في ذكرى ميلاده.. ما لا تعرفه عن الفنان الراحل حسن حسني

محمد مجدي
بدأ الفنان حسن حسني حياته المهنية منذ ستينات القرن الماضي بعد أن لفت أنظار أساتذته ولجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدرسة بعد مشاركته في بعض المسرحيات، تأكّد حينها حسن حسني أنّ التمثيل هو مهنته المستقبلية وأصبح عضوا في فرقة المسرح العسكري وقدم بعض العروض التي حققت صدى طيبا على مسرح المتحدين للضباط وعائلاتهم.

وبعد حل المسرح العسكري، بدأ رحلة البحث عن فرص لإظهار موهبته أكثر للجماهير ونالها بجدارة وأصبح اسمه ومازال أحد ألمع نجوم الفن المصري والعربي، وخلال السطور القادمة سنتعرف أكثر عن نشأته وأهم أعماله منذ دخوله الى مجال الفن.

نشأة الفنان حسن حسني:

ولد حسن حسني في 19 يونيو 1936 في حي القلعة لأب مقاول وخلال عمره الطويل الذي لم يكن خاليا من متاعب ومواقف صعبة ومفاجآت غيرت مجرى حياته، والتي بدأت في حي الحلمية الجديدة.

ففي سن السادسة فقد والدته، وفي المدرسة الابتدائية وتحديدا في مدرسة الرضوانية عشق التمثيل الذي عبر عنه على مسرح المدرسة، ويذكر أنه قدم دور “أنطونيو” في إحدى الحفلات المدرسية وحصل من خلاله على كأس التفوق بالمدرسة الخديوية، كما حصل على العديد من ميداليات التقدير من وزارة التربية والتعليم، فيما حصل على شهادة التوجيهية عام 1956. في تلك الأثناء شارك الفنان حسين رياض في إحدى لجان التقييم الخاصة بمسابقات التمثيل في المدارس، بعد أن لفت الانظار إلى مستوى أدائه، وقتها تأكد حسن أنه لن يعمل في شيء آخر غير التمثيل.

بداياته في التليفزيون:

جاءت بداية تعرف الجمهور على حسن حسني في التلفزيون عبر مسلسل أبنائي الأعزاء بطولة عبد المنعم مدبولي وانتاج عام 1979. ومع مطلع عقد الثمانينات شارك في العديد من الأعمال الدرامية في استوديوهات دبي وعجمان التي عرضت في دول الخليج العربي.

بداياته في السينما:

وكانت بداية حسن حسني سينمائيا من خلال دور صغير للغاية في فيلم الكرنك الذي قدمه نور الشريف وسعاد حسني وإخراج علي بدرخان عام 1975. ثم لفت الأنظار كممثل قادر على أداء أدوار الشر في فيلم سواق الأتوبيس الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982، بعدها أستعان به الطيب في عدد من أفلامه منها البريء عام 1986، البدروم عام 1987، الهروب عام 1991، ومع المخرج محمد خان في فيلم زوجة رجل مهم عام 1988.

وعلى الرغم من ابتعاد حسن حسني عن المسرح لعدة سنوات، إلا أنه عاد للمسرح في منتصف عقد الثمانينات، فقدم عام 1985 المسرحية الفكاهية أعقل يا مجنون مع الفنان الكوميدي محمد نجم، وبعدها في 1987 قدم مع سهير البابلي ومع صديق عمره الفنان حسن عابدين مسرحية على الرصيف.

وبرر حسني ابتعاده عن المسرح لنحو ثماني سنوات قائلا: “على الرغم من عشقي للمسرح الا أنه لم يكن سبب شهرتي، فالناس لم تعرف بوجود ممثل اسمه حسن حسني إلا بعد مشاركتي في مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرا”، وقتها دخلت بيوت المصريين وحققت الشهرة التي كنت أحلم بها، وهو ما لفت نظري إلى أهمية أعمال التلفزيون وأثرها على تحقيق الانتشار للفنان”.

إنجازات حسن حسني:

وكان عقد التسعينيات من القرن العشرين نقطة انطلاق حسني إلى النجومية في عالم السينما والانتشار المكثف ليتحول إلى عامل مشترك بين العديد من الأفلام، فعمل مجددا مع المخرج عاطف الطيب في فيلم دماء على الأسفلت عام 1992 تأليف أسامة أنور عكاشة وبطولة نور الشريف.

كما لعب حسني شخصية سكرتير بمحكمة شريف السمعة يتهم زورا بتقاضي رشوة، حاز على عدة جوائز على دوره في الفيلم، منها جائزة أحسن ممثل من المهرجان القومي للسينما المصرية عام 1993، متفوقًا على عدة أسماء بارزة منها نور الشريف وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز، ونال أيضًا جائزة أحسن ممثل من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي عن دوره في فيلم فارس المدينة عام 1993 للمخرج محمد خان، ثم قدم شخصية “ركبة” القرداتي الصعبة والمركبة في فيلم سارق الفرح انتاج عام 1994، ونال على هذا الدور 5 جوائز منها جائزة من إيطاليا.

وقدم مع فيفي عبده عام 1994 مسرحية حزمني يا. وفيها ابتكر حسن حسني دور “القرين” التي قدمها الشاب محمد هنيدي، وأن يرتدي الثنائي نفس الملابس، وهو ما حقق نجاحًا كبيرًا لهنيدي. وقدم عام 1999 مسرحية عفروتو مع هنيدي.

بالرغم من بداياته التي جسد فيها أدوار الشر، إلا أن حسن حسني اتجه للأدوار الكوميدية مع بداية الألفية الثالثة ولاسيما مع الوجوه الشابة حتى أن بات تميمة الحظ للنجوم الشباب. مثلما حصل عام 2002 مع محمد سعد في فيلمه اللمبي الذي حقق وقتها إيرادات تعد الأعلى حينذاك في تاريخ السينما المصرية.

مشاركة حسن حسني مع الفنانين الشباب:

ويعد محمد سعد أكثر الممثلون الشباب الذي شاركهم حسن حسني أعمالهم التي بلغ عددها 12. يليه هاني رمزي برصيد 9 أعمال، منها محامي خلع عام 2002 و غبي منه فيه عام 2004 وأخرها قسطي بيوجعني عام 2008، ويأتي أحمد حلمي في المرتبة الثالثة من حيث عدد الأعمال مع حسني بعدد 7 أعمال، منها فيلم ميدو مشاكل عام 2003 وجعلتني مجرما وأخرها فيلم خيال مآته عام 2019 واشترك مع كريم عبد العزيز في 4 أفلام منها الباشا تلميذ.

وكان علاء ولي الدين أوائل الوجوه الشابة التي ساعد حسني في تقديمها، فقدم معه فيلم عبود على الحدود عام 1999 ، والناظر عام 2000 ، وابن عزعام 2001 وعربي تعريفة عام 2003 و شارك حسن حسني في ما يقرب من 500 عمل بين مسرح وتلفزيون وسينما، كان أخرها هو مسلسل سلطانة المعز الذي عرض في رمضان 2020، عاب عليه البعض أن عدد من الأعمال التي قدمها كانت ضعيفة المستوى الفني، عن ذلك صرح أن أحيانا الظروف الحياتية دفعته لقبول أدوار لا يحبها.

وفاة الفنان حسن حسني:

ورحل الفنان القدير حسن حسني عن عالمنا إثر أزمة قلبية في فجر يوم السبت 30 مايو 2020.

اضف تعليق