الحلول في معرفة الأسباب..إليك أسباب حدوث حموضة المعدة
نورا نادي
تعتبر حموضة المعدة من الحالات الشائعة والتي تحدث لغالبية الناس في فترة ما من حياتهم، أحيانًا قد تحدث من حين إلى آخر وأوقات أخرى تكون مستمرة، وأيًا كانت نوعية الحموضة التي تحدث لك، ستجد في هذا التقرير بعض الأسباب التي قد تكون سببًا لهذه الحالة.
ما هي حموضة المعدة
حموضة المعدة هو إحساس بحرقة في أسفل منطقة الصدر أو في المعدة، وتحدث عندما يصعد حمض المعدة (Gastric Acid) إلى المريء (Oesophagus) وهو أنبوب عضلي في وسط الصدر، تشعر حينها بحرقان مزعج في المعدة وقد تصاحَب بشعور عُسر البلع أو بأن الطعام عالق في منطقة المريء، ولمعرفة السبب وراء ارتداد حمض المعدة إلى المريء علينا أولًا أن نتعرف معًا على رحلة الطعام داخل الجسم.
-
رحلة الطعام داخل الجهاز الهضمي
عندما تبتلع الطعام، ينحدر إلى المريء وهو الذي يحمله إلى المعدة عن طريق دفعه بواسطة عملية تُسمى “peristalsis” وهي عبارة عن انقباضات وانبساطات في المريء والتي تسمح بمرور الطعام، وما أن يصل الطعام إلى الصمام الموجود أسفل المريء (العضلة العاصرة المريئية السُفلى) والذي يكون مغلقًا، تسترخي تلك العضلة ليمر من خلالها الطعام والشراب إلى المعدة وتُغلق من جديد.
أسباب حموضة المعدة
من ضمن أسباب صعود حمض المعدة إلى المريء هو ضعف الصمام السفلي في المريء إذ يسترخي هذا الصمام بدلًا من أن يُغلق حتى بعد مرور الطعام من خلاله، ولأن هذا الصمام هو الذي يفصل المريء عن المعدة لذا فإن استرخاءه يؤدي إلى سهولة صعود حمض المعدة إلى المريء مما يسبب بدوره الشعور بحرقة في منطقة أسفل المريء، ولكن ما الذي قد يسبب ارتخاء عضلة الصمام.
مُحفزات حدوث حموضة المعدة
(1) عادات الأكل الغير صحية تُعد من مُحفزات حموضة المعدة:
- تناول الطعام بكميات كبيرة من الشائع أن يشعر العديد بإحساس حموضة المعدة بعد تناول كميات كبيرة من الطعام، وذلك لأن الإفراط في تناول الطعام يؤدي إلى تمدد المعدة لفترة أطول من المعتاد حتى يُهضم هذا الأكل، ما يؤدي بدوره إلى صعوبة إغلاق الصمام السفلي للمعدة.
- الاستلقاء بعد تناول الطعام إذ يؤدي الاستلقاء بعد تناول الأطعمة والمشروبات إلى سهولة رجوع حمض المعدة إلى المريء من جديد، لذا فيُنصح بالمشي أو الجلوس لفترة بعد تناول الطعام لتسريع عملية الهضم وتجنب حموضة المعدة، كما ويُنصح بترك فترة لا تقل عن 3 ساعات بين تناول أخر وجبة في اليوم والذهاب إلى النوم.
(2) بعض الأطعمة والمشروبات تُعد من مُحفزات حموضة المعدة:
- المشروبات الحاوية على الكافيين مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية، وذلك لأن الكافيين يعمل على إضعاف الصمام السُفلي للمريء والذي يؤدي بدوره إلى حموضة المعدة.
- الأطعمة الغنية بالتوابل وخاصة الأطعمة الحارَّة وذلك لأن الكميات الكبيرة من الشطة تسبب هيجان غشاء المعدة لاحتوائها على مادة الكابيسين وهو الأمر الذي يساعد على صعود عصارة الأمعاء إلي المريء والإحساس بالحموضة.
- الأطعمة الدسمة وذلك لكثرة ما بها من دهون والتي تزيد من مُدة بقاء تلك الأطعمة داخل المعدة وهو الذي يؤدي إلى ارتخاء عضلة المريء السفلى.
(3) بعض التمارين الرياضية من المحفزات
رجَّح البعض أن التمارين الرياضية وخاصةً تمارين البطن من الممكن أن تؤدي إلى صعود حمض المعدة إلى المريء وإحداث حموضة المعدة وذلك نتيجة لضغط عضلات البطن عليها.
وبعد أن تعرَّفنا على أسباب ومُحفزات حدوث حموضة المعدة يجب أن نشير إلى أن الحموضة هي حالة طبيعية ولا تستدعي اللجوء إلى الطبيب أو الدواء، وأن حلول غالبية المشاكل تكون فقط في معرفة الأسباب وتجنُّبها، لذا فكل ما عليك فعله هو تجنُّب مُسببات الحموضة، ولكن مع ذلك إذا كنت تعاني من احساس الحموضة بشكل مستمر وزائد يجب حينها اللجوء إلى الطبيب لمعرفة الحل الأمثل لعلاج تلك المشكلة.