فن الجرافيتي بين هجوم وتشجيع وإبداع..تعرَّف على أبرز لوحات الجرافيتي

يُعد فن الجرافيتي (Graffiti) أو الرسم على الجُدران أحد أشكال الفنون الحديثة والتي يرسم فيها المُبدِون رسوماتهم ليس فقط على الجدران والحوائط بل وعلى القطارات وعربات النقل وعلى الجسور والسلام وداخل الأنفاق وغيرها، ويُستخدم الجرافيتي غالبًا لإيصال رسائل مُجتمعية وسياسية أو في بعض الأحيان تكون لغرض الدعاية، وتكون الحروف والأشكال فيه مُتداخلة نوعًا ما وأحيانًا مُبهَمة، مما يُعطيها شكلًا جماليًا مُميزًا لا يفهمه الكثيرون.

الجدل حول فن الجرافيتي

وعلى الرغم من أن الجرافيتي أصبح فنًا من أشكال الفنون إلا أنه مُعرَّض للعديد من النقد بل ويعتبره البعض نوعًا من التخريب وعدم النظام وذلك لأن فن الجرافيتي يعتبر مخالفًا للقانون بل وفي بعض البلدان يُعاقَب على فعله؛ وذلك نظرًا لأنه غالبًا ما يتم على أسطح وجدران مباني عامَّة وخاصة دون أخد إذن من أصاحب هذه المُمتلَكات، هو ما يعتبره البعض نوع من الهمجية والتخريب، وعلى الجانب الآخر يرى العديد من مُؤيدي الفن الحُر أنه يزيل قبح الجدران ويعطيها بهجة بل ويُضفي عليها روح الفن والجمال كما أنه وسيلة حُرَّة للتعبير عن الآراء والمُعتقَدات.

أصل فن الجرافيتي

يرجع أصل كلمة جرافيتي إلى مُصطلَح “Graphein” اليوناني والذي يعني الكتابة أو الرسم، ليجعل مفهوم الجرافيتي شاملًا الرسم والكتابة معًا، يُقال أن أول من مارس فن الجرافيتي كان قدماء البشرية وخاصةً قدماء المصريين والرومان والإغريق، إذ استخدموا هذا الفن حتى من قبل أن يُطلق عليه اسم “الجرافيتي” وكان ذلك لتخليد وتوثيق تاريخ أجيالهم في التاريخ فكانوا يستخدمون عظام الحيوانات في الرسم على الجدران والحوائط.

الفن الجرافيتي
الفن الجرافيتي
  • فن الجرافيتي في بريطانيا والولايات المتحدة

وقد عاد هذا الفن من جديد في العصر الحديث لتنطلق أُولى شرارته في بريطانيا وكان يُطلق عليه حينها “الرسم على الطريق” وهو المُصطَلح الذي تم وروده كثيرًا في العامية الشكسبيرية والتي يرجع تاريخها إلى حوالي سنة 1500، ومن أشهر فناني الشارع بوجهٍ عام في المملكة المُتحِدة “بيسترول” والذي له العديد من الأعمال المُميزة في مدينته ووكينغهام، وفن الشارع يتضمن فن الجرافيتي والنحت والمُلصَقات، وتُعرَف مدينة نيويورك أيضًا بالقِدَم في هذا الفن العريق، إذ انتشرت هذه الرسوم التي لا يستطيع تجاهلها أحد على جدران نيويورك بكثرة منذ أوائل الستينيات وكان فن الجرافيتي وقتها استلهامًا من موسيقى الهيب هوب وقتها، وقد تم اعتبار الجرافيتي فنًا حقيقيًا في أوائل ثمانينات القرن الماضي.

الرسم داخل محطات المترو
الرسم داخل محطات المترو
  • الجرافيتي في مصر

بدأ في الانتشار في مصر أثناء وبعد ثورة 25 يناير 2011 حينما استخدم الثوار الجرافيتي في التعبير عن مُعتقداتهم ومشاكلهم المُجتمَعية، كما عبَّروا أيضًا عن آرائهم السياسية وقد مثَّل فن الجرافيتي في تلك الفترة في مصر مفهومًا للحرية والتعبير عن الرأي، ومن أهم وأبرز رسومات الجرافيتي وقتها وإلى الآن رسومات شهداء الثورة على جُدران الميادين وغيرها من الجدران فقام الشباب بتوثيق الأحداث كما فعل الأجداد.

والجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من تعرُّض فن الجرافيتي للهجوم والنقد الشديدين من قِبَل عدد من الناس إلا أنه لا يمكن إنكار قوة وبراعة هذا الفن المُتميز في توصيل الرسائل ونشر الآراء بل والقيم والمشاعر الصادقة أيضًا، فالجرافيتي يُعد بمثابة تحليق خارج السرب ونظر بين السطور وتفريج عن الهموم.

الفن الجرافيتي بعد الثورة
الفن الجرافيتي بعد الثورة
اضف تعليق