احذر من العلاقة السامة..احكم على علاقتك بالآخرين
الإنسان يمر بعلاقات عديدة، بعضها قد يكون صحي والبعض قد يكون غير صحي أو ما يسمى بالعلاقة السامة لذلك هيا بنا نتعرف على أي نوع من العلاقات نكون نحن العلاقة السامة أم العلاقة الصحية.
ما هي العلاقات الصحية والعلاقات السامة
-
العلاقات الصحية:
العلاقات الإنسانية الصحية تتولد بهدف الشعور بالأمان والتواصل أو تبادل المشاعر والشعور بالسعادة والاهتمام.
وتُركز على الاحترام المتبادل والاهتمام والقدرة على مشاركة القرارات، ويكون الشخص فيها على طبيعته دون خوف أو الحاجة إلى وضع قناع زائف.
-
أما العلاقة السامة:
فهو مصطلحٌ يستخدم للإشارة إلى العلاقات الاجتماعية الضارة، سواء كانت علاقات عاطفية أو صداقة أو علاقة عمل.
والعلاقة السامة هي التي تشعر فيها بالاستنزاف أو التعب والاستغلال، وتشكل لك العلاقة عبئًا نَفْسِيًّا بدلًا من الراحة على عكس العلاقة الصحية. فالعلاقات التي تمتلئ بكل من المشاعر والطاقة السلبية يكون من شبه المستحيل أن ينتج عنها أي شيء إيجابي.
السمية في العلاقة:
إن السمية في العلاقات، تكون في وجود علاقة مع شخص يرمي المفاجآت في وجهك، وعادةً ما تكون غير سارة، ويُدخلك في محصنات في خططك، ويجعلك في حالة من عدم التوازن، ويثير قلقك دون سبب واضح، ويتركك تشعر بسوء إزاء نفسك.
وهذا النوع من العلاقات، يؤدي إلى الشعور بالإحباط والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس والقلق.
العلاقات غير السوية بأشخاص غير أسوياء نَفْسِيًّا قد يضر كثيرًا.
علامات تدل على أنك في علاقة سامة:
- عدم توازن المشاعر أو الرغبة في استمرار العلاقة بين الطرفين، كل شيء يدور حول الآخر، عدم التواصل، الإساءة في المعاملة، السخرية والإهانة.
- الأخذ دون العطاء في المقابل، الأنانية، النرجسية، الحسد، المناخ العدائي، قلة الدعم ظاهرًا أو مَادِّيًّا، حب التملك، لا يحترم حدودك، رغبة الطرف الآخر في تغييرك وابتعادك عن شخصيتك الحقيقية وآرائك ورغاباتك لإرضاء الطرف الآخر.
- عدم شعورك بقيمتك أو أهميتك في العلاقة، الشعور بعدم الأمان، يعزلك عن أصدقائك وعائلتك، تُستنزف عَاطِفِيًّا وَجَسَدِيًّا، يتم التلاعب بك، يتوقع منك أن تفعل ما يريد.
- الاستئثار بقدر هائل من وقتك، إثارة شعورك بالذنب والتقصير، متقلب المزاج لا يمكن التنبؤ به، الشعور أنك محاصر في العلاقة، عدم تحمل المسؤولية، الإغراق في السلبية عندما يمر بفترات عصيبة.
- النقد الدائم، انعدام الثقة، مسيطر، السيطرة عن طريق التخويف، الغيرة السلبية المرضية كفحص هاتفك ورسائل بريدك الإلكتروني دون معرفتك والرغبة في معرفة مكان تواجدك في كل الأوقات وبرفقة من أنت الآن وإخبارك بما يمكنك وما لا يمكنك ارتداءه.
كيف يمكن أن تتحول العلاقة العاطفية إلى العلاقة السامة؟
- عندما يتحول الشريك إلى مصاص دماء عاطفي (Emotional vampire)، نادرًا ما يظهر الشريك السام الجانب العصبي المتقلب للعالم الخارجي، وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه إنسان لطيف ومن السهل الوقوع في إعجابه.
- عند توجيه اللوم للشريك السام يبالغ في ردود أفعاله ويغرق في الغضب أو الحزن والإحباط، فيجد الطرف الآخر نفسه يهدئه بدلًا من مناقشة المشكلة الرئيسية، والأسوأ أنه يشعر بالغضب من نفسه وبأنه كان أَنَانِيًّا لدرجة أنه أزعج شريكه.
- هناك من ينجذب بنفسه للدخول في هذا النوع من العلاقات السامة، بخاصة في حال ترعرع في كنف بيئة سامة مليئة بالأذى والعنف والمشاعر السلبية، ما يفقده القدرة على تمييز العنف والإيذاء، فيتحوّل بشكل غير واعٍ لفرد يمارس أنماطًا من السلوكيات السامة التي اعتاد عليها ولم يعرف غيرها.
- قد يكون هناك رابطًا خَيَالِيًّا قد يضعه البعض كإطار للعلاقة، ورغم ما تسببه من إيذاء وإساءة، فإن طرفيها يجدان في الاندماج والتماهي بينهما دافعًا للبقاء والتحمل، فيقومان بدور الأب أو الأم في العلاقة، ويحملان أنفسهما مسؤوليات لا يمكن تحملها، لكن على الأغلب بعد فترة سيضطرون للتحرر من ذلك الرابط الوهمي المتخيل.
نصائح لتحويل العلاقة السامة لعلاقة صحية:
إن كنت تشعر أنك في علاقة تربطك بالآخر إلى درجةٍ تعتبره محور حياتك، ولا يمكن الابتعاد عنه مهما فعل، وأنك غير قادر على التقدم في مختلف شؤون حياتك فهذا دليلٌ واضح على أنك في علاقةٍ سامة.
نصائح تساعدك على التخلص من العلاقة السامة:
- الشجاعة في اتخاذ القرارات، تقبل حقيقة كون العلاقة كانت سامة، التفكير بإيجابية، التفكير في أنفسنا وأننا نستحق حياةً أفضل وأشخاصٍ يروننا الأفضل ويساعدونا على تحقيق أحلامنا.
- التفاؤل بالمستقبل وأن الحياة لا تنتهي بانتهاء علاقةٍ ما، التعبير عن مشاعرك بوضوح لمن يقدر على مساعدتك، وطلب المساعدة من الأصدقاء والعائلة.
- عدم التفكير فيما قد يحدث بعد الانفصال والخوف من الألم والشعور بالوحدة، شغل الوقت وممارسة أنشطة مفضلة.
- ضع هدفًا جديدًا، مسامحة شخص لا يعني إلغاء خطأه بحقك ولكنه استسلام للحرية وإطلاق الأذى الذي مر بينكما.
كثيرًا ما قد نشعر بانتهاء العلاقة قبل كلمة النهاية، ولكننا نستمر إما أملًا في عودة الحياة إليها مجددًا أو عدم القدرة على التخلص منها، ولكن أنت في حاجة ماسة لإنهائها بشكل نهائي وتصديق حدسك الداخلي بأنك في علاقة سامة وغير صحية عليك الخروج منها والعودة إلى حياتك مجددًا.
فمهما كان الخروج من العلاقة السامة صعبًا فإنه ليس مستحيلًا، بل هو سبيل النجاة. لا تتورط بعلاقة سامة تحت أي مسمى، بعض العلاقات تطفئ روحك وتستهلك شعورك، فلنفسك حق، وراحة بالك وسعادتك أول الحقوق عليك.