نبي الله.. قصة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
محمد -عليه الصلاة والسلام- نبي الله وخاتم الأنبياء، النور الذي أرسله الله لكافة البشر لتبليغ رسالته وهدايتهم إلى طريق الحق، وقال الله -عز وجل- في كتابه الكريم {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.
ولادة محمد -عليه الصلاة والسلام-
توفي والده عبد الله بن عبد المطلب قبل الولادة ودفن في يثرب وكانت والدته آمنه بنت وهب في الشهر التاني من الحمل تعاني من الحزن علي الوالد ومستقبل الطفل اليتيم.
ولد حبيبنا محمد بشعب بني هاشم، في صبيحيه يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل ولد في بيت عمه أبي طالب.
حياة نبي الله
انتقل النبي مع مرضعته حليمة السعدية في مضارب سعد ابن بكر وذلك كانت عاده العرب في التماس المراضع لأولادهم، في تلك المضارب نشأ محمد الصغير وبدأ المشي علي قدميه ويتعرف علي أقاربه وأصحابه، مر الوقت حتي اصبح يبلغ الصغير أربع سنين وكان يرعى الغنم.
في يوم من الأيام نادي منادي إلي أمه بصوت خوف ورعب يقول “لقد قتل محمد” وفي ذلك الوقت أرسل الله له رجلان أخرجا منه عقلة سوداء فالقياها، فانتهت خطوط الشيطان منه ثم غسلا قلبه من طست من ذهب بماء زمزم ، ثم أعادا قلبه إلى مكانه ، فجاء الصغير إلى القوم وهو منتقع اللون.
بلغ الصبي من العمر ست سنين وعاد إلي أحضان والدته، عزمت علي السفر إلي يثرب ومكثت شهرًا في يثرب، في وقت العوده بين يثرب ومكة توقفت المطايا وذلك المكان الذي توفيت فيه آمنه بنت وهب.
عاش نبي الله مع جده عبد المطلب ورباه ثم مات جده وهو فى الثامنة من عمره، وقد أوصى أبا طالب برعايته فأخذه عمه أبو طالب وضمه إلى أولاده وأحسن معاملته، عمل النبى -صل الله عليه وسلم- فى شبابه برعي الغنم ثم عمل في التجارة فبرع فيها واشتهر بصدقه وأمانته حتى لقبته قريش بالصادق الأمين.
أول زواج سيدنا محمد
تزوج السيدة خديجة بنت خويلد -رضى الله عنها- وأنجبت له القاسم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله وكان سيدنا محمد يذهب إلى غار حراء ويعبد الله على مله سيدنا ابراهيم عليه السلام .
حياته عندما بلغ الأربعين من عمره
ولما بلغ الأربعين من عمره وفى إحدى ليالي شهر رمضان نزل عليه سيدنا جبريل بالوحي وقال له: إقرأ قال الرسول الكريم: ما أنا بقارئ، فأخذه وضمه وقال له: إقرأ وبعد المرة الثالثة تركه وقال له: (اقرأ بإسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربك الأكرم) خاف سيدنا محمد على نفسه وعاد مسرعًا إلى بيته وحكى لزوجته خديجة ما حدث فأخذته إلى إبن عمها ورقة بن نوفل وحكى له ما حدث فبشره بأنه نبى هذه الأمة.
ثم بعد ذلك ظل يدعو إلى عبادة الله وحده ولا يشركوا به أحدًا وبدأت قريش في ايذائه ولكنه لم يرجع عن دعوته فعرضوا عليه المال والملك ولكنه رفضهما.
وفي المدينة بنى الرسول أول مسجد في الإسلام وهو مسجد قباء كما آخى بين المهاجرين والأنصار وأصلح بين قبيلتى الأوس والخزرج، وكون الرسول في المدينة أول دولة للإسلام فلم يرض هذا يهود المدينة فأخذوا يدبرون للتخلص منه ومن دعوته.
عام الحزن على نبي الله
في السنة العاشرة من النبوة مات عمه أبو طالب الذى كان يدافع عنه ثم ماتت السيدة خديجة فحزن الرسول عليهما حتى سمى هذا العام بعام الحزن، وازداد ايذاء قريش للرسول والمؤمنين حتى أذن الرسول للمؤمنين بالهجرة إلى المدينة ثم هاجر -صل الله عليه وسلم- إليها في صحبة أبي بكر الصديق.
رحلة الإسراء والمعراج
حزن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فهو الآن بلا زوجة تساعده وبلا عم يحميه وأهل الطائف لم يساعدوه وقريش زاد أذاها له، ولكن الله -تعالى- لا يترك نبيه أبدًا بل آنسه وخفف عنه من مصائبه فكانت رحلة الإسراء والمعراج، وأما الإسراء فقد أسرى الله بمحمد من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطين ثم صعد إلى السماء السابعة بجسده كاملًا يجتاز الفضاء والمجرات، وكل شيء ليصعد السماوات كلها ويرى الجنة والنعيم فيها ويرى الملائكة والأنبياء.
غزوة بدر
كانت غزوة بدر هى أول حرب دخلها المسلمون مع دولة الكفر وانتصر فيها المسلمون على الكفار رغم قلة عدد المسلمين، وقتل الكثير من كبار قريش في هذه الغزوة وتوالت الحروب بين المسلمين والكفار حتى فتح نبي الله -صل الله عليه وسلم- مكة سنة 8 هجريًا دون قتال، وعفى الرسول عن المشركين في مكة ودخلوا جميعًا في الإسلام، وهدم الأصنام المحيطة بالكعبة، وصعد سيدنا بلال فوق الكعبة وردد الأذان معلنًا سيادة الإسلام فى مكة.
حجه الوداع
حج الرسول -صل الله عليه وسلم- حجة واحدة سميت حجة الوداع سنة 10 هجريًا، ولما رجع إلى المدينة مرض مرضًا شديدًا وابقي عند عائشة تعتني به حتى توفاه الله وحمل المؤمنون من بعده أمانة الدعوة إلى عبادة الله في أعناقهم حتى وصل الإسلام إلينا وإلى بلاد المسلمين.