في الذكرى الـ90 لميلاد الدلوعة شادية .. تعرف على قصة اعتزالها

ابنة الحلمية الجديدة بالقاهرة، وصاحبة الصوت العذب الذي يمتلك القدرة على جعلك في حالة انسجام كاملة مع مشاعر أغنياتها، كانت مسيرتها الفنية حافلة بالإنجازات، دخلت القلوب من الطلة الأولى، وشعر الجمهور أنها تمثل فئة كبيرة منه، فهي الطالبة الطموحة الساذجة لحدٍ كبير، وهي الزوجة الرقيقة الهادئة، وهي الفنانة المرموقة ذات المشاعر الطيبة المتواضعة، وهي الشخصية الشريرة التي ليس من السهل أن تكرهها، هي كل شخص يمكن أن تقابله في يومك، فاطمة أحمد كمال أو كما عرفها الجمهور شادية لرقة وجمال صوتها، دلوعة السينما العربية.

تعلق الجمهور بالفنانة شادية

كانت نجم لامع في سماء الفن العربي، وأيقونة للموضة والرقى، وذكرت في عدة لقاءات أنها كانت تحب الغناء ومغنيتها المفضلة هي الفنانة ليلى مراد، وامتهنت الفن وحققت أمنيتها، ولكن ما كان يجعل الراحلة قريبة من قلوب الجمهور هي روحها، فلم يشترك معها أحد في عمل واحد إلا وأكد على أنها تضفي شيء من الراحة والحنان على الجميع، كانت طاقة من اللطف تمشي بين الناس، وهذا ما لمسه الجمهور في أدوارها ولقاءاتها.

العائلة في حياتها

الجزء الأكثر دفئًا في حياة شادية كان عائلتها، وقد صرحت دلوعة الشاشة بأكثر من طريقة أن العائلة لها مكانة خاصة، فكانت تهتم لعائلتها ولشؤون الجميع، وكانت تعد الصديقة المقربة الواعية لأبناء أشقائها وفي مكانة أمهم أيضًا بشهادة أفراد من عائلتها، وكان الفرد الأقرب إليها هو شقيقها محمد طاهر شاكر، فهو كان توأم روحها وأمين أسرارها، وبعد وفاته عجلت باعتزالها.

شادية
شادية

اعتزال شادية

كانت تفكر شادية في الاعتزال قبل أن يُعرَض عليها مسرحيتها الأولى والوحيدة “ريا وسكينة” ولم يكن حينها قد مات شقيقها محمد طاهر، ولكنها كانت تفكر في الاعتزال منذ فترة قبل أن تتم عامها الخمسين كما صرحت من قبل، ولكن المخرج حسين جمال عندما عرض عليها مسرحية ريا وسكينة وافقت.

وبعد وفاة شقيقها وحزنها الشديد عليه قررت التعجيل بالاعتزال عن التمثيل والاكتفاء بالغناء، ثم قررت ألا تغني إلا الأغنيات الدينية لكن حتى هذا القرار لم تقدر على تنفيذه، فذهبت للقاء الشيخ الشعراوي وسألته في أمرها وكانت إجابته شافية -حسب قولها- فنزلت من عنده وهي في راحة تامة وقد قررت أن تفعل ما يجعلها دائمًا في راحة، فاعتزلت وتركت الساحة الفنية بأكملها لكن دون قطيعة للصداقات التي دامت حتى رحيلها، فكانت علاقتها بأصدقائها مستقرة وهادئة.

وفاتها

بعد رحيل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة حزنت شادية للغاية، حتى أنها أصيبت بالاكتئاب لمدة طويلة، فكانت قريبة لقلبها للغاية، وبعد حزن طويل دام لمدة طويلة، لحقت بصديقتها بعد حوالي عامين إثر اصابتها بسكتة دماغية، وتركت خلفها جمهورًا يترحم عليها ويحبها بصدق.

اضف تعليق