“هرقليون”.. تعرف على المدينة الأثرية الغارقة في الأسكندرية
إسراء فريد
ما زالت تبوح الحضارة المصرية بأسرارها كل يوم، فعلى الرغم من مرور آلاف السنين، ولكن حتى الآن تبهرنا الحضارة مجددا بأشياء قد لا نتخيلها.
تمتلك مدينة الأسكندرية الساحرة، العديد من الآثار من مختلف الحضارات رومانية ويونانية وقبطية وإسلامية، لكن سطح المدينة اليابس والظاهر ليس وحده الغني في آثاره، فشاطئ المدينة أغنى في محتواه الأثري عن يابسها.
حيث تم العثور على مدينة هرقليون الغارقة منذ الآف السنين وكانت من قبل تمثل الأجزاء الأكبر من الأسكندرية قبل أن تفقدها بسبب التغييرات المناخية والطبيعية.
بنيت هرقليون على مدينة ” ثونيس” المصرية والتي كانت ميناء مهما لمصر على البحر الأبيض المتوسط في القديم نحو 600 سنة قبل الميلاد، وكان معبد خونس (وهو ابن لآمون) من أهم معالم ثونيس، حيث يأتي الناس من شرق المتوسط للعبادة والشفاء فيه، وكان الإغريق يقرنون به إلههم هرقل، كما كانت المدينة ميناء لمصر القديمة على البحر المتوسط، حيث عثر بداخلها على أنقاض ضمت 64 سفينة، و700 مرساة، بالإضافة إلى وجود الكثير من العملات المجهولة التي تعود للعصر البطلمي، وتماثيل يبلغ ارتفاعها 16 قدما، وتوابيت كانت تقدم كقرابين.
حتى الآن لم نتوصل لسر غرق المدينة، والعلماء في حيرة أمام سبب غرقها، ما إذا كان السبب زلزال أم فيضان، لكن من المؤكد أن شعبها وصل إلى درجة كبيرة من الرقي والعلم والإزدهار، بسبب النقوش النادرة والمخطوطات التي وجدت في قاع البحر، بالإضافة للمشغولات الذهبية والتماثيل الأثرية.
يذكر أن الاكتشافات الأثرية لهذه المدينة بحالة جيدة للغاية لدرجة أن وجوه التماثيل تبدو كما لو أنها منحوتة حديثا، وهو ما يذكرنا بمدى عظمة الدولة المصرية القديمة التي مازالت تخرج علينا بكنوز جديدة.