صراع القُراء بين الكتاب الإلكتروني والورقي
نورا نادي
تُعد فكرة المفاضلة بين القراءة عن طريق الكتاب الإلكتروني والورقي من الأفكار التي شغلت العديد من مُحبي الكتب في الآونة الأخيرة وخاصةً مع التطور الهائل الذي تشهده تكنولوجيا الكتب الإلكترونية، وعلى الرغم من الإحساس بالراحة لسماع حفيف الورق وشم رائحة الحِبر مع الاستمتاع العام بملمس الكتاب الورقي إلا أن الكتب الإلكترونية تقدم عددًا من المميزات التي قد يراها البعض تفوق تلك التي يقدمها نظيره الورقي، ولكن هل حقًا أصبح الكتاب الإلكتروني أفضل من الورقي؟ وهل يمكن الاستغناء عن أي منهما في سبيل استمرار الآخر؟ لمعرفة ذلك سنقدم لك بعض المعلومات التي تخص الكتب الإلكترونية مع طرح المميزات والعيوب التي تتمتع بها.
ما هو الكتاب الإلكتروني
لقد انتشر مفهوم الكتاب الإلكتروني بين عدد كبير من الناس مُؤخرًا وخاصةً بين الفئة العُمرية التي لا تستطيع الاستغناء عن الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية، والكتاب الإلكتروني هو عبارة عن كتاب عادي ولكن في شكل رقمي (Digital) أي يظهر من خلال شاشات الهواتف الذكية أو الأجهزة الإلكترونية القارئة مثل Kindle وKobo وNook وغيرها من الأنواع والتي تُعرَف بشكل عام بأجهزة الe-book readers.
مميزات الكتاب الإلكتروني
تتمتع الكتب الإلكترونية بعدد من المميزات التي وفي بعض الأحيان تجعلها الإختيار الأمثل لمُحبي الراحة والسهولة في القراءة ومن ضمن هذه المميزات:
١. الكتاب اللإلكتروني قليل التكلفة:
إن الكتب الإلكترونية عادةً ما تكون أرخص سعرًا من الكتب الورقية بل وأحيانًا تكون مجانية تمامًا فتستطيع تحميل غالبية الكتب التي تريد قرائتها من خلال عدد من الصفحات على الإنترنت أو من خلال التطبيقات الخاصة بتحميل وقراءة الكتب.
٢. سهولة الحمل والنقل:
إذ تستطيع حمل آلاف الكتب المختلفة أينما كنت فقط على هاتفك الذكي أو من خلال جهاز القراءة الخاص بك، ما يسهل على الفرد الانتقال بكل هذه الكتب أينما شاء، كما تساهم في توفير الحيز المكاني بشكل كبير.
٣. سهولة الوصول للكتب:
حيث إن القراءة الإلكترونية توفر لك ساعات من البحث في المكتبات على الكتب التي ترغب في شرائها إذ تستطيع تحميل أي كتاب بضغطة زر فيصبح لديك ما تريده في ثوانٍ معدودة، وتظهر أهمية هذه الميزة بشكل أكبر عند البحث عن الكتب الأجنبية التي يصعب في كثير من الأحيان الوصول إليها.
٤. الكتاب الإلكتروني سهل التصنيف:
حيث توفر العديد من البرامج والتطبيقات إمكانية تصنيف الكتب على أساس النوع، فهناك قسم الروايات وآخر خاص بالكتب التاريخية وقسم ثالث خاص بكتب الفلسفة وغيرها من التصنيفات الأخرى.
٥. ميزة لقطة الشاشة (Screenshot):
إذ توفر لك هذه الخاصية كنوزًا على شكل اقتباسات ومقاطع ومعلومات كل ذلك بين قبضة يديك في أي وقت، فتستطيع الاحتفاظ بأعداد كبيرة من الصفحات في حالة الاحتياج السريع لها.
٦. خاصية القراءة السمعية:
هناك العديد ممن يفضلون سماع الكتب بدلًا من قرائتها وهذا ما توفره غالبية الكتب الإلكترونية، ففضلًا عن كونها من أفضل الطُرُق التي ابتُكِرت لتسهيل عملية القراءة لفاقدي البصر فهي أيضًا تُعد خيارًا مُحببًا لعددٍ كبيرٍ من القُرَّاء بل وتساعد غير القُرَّاء على تجربة القراءة بطريقة أسهل وأسرع من القراءة العادية.
٧. إمكانيات أخرى:
تتيح بعض تطبيقات الكتب الإلكترونية عدد من الإمكانيات التي يفضلها العديد من القُرَّاء كالتظليل والتهميش وكتابة الحواشي والتعليقات، مما يعطي القارئ بعض المُتعة أثناء القراءة.
عيوب الكتاب الإلكتروني
ولا تخلو الكتب الإلكترونية من العيوب كحال أي شيء فمن أبرز تلك العيوب:
-
انتهاك حقوق الملكية للكُتَّاب (Copyrights):
إذ إن توافر أي كتاب من خلال الأجهزة الذكية ولأي شخص جعل مشكلة انتهاك حقوق الملكية أمر لا مفر منه فيقلل من استفادة الكُتَّاب بأعمالهم.
-
مُرهق ومُضر للعين:
حيث إن طول النظر إلى شاشات الأجهزة الذكية يسبب ضررًا كبيرًا للأعيُن على المدى البعيد وقد يسبب ضعف العينين في سن صغيرة وخاصةً إذا كانت القراءة من تلك الأجهزة في الظلام أو من خلال شاشات صغيرة نسبيًا.
-
الحاجة المستمرة لإعادة الشحن:
بالرغم من أن الكتاب الإلكتروني يتيح لك القراءة أينما كنت إلا أن الحاجة الدائمة لشحن الجهاز الذكي تُعد من العيوب التي تسبب الضيق لبعض الأشخاص.
-
إمكانية فُقدان كافة الكتب:
وذلك ليس مُقتصِرًا فقط على الفُقدان المُؤقت في حال انقطاع اتصال الإنترنت مثلًا أو انتهاء الشحن بل قد يكون فُقدان كامل لكافة الكتب في حال ضياع الجهاز الذكي أو حدوث عُطل فني به.
-
عدم توفر أرقام الصفحات في بعض الأحيان:
وذلك غالبًا ما يكون في عدد من التطبيقات الخاصة بتحميل الكتب الإلكترونية إذ تُتاح فقط النسبة المئوية مما تم قرائته بدلًا من إظهار أرقام الصفحات مما يُصعب عملية الوصول لصفحات بعينها في بعض الأحيان.
وبعد أن عرضنا عددًا من مميزات وعيوب الكتب الإلكترونية ينبغي الإشارة إلى أن الدليل الوحيد الذي يساعد الشخص في الخيار بين الكتاب الإلكتروني والورقي هو تفضيل الشخص نفسه، فالقارئ هو من يُقرر أي المميزات يُفضل وأي العيوب سيتحمَّل، فمثلًا هناك من يفضل وجود مكتبة حقيقية في البيت وآخر يفضل الاستغناء عنها لتوفير الحيز المكاني عن طريق الاتجاه إلى الكتب الإلكترونية، فالأمر ليس مُتعلِقًا بكون واحدًا أفضل من الآخر بل هي مسألة ارتياح شخصي لنوع مُعين من القراءة أو في بعض الأحيان لكلا النوعين، إذًا فإن مبدأ المفاضلة بين القراءة الإلكترونية والورقية لا داعي له على الإطلاق وأيًا كان النوع الذي يفضله الفرد فيبقى المهم في النهاية هو الاستمتاع بالقراءة والاستفادة منها وبما تقدمه من معلومات وكنوز معرفية على أكمل وجه.