الغضب لحظة ولكن الندم بعده قد يصل إلى أعوام..تعرف أكثر
كم من مرةٍ شعرت أن رأسك ستنفجر غضبًا عندما يكون الطريق مزدحمًا؟ هل يرتفع ضغط دمك عندما يسيء إليك أحدهم بأي شكل من الأشكال؟ كيف يكون رد فعلك عندما يرفض أحد أطفالك الاستجابة لأمرك؟ من المؤكد أنك مررت بأحد هذه المواقف أو غيرها حتى شعرت أن أعصابك على وشك الانفجار غضبًا، هذه ليست بمشكلة لأن الغضب هو شعور طبيعي جدًا يمكن أن يتعرض له الجميع، ولكن المهم هو كيفية التعامل مع الموقف بطريقة إيجابية حين شعورك بالغضب، وهذا هو ما سوف نتحدث عنه.
تأثير الغضب على صحتنا
شعورك بالغضب قد يصل إلى مستويات عالية من التوتر، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري وضعف جهاز المناعة والأرق وارتفاع ضغط الدم. أما بالنسبة إلى الصحة النفسية، فالغضب السلبي يستهلك كميات هائلة من الطاقة العقلية، مما يؤدي إلى تشوش تفكيرك فيجعل من الصعب عليك التركيز أو الاستمتاع بالحياة، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى الإجهاد والاكتئاب المزمن.
كيف تتأثر حياتنا الاجتماعية بالغضب؟
يمكن لمسارك المهني والوظيفي التأثر بالغضب السلبي الغير صحي، حيث أنه سيمنعك من التعاون بشكل بنّاء مع زملائك، بالرغم أن النقد البناء والاختلافات الإبداعية والنقاشات الساخنة أمرًا طبيعيًا في العمل كفريق، ولكن الانتقاد الغاضب لا يؤدي إلا إلى نفور زملائك أو المشرفين أو العملاء من التعامل معك. قد تتأثر أيضًا علاقاتك الاجتماعية مع من حولك، حيث أن غضبك المستمر سيكسر ثقة الآخرين بك وغالبًا سيمنعهم من أن يتحدثوا معك بصدق أو براحة بل أنهم سيفضلون أي شيء على النقاش معك.
معتقدات خاطئة عن الغضب وحقيقتها
-
المعتقد الأول عن الغضب:
لا يجب أن أحبس غضبي، بل من الصحي التنفيس عن الأمر والسماح له بالخروج.
-
الحقيقة:
شعورك بالغضب هو مثل أي شعور آخر ينشأ بداخلك بسبب بعض المؤثرات مثل شعورك بالفرح أو الحزن، صحيح أن تجاهل الشعور أمر غير صحي، إلا خروجه بطريقة عدوانية ليس أفضل حل، بل يجب أن تتعلم كيفية التعامل معه كشعور وليس كشيء مادي تخرجه.
-
المعتقد الثاني:
يساعدني الغضب والعدوان والتخويف على كسب احترام الآخرين حتى أحصل على ما أريد.
-
الحقيقة:
الاحترام لا يأتي من التنمر على الآخرين، قد يخاف الناس منك لكنهم لن يحترموك، إذا لم تتمكن من التحكم في نفسك وفي غضبك وتحاول أن تتفهم وجهات النظر المعارضة، فالآخرين سيستمعون إليك ويلبون احتياجاتك إذا كنت تتواصل معهم بطريقة محترمة.
-
المعتقد الثالث:
لا يمكنني فعل شيء فالغضب ليس شيئًا يمكنك التحكم فيه لأنه شعور غير صحي.
-
الحقيقة:
لا يمكنك التحكم في الموقف الذي تعيش فيه أو في المؤثرات الخارجية التي تمر بها أو كيفية شعورك، ولكنك تستطيع التحكم في رد فعلك الشخصي والسيطرة على مشاعرك بالتدريب لأنه لديك دائمًا خيار بشأن كيفية الرد، بل تدرب على أن تدير رد فعلك وغضبك مما يجعل منه شعور صحي.
إليك 10 طرق للتحكم في غضبك
- قم بالعد حتى 10 وإذا كنت غاضبًا حقًا، ابدأ تنازليًا من 100، في الوقت الذي تستغرقه في العد، سيستطبئ معدل ضربات قلبك فيهدأ غضبك.
- اذهب للمشي فتغيير الجو يمكنه أن يساعدك في تهدئة أعصابك وتقليل غضبك.
- توقف عن الكلام عندما تشعر بأنك ستلفظ بكلمات غاضبة ستضر ولن تنفع، تظاهر بأن شفتيك مغلقتين تمامًا فهذه اللحظة ستمنحك وقتًا لجمع أفكارك.
- خذ استراحة من النقاش، اجلس بعيدًا عن الآخرين أو ادخل إلى غرفة هادئة وأغلق عينيك وتخيل نفسك في مكان آخر تسترخي، وتأمل في تفاصيل المشهد كصوت البحر ولون السماء.
- خصص وقت من روتينك اليومي في عزل نفسك في غرفة هادئة، حيث يمكنك معالجة الأحداث والتأمل في مشاعرك وأفكارك.
- قم بتشغيل بعض الألحان ودع الموسيقى تذوب غضبك.
- عبر عن غضبك فلا بأس في أن تقول ما تشعر به طالما أنك تتعامل معه بالطريقة الصحيحة وخذ وقت في التفكير قبل التكلم.
- اعثر على حل فوري، فعلى سبيل المثال قد تكون غاضبًا لأن طفلك ترك غرفته مرة أخرى في حالة من الفوضى، فقط اغلق الباب لأنه يمكنك إنهاء غضبك مؤقتًا عن طريق إبعاده عن نظرك، ابحث عن حلول مماثلة للمواقف المختلفة.
- لتحكم في الغضب تدرب على ردك وخذ وقت في التفكير قبل أن تخرج الكلام من فمك.
- سامح من أخطأ في حقك، إن العثور على الشجاعة لمسامحة شخص أساء إليك يتطلب الكثير من المهارة العاطفية، إذا لم تتمكن من الذهاب إلى هذا الحد في البداية، فيمكنك على الأقل التظاهر بأنك تسامحهم، وستشعر بغضبك يتلاشى.
إدارتك للغضب لن تأتي في ليلة وضحاها، سيتطلب منك المحاولة مرة وأخرى حتى تستطيع فهم مشاعرك مما يؤدي إلى إدارتها بشكل صحيح وصحي، ربما تقدر مرة وأخرى ستفلت أعصابك ولكن الأهم أنك تحاول، لأن الغضب هو شعور طبيعي وصحي إذا استطعت إداراته.