السهر في الليل للعاشقين أم فاقدي العقل

نوران مصطفى
تغنى الشعراء لليل والسهر منذ عصور مديدة، يتغزلون في القمر والسماء الداكنة والنجوم، ويمدحون الطالب الذي يأخذ من وقت ليله في المذاكرة والتحصيل بدلًا من النوم، إن الليل هو صديق البعض وصندوق أسرارهم، لكن هل السهر هو ما يجلب استحقاق المدح أو الطمأنينة التي تسكن الروح؟ أم يأتي بالمتعة في تأمل عناصره من أفكار وتخطيط وممارسة هوايات في أغلب الأحيان، وُصف الليل على أنه فرصة لتلاقي المتحابين عند رؤية القمر والنجوم، أما العلم فله رأي أنه لكل من يريد أن يفقد صحته العقلية ويعاني من اضطرابات.

أهمية النوم ليلًا

لا يحتاج المرء لمن يذكره بأهمية النوم ليلًا حيث استراحة المخ، والنمو الصحي للجسد والتمتع بوظائف الجسم في قمة كفاءتها، ولكن هناك عدد كبير يطبق العكس مع علمه بأضرار السهر، لذلك قام مجموعة من الباحثين والأطباء بدراسة على 21 شخصًا، لقياس مدى أهمية النوم ليلًا لمخ الإنسان وتفاعله مع من حوله، وخضعوا الشباب للتجربة وطُلِبَ منهم السهر لمدة يوم كامل، وفي اليوم التالي اكتشفوا وجود اختلال في توازن المادة البيضاء في المخ، ويسبب هذا الاختلال تدني في القدرات السمعية والبصرية وربما إصابات عصبية ونفسية شديدة كالإنفصام والاكتئاب والتوحد.

الاكتئاب
الاكتئاب

وأكدت الدراسات -كدراسة باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا- أن النوم ليلاً هو الحل المناسب لتقليل التوتر قبل الامتحان، ولأن النوم ليلًا يساعد الجسم على العمل بكفاءة، فهو يعزز من الجهاز المناعي وبالتالي يقلل فرص الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان وعلى وجه التحديد سرطان الثدي.

فما أطال النوم عمرًا

ذُكر السهر والليل في العديد من أبيات الشعر قديمًا، وأشهرها بيت في رباعيات الخيام

“فما أطال النوم عمرًا ولا قصّر في الأعمار طول السهر”

وعلى الرغم من بلاغة وعمق المعنى في هذا البيت واحتواءه على مفهوم التسليم لإرادة الله والإيمان بالقدر، إلا أن هناك من يسيء فهم المعنى، ويذهب يدمر صحته بالسهر لأيام متعددة أو النوم بالنهار بدلًا من الليل وهذا من أسوأ الأسقام، من المؤكد أنه لا وجود لشيء يطيل في عمر الإنسان أكثر من العمر المقدر له، لكن على الأقل هناك أسلوب صحي لحياته يجعله يحيا مدته على الأرض في صحة جيدة ومن أهم أولويات هذا الأسلوب الصحي هو عدم السهر ليلًا والتمتع بنوم هادئ ليلًا.

النوم نهارًا
النوم نهارًا
اضف تعليق