اضطراب الغدد الصماء، الربو، أمراض الأوعية الدموية والسرطان، و لأن الهواء سريع الإنتقال من مكان إلى أخر، فإن الهواء الملوث نتيجة الحرق في الصين قد يؤثر على ذلك الذى فى الهند وغيرها من الدول. لقد أثبتت الأبحاث أن كمية كبيرة من الميكروبلاستيك توجد فى أجسامنا نتيجة تلوث الهواء بها، فهو دقيق الحجم وسهل الاستنشاق. اذًا الإتجاه إلى الحرق لا يعتبر بديلًا لمشكلة تلوث المسطحات المائية والمحاصيل الزراعية أو حلًا من الأساس.

بعد توضيح كل هذه الأضرار وتدقيق الملاحظة، سنجد أن هذه الأضرار ليست مقتصرة على البيئات المختلفة فقط بل وعلى الإنسان بسبب هذه الأسماك والمحاصيل السامة التى يأكلها وهذا الماء والهواء الملوث الذى يشربه ويتنفسه، فكأن البيئة تنتقم من الإنسان لما وقع عليها من ضرر بواسطة الإنسان.

اضف تعليق