العادات الرمضانية بشكل مختلف بين الدول
مي محمد
تختلف مظاهر الاحتفال الرمضانية من دولة إلى أخرى؛ نتيجة لاختلاف العادات، ولكنهم جميعًا يتفقون في المشاعر الدينية والروحانية كالاعتكاف في المساجد، وإعداد المأكولات الشهية، وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء.
لذا نعرض عليكم مظاهر الاحتفال الرمضانية في بعض دول العالم:
1- المغرب:
بمجرد أن يتأكد المغاربة من دخول الشهر الكريم من خلال استطلاع الهلال تملئ عبارة “عواشر مبروكة ” كل بيت، وتُغلق جميع المقاهي والمطاعم في النهار، حيثُ يُعاقب القانون المغربي من يجهر بإفطاره علانية، ومن العادات المميزة أيضًا أن يخرج الشاب إلى ممارسة الرياضة بين العصر والمغرب.
2- تركيا:
عند ثبوت الرؤيا ينثر الأتراك العطور والمسك على أعتاب البيوت والمساجد، وتتميز تركيا بظاهرة “المحيا” وهي احتفالية كبيرة تُقام في منطقة السلطان أحمد، حيثُ يُضاء 77 ألف مسجد منذ المغرب وحتى صلاة الفجر، و تخبز الأفران والمخابز خبزًا خاصًا، لا يُرى إلا في شهر رمضان، ويسمونه “بيدا”، وهي كلمة فارسية تعني الفطير.
3- ماليزيا:
تُرش الشوارع بالمياه عند ثبوت الرؤية، وتُنظف المساجد ويضعون فيها البخور، ويصنعون “فتري مندي”، و هي وجبة شهيرة في شهر رمضان، وفي الريف يتولى كل منزل في القرية إطعام أهل قريته خلال يوم من أيام الشهر الكريم لزيادة التماسك والتراحم.
ويحرص الصبية في ماليزيا على ارتداء ملابسهم الوطنية، في حين ترتدي الفتيات الحجاب والملابس الطويلة الفضفاضة، ومن أشهر الأطعمة التي تُحضر على مائدة الإفطار في شهر رمضان وجبة “جتري مندي” التي تعتبر الطبق الماليزي الأشهر، وكذلك “البادق” المصنوع من الدقيق.
4- الصين:
ويفطر مسلمو الصين على التمر والشاي بالسكر، ومن ثم يتناولون الإفطار بعد أداء صلاة المغرب، ويعيش مسلمو الصين مع طائفة تسمى “هان” ويجدون شهر رمضان فرصة للتقارب وتبادل الهدايا بين بعضهم البعض.
5- إندونسيا:
يحرص المسلمون هناك على أداء صلاة التراويح في كافة مساجد الأرخبيل الإندونيسي، خاصة مسجد الاستقلال “بجاكرتا “أكبر مساجد إندونيسيا ومنطقة جنوب شرق آسيا.
ومن التقاليد والعادات الرمضانية في إندونيسيا قيام المطاعم والمقاهي بإغلاق أبوابها في نهار رمضان، كما تُغلق النوادي الليلية خلال الشهر كمظهر من مظاهر الاحترام، كما تُقدم المساجد وجبات الإفطار المجانية للصائمين.
تستقبل إندونيسيا الشهر الكريم بقرع الطبول الإندونيسية التقليدية المعروفة باسم “البدوق”، ومن العادات المحمودة لدى بعض الأسر الميسورة الحال الذهاب إلى أحد ملاجئ الأيتام لتناول طعام الإفطار معهم.
ويبدأ الصائمون إفطارهم بأنواع مختلفة من المشروبات مثل شراب ”تيمون سورى” وهو نوع من الشمام.
6- باكستان:
ويشكل رمضان فرصة للباكستانيين للتقرب إلى الله تعالى، بكل العبادات وأعمال الخير، والأزياء المحتشمة التي ترتديها جميع النساء، بما في ذلك السافرات، ومن عادة السيدات الباكستانيات تغطية الرأس عند سماع الأذان حتى لو كانت المرأة غير متحجبة في العادة.
7- نيجيريا:
مع ثبوت هلال رمضان يتجمع المسلمون في نيجيريا في احتفالٍ حاشدٍ وكبيرٍ يطوف شوارع المدن الرئيسة، يدقون الطبول، ويرددون الأغاني ابتهاجًا بقدوم شهر الخير.
ومن أشهر الأكلات الرمضانية في هذه البلد “العصيدة”، وهي أكلة تُصنع مع اللحم، وتُعد من أفخر الأكلات خلال هذا الشهر الكريم، وأيضًا هناك أكلة تسمى “الدويا” وهي تُحضر من اللحم والأرز والقمح، وإلى جانب هذه الأكلات الشهيات توجد سلطة الخضار، ويسمونها “أذنجي” مع “اللوبيا”،ويبدأ السحور في ساعة متأخرة من الليل.
ومن الأكلات المشهورة في وجبة السحور “التو” وهي عبارة عن صلصة الأرز والخضار، و”العصيدة” ثم اللبن والشاي.
ويُعظم المسلمون النيجيريون ليلة القدر، وهم يميلون إلى الاعتقاد بأنها ليلة السابع والعشرين من رمضان.
8- موريتانيا:
وللموريتانيين عادات وتقاليد مختلفة في شهر رمضان، منها الاستماع إلى صلاة التراويح منقولة على الهواء مباشرة من الحرمين، ولا عجب في ذلك، إذ ثمة فرق في التوقيت بين مكة وموريتانيا يصل إلى ثلاث ساعات، وهم يحسبون أن في ذلك تعويضًا روحًيا عن أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي في هذه الفترة، وينهمك بعضهم في تسجيل أشرطة عن الصلاة في الحرمين، ويتباهون في تقليد قراءة الشيخين: علي الحذيفي، وعبد العزيز بن صالح.
ويقولون إن معدة الصائم يلائمها الساخن في بداية الإفطار أكثر مما يلائمها البارد.
ومن الأكلات المشهورة على مائدة الإفطار طعام يسمى “أطاجين” وهو عبارة عن لحم يُطبخ مع الخضروات، ويُقدم مع الخبز.
ومن العادات عند ختم القرآن في صلاة التراويح أن يُحضِر بعض الناس إناء فيه ماء ليتفل فيه الإمام، ثم يتبركون بذلك الماء.
9- أوغندا:
الموز هو المصدر الأساسي للغذاء في أوغندا ويتناولونه في وجبات الإفطار والسحور، ويتم استخدامه في وجبة غذائية تعرف بـ”الماتوكي” وهي عبارة عن الموز المطبوخ، وهي من أشهر الأكلات التي تُعرف بها أوغندا، وهناك أيضاً الأفاكادو والفول السوداني المطبوخ.
ومن العادات الطريفة لدى قبائل “اللانجو” في منطقة شمال وسط أوغندا، ضرب الزوجات عند غروب الشمس على رؤوسهن بشكل يومي، وانتقلت هذه العادة إلى المسلمين من الأصول نفسها فأصبحت الزوجات يُضربن على رؤوسهن قبل الإفطار، وبرضا تام.
10- الهند:
تمتاز المائدة الهندية بأكلات خاصة عند الإفطار والسحور، حيث يتناولون “الغنجي” وهي شوربة اعتادوا على شربها؛ لما تمنحه للصائم من قوة وتذهب الظمأ، فهي تُصنع من دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات، وتُطبخ في الماء؛ فيتناولونها في الإفطار ويبعثون ببعضها للمساجد، إضافة إلى اهتمامهم بأكل الفواكه بأنواعها في هذا الشهر الفضيل سواء التمر أو البرتقال أو العنب و… غيرها الكثير.
ويُعد “الهرير” مشروبهم المفضل في هذه الأيام عند الإفطار، ولا يتطلب عمله سوى طبخه بالحليب والسكر واللوز.
11-السودان:
مما يلفت النظر عند أهل السودان أن ربّات البيوت اعتدن على تجديد وتغيير كل أواني المطبخ، احتفالاً وابتهاجًا بقدوم شهر رمضان.
ومع حلول موعد الإفطار يتم شرب “الآبريه” ويُعرف بـ “الحلو–مر”، ويستعد الناس لتحضير هذا الشراب قبل رمضان بأشهر، فإذا جاء الشهر الفضيل تقوم النساء بنقع “الآبريه” بالماء فترةً حتى يصبح لونه أحمر.