تربية الأطفال.. تعرف على طريقة التعامل السليمة مع كذب الأطفال

يتعرض الأطفال لكثير من المواقف في حياتهم اليومية والتي من الممكن أحيانًا أن يعجزوا عن حلّها، وفي هذه الحالة يلجأ الطفل للكذب، ويؤثر ذلك على الطفل وعلى علاقته بالأفراد حوله، وهذا يجعل الطفل يتحوّل لشخصية غير سَويّة، وتعاني الكثير من الأمهات أثناء عملية التربية من مشكلة كذب الأطفال، ولكي تقوم الأم باتّخاذ موقف حاسم في حالة كذب طفلها، عليها أن تعرف أولًا ما هو الكذب؟ وما هي أسبابه؟ وكيف يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية للطفل بطريقة غير مباشرة؟ وأخيرًا كيفية علاجه والتعامل معه لإنقاذ طفلها.

ما هو مفهوم كذب الأطفال من الناحية النفسيّة ؟

الكذب ببساطة هو أن يقوم الشخص الكاذب بإقناع الطرف الأخر بمعلومة ليس لها أي أساس من الصحّة، بالرغم من معرفة الكاذب أن تلك المعلومة غير حقيقية، ولكنه يفعل ذلك للوصول لهدف معيّن.

وعادةً ما يختلط مفهوم الكذب بعدة مفاهيم أخرى لدى الأطفال، فيصبحوا غير قادرين على التمييز بين الكذب، والنفاق، والغش، والمبالغة في سرد المواقف والحكايات، بل أنهم في بعض الأحيان يقوموا بالخلط بين تلك الأمور، ولا شك أن الآباء عليهم دور كبير في تلك الحالة، عليهم أن يحسنوا تصرفاتهم أمام الأطفال كي لا يقوموا بتقليد ما يفعلونه.

الأسباب التي تؤدي إلى كذب الأطفال:

  • الخيال الواسع:

ويتكون لدى الأطفال خاصةً من سن ٤ : ٦ سنوات، وبالتالي يتم التعبير عنه بسرد حكايات غير حقيقية.
وفي تلك الحالة يكون الطفل ليس مدرك أن هذا يعد درجة من درجات الكذب، وفي هذه الحالة على الآباء احتواء الطفل وعدم معاقبته أو القسوة عليه.

  • الخوف:

من أسباب كذب الأطفال سيطرت مشاعر الخوف والقلق على الطفل في الفترة العمرية من ٤ : ٦ سنوات، فيلجأ الطفل للكذب على الأم أحيانًا خوفًا عليها من الحقيقة أو إصابتها بالإحباط.

  • الحفاظ على حقوقه وحريته “من وجهة نظره”:

ويكون هذا السبب شائعًا في سن المراهقة، ويظهر هذا في استخدام بعض الكلمات والتي منها: (أنا حر، أنا قادر أحمي نفسي، أنا مش صغير) ،وقد يظهر ذلك في بعض أفعاله مثل عدم إخبار الوالدين بالحقيقة كاملة في بعض المواقف وأحيانًا إنكارها تمامًا.

  • تقليد كل من حولهم:

وقد يكونوا (أهل، أصدقاء، برامج كارتونية، شخصيات على مواقع التواصل الاجتماعي..إلخ).
وفي هذه الحالة يكون الطفل متأثر بشدة بهذه الشخصية ويتخذها مثلًا أعلى وقدوة في كل أفعاله وأقواله.

أهم أساليب التعامل مع كذب الأطفال بطريقة سليمة وطرق علاجه:

  • عدم وصفه بالكذب، حتى وإن كان كذلك، لأنك إذا استمريتي في وصفه كاذب، لن يتخلى عن هذا السلوك.
  •  توضيح أهمية الصدق.
  •  الاهتمام بالطفل ،واحتواءه ،وجعله يشعر بالأمان.
  •  الرفق في معاملته والتحدث معه وعدم استخدام أسلوب التحقيق.
  •  تقدير واحترام كل ما يقوله، والاستماع إلى كل ما يقوله دائمًا.
  • السماح له بالتعبير عن آرائه وأفكاره.
  • حسن التصرف أمامه؛ لأن الطفل دائمًا يتخذ الأب والأم قدوة في كل تصرفاته وأقواله.
  • جعله يتحمل عواقب كذبه لكي يفكر جيدًا بعد ذلك قبل القيام بالكذب، ولكن ذلك العقاب لا يكون بالصراخ أو الضرب، وإنما على سبيل المثال حرمانه من لعبة أو أكلة يحبها ولكن لفترة قصيرة وغير مبالغ فيها.

وأخيرًا نستنتج من ذلك أن للأب والأم دور هام جدًا في تربية وتنشئة وبناء جيل واعٍ، وناضج، وسَوي نفسيًّا، وقادر على التعامل مع نفسه أولًا والتعامل مع غيره ثانيًا بطريقة سليمة خالية من أية اضطرابات أو مشاكل.

اضف تعليق