في ذكرى ميلاد الفنان عبد العزيز مخيون.. تعرف على مشواره الفني
رحاب علي
في ذكري ميلاد الفنان عبد العزيز مخيون الموافق الثالث من يونيو عام 1943، يروي كتابه “يوميات مخرج مسرحي في قرية مصرية” (2015)، تأسيسه لمسرح الفلاحين في منتصف الستينيات، مستندًا إلى تراث السامر بجذوره في ثقافة فلاحي الدلتا، ومستعينًا بمقالات كتبها يوسف إدريس وعلي الراعي حول تأصيل المسرح المصري، محاولًا تطبيقها على نص “الصفقة” لتوفيق الحكيم.
حيث أشرك مخيون الفلاحين أنفسهم ليكونوا ممثلين في مسرحيته التي أدّوها في الهواء الطلق بعد تدريب متواصل لثلاث سنوات، وحين أدرك صعوبة إعادة الكرّة، انتقل إلى باريس حيث أكمل دراساته العليا في المسرح.
ظلّت هذه التجربة علامة راسخة في تاريخ المسرح المصري حيث لا يتجاوزها باحث أو ناقد عند توثيقه للتيارات التي برزت في هذا الاتجاه، إلا أن المفارقة تكمن في عدم صمودها أمام المؤسسة الرسمية في مرحلة المدّ القومي، والتي وضعت معوقات عديدة منها رفض التمثيل خارج الخشبة أو االاعتراض على طبيعة النصوص المختارة.
نشأة الفنان عبد العزيز مخيون:
نشأ عبد العزيز مخيون في عائلة مثقفة تسكن سرايا (قصر) يعود بناؤها إلى نهاية القرن التاسع عشر في قرية أبو حمص بمحافظة البحيرة، وفيها مكتبة ورثتها عن جدّه.
سافر إلى القاهرة للدراسة، حيث التحق ب”معهد الفنون السينمائية” ولم يتمكن من الدخول لمعهد المسرح رغم اجتيازه امتحان القبول، لكنه لم يحظ بواسطة تؤّهله للانضمام إلى حلمه وكان يسعى كبار المسرحيين أن يدخلوا أبنائهم، ما اضطره إلى تقديم شكوى لوزير الثقافة عبد القادر حاتم، فألحقه بالمسرح حيث تخرّج منه.
كان مخيون محبًا لقراءة الكتب ومتابعة الأعمال المسرحية، وخصوصًا تلك التي تقدمها فرق مسرحية أجنبية تزور مصر، والتعرّف على عدد من المثقفين عن قرب، ومنهم لويس عوض وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس وأمل دنقل الذي جمعته به صداقة وثيقة حيث سكنا سوية لعدة سنوات، ولم يفوّت ندوة نجيب محفوظ التي كانت تقام في مساء كلّ جمعة بمقهى ريش.
دفعته ثقافته إلى ممارسة الكتابة في الصحافة منذ كان طالبا في باريس، حيث أجرى مقابلات عديدة نشرها مع بعض الكُتاب والمثقفين مثل حسن فتحي ولويس عوض ونجيب سرور وغيرهم، وساعده ذلك في مقاربة الفن على نحو معايير مختلفة، وأنه غير مهتم بالنجومية التي صنّعتها الدراما المصرية بابتذال، ما جعله يبتعد عن الأدوار التي لا تلائمه.
أبرز الأعمال الفنية التي قدمها عبد العزيز مخيون:
من أبرز الأدوار التي قدّمها شخصية الضابط سالم في فيلم “الهروب” لعاطف الطيب، وشخصيات “طه السماحي” في مسلسل “ليالي الحلمية” و”وحيد رضوان” في “الشهد والدموع”، إلى جانب شخصيات تاريخية تقمصها في أكثر من عمل كهنري كوريل في “أوراق مصرية”، وأحمد لطفي السيد في “مشرفة رجل لهذا الزمان”، ومحمد عبد الوهاب في أربع مسلسلات تلفزيونية وأخر أعماله الفنية دور الحكيم في فيلم الكنز الجزء الثاني.
وكانت معارضته لحكم السادات ومبارك أدت الى مشاكل ومضايقات شخصية، وبدأ حياته عضوًا في “حزب التجمع” اليساري، ثم “حزب الخضر”، قبل أن يلتحق بحركة “كفاية”، متهمًا الأجهزة الأمنية بالتصنت عليه واستغلال خلافاته الزوجية والتحريض على قتله.