في مثل هذا يوم.. صناعة أول عربية رخيصة في ألمانيا فولكس فاجن
قبل بداية الحرب العالمية الثانية تنبأ “ليدويج إدهارد” في مقالة له بالوضع الاقتصادي لألمانيا حال خسارتها الحرب، وقد كان.. كل ما تنبأ به حدث بالفعل و انهارت ألمانيا اقتصاديًا بجانب الخسارة البشرية الكبيرة التي كابدتها ألمانيا في هذا الوقت فقد خسرت حوالي 15 مليونًا من رجالها بين القتلى والأسرى، كان الأمر أشبه المعجزة ومع ذلك ضرب الشعب الألماني أفضل مثال لتحقيق ما يراه الأخرين معجزة، وبشكلٍ آخر استطاعوا أن يحولوا سلعة مرفهة إلى سلعة للشعب، فولكس فاجن أول سيارة رخيصة للشعب الألماني.
بداية فولكس فاجن في ألمانيا
في عام 1937م تأسست شركة فولكس فاجن من قبل جبهة العمل الألمانية، استجابةً لأوامر أدولف هتلر الذي أمر عام 1934 أن يتم إنتاج سيارة رخيصة يكون سعرها في متناول الشعب ويمكنها أن تحمل شخصين بالغين وثلاثة أطفال، ولأن الصناعة الخاصة لا يمكنها أن تتحمل تلك الإنتاجية، فاتجه أدولف هتلر لرعاية مصنع مملوك للدولة وتمت خطته بنجاح بعد فترة الزمن، واستطاعت فولكس فاجن مع مرور الوقت أن تثبت نجاحها، كاختيار مناسب لعامة الشعب من جهة ومن جهة أخرى كمنافس قوي، واستطاعت أن تمد نفوذها وطالت أغلب شركات السيارات المعروفة كجزء هام من خطة التطوير مثل (أودي) و(لامبورغيني)و(بورشه)، وبعد مرور سنوات على تأسيسها وتطويرها، نجحت في أن تكون على قمة الخيارات العالمية وليس في ألمانيا فقط ويعود الفضل للمهندس النمساوي بورشيه مؤسس شركة بورشة التي وُضعت تحت مظلة فولكس فاجن.
تجاوز المحن من عادات ألمانيا
وكما جرت العادة لم تتهاون ألمانيا أبدًا في تقديم أفضل نموذج للعالم في كيفية الصعود بعد الوقوع في الأزمات، في 2015 ارتكبت فولكس فاجن كارثة بكل ما تعنيه الكلمة من معانٍ، حيث قامت الشركة بالتلاعب بالمعايير البيئية والتحايل في اختبارات عوادم سياراتها، وكانت تعد فاجعة في الاقتصاد الألماني المهدد في أي لحظة بالشلل، خاصةً أن الأمر قد عُرف في الولايات المتحدة الأمريكية ثم ظهرت السيارات المزودة ببرمجة خادعة في فرنسا وإيطاليا وكوريا الجنوبية وألمانيا بالطبع، والذي زاد من حدة الأمر هو انتشار الحملة الدعائية للشركة التي كانت تروج لخدمتها في جعل البيئة نظيفة، أي أن الشركة كانت ستستمر في خداع العالم أجمع، لكن الأمر قد انقضى، وعادت فولكس فاجن ثاني أقوى شركة تصنيع سيارات في العالم، ومازالت ألمانيا رمز الصناعات القوية والعزم الشديد.
