اختبارات الذكاء.. هل تعد خدعة؟
يلجأ الانسان للتصنيف في أوقات كثيرة، فمثلًا عندما يتعرض لخيارات عديدة يقوم بالتصنيف، فيضعهم تحت مجموعات بترتيب محدد لكي يسهل عليه التعامل معهم، يسهل التصنيف الكير على الإنسان، لكن هل على الإنسان تصنيف كل ما حوله؟
يقع العديد من الآباء في فخ تصنيف أبنائهم لمعرفة نسبة ذكائهم، فتصبح قدرات الطفل مرهونة برقم، هل القدرات العقلية محدودة لهذا الحد؟ على الرغم من أن الذكاء ليس شيئًا يمكن تعريفه ببساطة وحتى الآن لا وجود لتعريف متفق عليه لمفهوم الذكاء، إلا أن البعض يتهافت على اختبارات الذكاء بشكل غريب.
بداية اختبارات الذكاء
- في بداية القرن العشرين اجتمع العالمان ثيودور سيمون وألفريد بينيه لوضع امتحان لتمييز الطلبة التي تحتاج لمساعدة إضافية، أي أن الغرض الأساسي للاختبارات تلك هو تحديد الفئة الأضعف -في التحصيل الدراسي- لمساعدتهم.
- وبعدها تمت ترجمة هذه الاختبارات إلى اللغة الإنجليزية على يد العالم تيرمان ليقوم بتطبيقها على عدد كبير من الطلاب الصغار لكن لاختبار ذكائهم ثم دراسة أسلوبهم في التفكير وتتبعهم، لتستمر الدراسة ويتم تعقب الطلاب المتفوقين ليكونوا جزء من دراسة تجربة تيرمان.
- كان المتوقع أن يقوم الطلاب أصحاب الأرقام العالية في الاختبار بأعمال خرافية مقارنةً بنسبة ذكائهم، لكن المفاجأة أن الغالبية العظمى كانت تمتهن مهن “عادية” على حد قول العلماء الذين تنبأوا مستقبل باهر لهم، فمنهم من عمل في المحاماة والصحافة، والتدريس وكلها مهن سامية لكنهم لم يبدعوا كما كان متوقع لهم.
- وعلى الصعيد الآخر والأكثر غرابة بالنسبة لفرضية تيرمان -التي تتوقع أن يكون الأشخاص أصحاب معدلات عالية في الذكاء طبقًا للاختبار هم عباقرة المستقبل وأمل الجيل الجديد بأكمله- حصول العالم ويليم شوكلي حصل على جائزة نوبل على اختراع الترانسيستور، وأيضًا لويس ألفايزر في الفيزياء، والجدير بالذكر أن كليهما تم اقصائه من دراسة تيرمان نظرًا لأن معدل ذكائهم كان أقل من اللازم.
الذكاء غير مرهون باختبار
- في عام 1983 أصدر العالم هوارد جاردنر كتاب “أطر العقل..ونظرية الذكاءات المتعددة” ليصدم العالم أجمع بمفهوم -أو تصور- جديد عن الذكاء، مغيرًا نظرة الكثير عن الذكاء.
- فيقوم بضرب أول الثوابت التي تتم على أساسها اختبارات الذكاء ويطرح نظرية السبعة ذكاءات، ودخل جاردنر بعدها في صراع مع مؤيدين الذكاء الواحد الذي يمكن قياسه كما ذكر مقال (ذكاء أم ذكاءات؟ رؤى مختلفة للقدرات الإدراكية) لهان بايك.
- ويقوم جاردنر أيضًا بتوضيح القدرات الكامنة في النفس وأن لكل إنسان نوع خاص ومستقل من الذكاء يمكن التعبير عنه بمهارات مختلفة، ما قام به جاردنر واستمر في دراسته لما يقرب من 20 عامًا بعد كتابه هو توضيح مفصل أن قدرات العقل البشري ليست مقرونة برقم في اختبار أو غيره، وأن مهارات الإنسان و قدراته يمكن أن تكشف له تفرده بخلاف معدلاته في اختبارات الذكاء أو أي اختبارات أخرى.