ورود حمراء وبطاقات مُعايدة.. تعرَّف على تاريخ الفالنتين وسبب الاحتفال به

نورا نادي
مع اقتراب يوم الـ14 من فبراير تمتلئ المتاجر بكافة أنواع الهدايا وبطاقات المُعايدة المختلفة، كما تظهر محال الزهور بمختلف أنواع وألوان الورود الجميلة، كل ذلك إحياءً للعيد العالمي للحب وهو يوم الفالنتين الذي تحتفل به العديد من دول العالم في هذا اليوم، ولكن ما هي الخلفية وراء هذا العيد ومن صاحبه وما السبب وراء اختراعه؟ دعنا نأخذك في رحلة عبر الزمن إلى أيام العصور الوسطى حيث عاش من كان سببًا لهذا العيد، القديس فالنتين.

من هو القديس فالنتين

اختلفت الروايات حول تاريخ ميلاد ووفاة هذا القديس، بل واختلفت الحكايات حول حياته أيضًا، ولكن من أشهر القصص التي رُويت عن حياته هي تلك التي تروي أن هذا القديس وُلد عام 226 في تيرني الإيطالية وكان رجل دين يدافع عن ديانة المسيحية في ذلك الوقت، وهي الفترة التي كانت فيها المسيحية مُضطهدة بشدة في الإمبراطورية الرومانية، وكان القديس فالنتين يزوج الأحباء وذلك تحقيقًا لسر الزواج في المسيحية في ذلك الوقت، وسر الزواج هو أحد الأسرار السبعة المُقدسة في الكنيست الكاثوليكية والأرثوذكسية، فكرَّس حياته في خدمة هذا الدين ومُعتنقيه.

القديس فالنتين
القديس فالنتين

إعدام القديس فالنتين

قيل أن في تلك الفترة التي امتلأت باضطهاد المسيحين قام القائد أكلوديوس القوطي بإصدار قرار يمنع زواج الجنود وذلك بهدف عدم شغل اهتمامهم عن الحرب آنذاك، ولكن القديس فالنتين رفض ذلك بشدة واستمر في منح سر الزواج لكل من أراد، فكان ذلك بمثابة مُخالفة لقرار القائد، فكانت النتيجة أن سُجن وعُذب ثم أُعدم في ال 14 من فبراير 273، وخُصص هذا اليوم كرمز للتضحية في سبيل الحب من وقتها.

علاقة الورود الحمراء بيوم الفالنتين

يُقال أن إصرار القديس فالنتين بمنح الزواج للناس قد وصل إلى أنه كان يُزوج الناس أثناء فترة حبسه من وراء القضبان، هو الأمر الذي كلفه حياته، وقيل أيضًا أن المتزوجين كانوا يرمون له الورود الحمراء كنوع من الشكر له وتعبيرًا أيضًا عن سرورهم بالزواج، فاقترنت من وقتها الورود الحمراء بعيد الفالنتين.

الاحتفال بعيد الفالنتين في مصر

ظلت مصر تحتفل بعيد الحب في الـ14 من فبراير كحال باقي الدول، إلى أن جاء عام 1974 فاختلف الحال قليلًا، وكان ذلك بسبب مقالة صحفية نشرها الكاتب مصطفى أمين والتي نشر فيها فكرة الاحتفال بعيد الفالنتين مرتين في كل عام، الأولى في اليوم العالمي المُخصص للفالنتين وهو الـ14 من شهر فبراير، والمرة الثانية في الـ4 من نوفمبر ويكون فيه الاحتفال وتبادل الهدايا ليس مُقتصرًا على العُشاق فقط بل ويكون احتفالًا بالعائلة والأصدقاء أيضًا، ولكن ما السبب وراء ذلك؟

يوم جديد لعيد الفالنتين في مصر

ذكر الكاتب الصحفي مصطفى أمين في مقاله أن السبب وراء هذه الفكرة نابع من موقف شاهده أثناء وجوده بالقاهرة القديمة في يوم من الأيام، إذ رأى جنازة لشخص لم يحضر بها سوى ثلاثة أشخاص فقط، وقد استنتج وقتها أن هذا الرجل لم تكن له أي علاقة وطيدة بأحد، لذا فقد اقترح أن يكون هناك يوم فالنتين جديد في السنة بهدف توطيد علاقات المحبة بين العائلات والأصدقاء.

الآراء الدينية حول الفالنتين

اختلفت الآراء الدينية في هذا شأن الاحتفال بيوم الفالنتين، إذ اتجهت بعض الآراء إلى أنه ليس احتفالًا محرمًا كونه لا ينطوي على أي فعل حرام أو عمل مخالف للشرع، كالاختلاط أو الرقص وغيرها من البدع، ولكن شدد الرأي الآخر على كونه عيدًا مُحرمًا بكل المقاييس الدينية وذلك لأنه ليس عيدًا إسلاميًا من الأساس ولم يُذكر في الشريعة، لذا فمُحرمٌ الاحتفال به بأي شكل من الأشكال.

وفي النهاية وبعد أن عرضنا عليك بعض التفاصيل حول تاريخ عيد الفالنتين وتقاليد المصريين الحديثة في الاحتفال به، علينا أن نُذكرك عزيزي القارئ أن كل يوم هو بمثابة فرصة لك للتقرب لمن تحب من أهل وأصدقاء وأحباب، وأن إظهار المحبة وتبادل الهدايا لم يكن أبدًا مقتصرًا على عيد أو يوم يأتي في العام مرة أو مرتين.

اضف تعليق