في ذكرى وفاة مصطفى صادق الرافعي.. تعرف على أهم أعماله
الأديب مُصطفى صادق بن الشّيخ بن عبد الرّزاق الرّافعيّ، هو كاتب وأديب وناقد وشاعر وفقيه، الذي اتسم في عصره بالتفوق والشهرة وخاصة بأعماله في القضاء والعقود، وكان من رواد الحياة السياسية والاجتماعية والدينية، وكان يهتم بالنقد والأدب، فهو احتل مكانة مهمة جدًا في مدارس الفكر والأدب أثناء النهضة الأدبية العربية، كما أنه ينتمي لمدرسة المحافظين، وكما لقب بمعجزة الأدب العربي
نشأة وحياة الأديب مصطفى صادق الرافعي
ولد الأديب مصطفى صادق الرافعي 1 يناير 1880 في قرية بهتيم بمحافظة القليوبية في بيت جده، يعتبر مصطفى الرافعي من نسب الخليفة عمر بن الخطاب، وكان أبيه حريص على تعليمه أمور الدين والقرآن وأخبار السلف الصالح، والتحق بالمدرسة الابتدائية في دمنهور وحصل على الشهادة الابتدائية من منصورة، وذلك بعد أن انتقلوا إليها بسبب انتقال ابيه إلى العمل بالمنصورة.
وأصيب الرافعي في السابعة عشر من عمره بمرض يسمى “التيفود”، وجعله يركد في سريره عدة أشهر، وهذا المرض أثر على أذنيه وعندما تم الثلاثين من عمره فقد سمعه نهائيًا، وهذا المرض جعله ينقطع عن التعليم، ولم يحصل إلا على الشهادة الابتدائية فقط، ثم قام الرافعي بتعليم نفسه بنفسه وذلك عن طريق المكتبة الخاصة بوالده، وكانت هذه المكتبة
مليئة بكتب الدين، الفقة، واللغة العربية، وبدأ يستغل عدم سمعه بأن يتعلم المزيد والمزيد حتى أصبح لديه كم هائل من المعلومات والمعرفة.
تزوج مصطفى صادق الرافعي عام 1904 عن عمر أربعة وعشرين عامًا، وكانت فتاة من عائلة البرقوقي، وكان لديهم حياة هادئة، وساعدته كثيرًا في التفرغ لدراسة الأدب واستمر زواجه لمدة ثلاثة وثلاثون سنة.
كانت أول وظيفة للرافعي في مايو عام 1899 ككاتب محكمة في محكمة طلخا، ثم انتقل للعمل في محكمة طنطا الشرعية، ثم إلى المحكمة الأهلية، وظل يعمل بها حتى توفى، كان الكُتاب يأخذوا رأيه في القضايا والإشكالات المختلفة وذلك كثرة لمعرفته بأمور القضاء، ولكثرة قراءته، حتى أن وزارة العدل تشاوره في القضايا.
من مؤلفات الأديب والشاعر مصطفى صادق الرافعي
1- دواوينه الشعرية:
1- ديوان الرافعي: هو ديوان مكون من ثلاثة أجزاء وهو أن كل جزء يبدأ ببعض للشعر مع شرح لأسلوبه وطريقته، وقد صدرت أولى طباعته ما بين عامي 1903-1906م.
2- ديوان النظرات: وتم صدور أول طبعة له عام 1908، ويحتوي على مجموعةٍ من نماذج أدبيّةٍ من تأليفه.
2- كتب الرافعي النثرية
1- تاريخ آداب العرب: مكون من ثلاثة أجزاء صدرت طبعته الأولى في جزأين عام 1911 م. والجزء الثالث تم طبعته بعد وفاته بتحقيق محمد سعيد العريان عام1940 م، إعجاز القراءن والبلاغة النبوية هو الجزء الثاني من كتاب تاريخ آداب العرب، وطبعته الأولى عام 1928 م.
2- حديث القمر: بعتبر من أعماله الأدبية في أدب الإنشاء، يعتبر أدب الإنشاء نهجًا دلاليًا في الحب، وتم الانتهاء منه بعد عودته من رحلة لبنان في عام 1912م عندما التقى بالأدبية مي زيادة.
3- وحي القلم: مكونة من ثلاثة أجزاء وهي فصول ومقالات وقصص كتب لمجلة الرسالة القاهرية بين عامي 1934- 1937 م. تمت طباعة جزئين في حياته، ثم إعادة طبع الجزء الثالث أكثر من مرة بعد وفاته، ومنها اليمامتان، الطفولتان، في الربيع الأزرق.
4- رسائل الأحزان: أبدع الرّافعي في الحديث عن فلسفة الجمال، ويوضح هذا في كتاب رسائل الأحزان الذي يحتوي على رسائل مختلفة تمامًا للمعاني التقليدية للحب وفلسفته، وبسبب في ذلك تخيله وهو يحاكي صورة المتأمل للجمال، والعاشق، والفيلسوف في نفس الوقت. ألف الرافعي كتاب السّحاب الأحمر، ويعد الجزء الثّاني لقصّة حبه.
5- أوراق الورد: يعتبر كتاب أوراق الورد هو الجزء الأخير من قصة حب الرافعي ويشمل رسائل لفلسفة الحبّ والجمال مصورًا فيها نفسه وما كان بينه وحبيبة قلبه.
6- المساكين: كتاب صدرت أول طبعه في عام 1917، ويصف فيه المعاني الإنسانية، وفلسفة الفقر باستخدام البلاغة الأدبية.
7- تحت راية القرآن: هي المعركة بين القديم والجديد وهو كتاب يوضح فيه تبيان غلطات المجددين لكي يشككوا الناس في دينهم وأخلاقهم ولغتهم، وهو مجموعة مقالات كان ينشرها في الصحف في أعقاب خلافه مع طه حسين الذي جاء رده على كتاب ” في الشعر الجاهلي ”
7- على السَّفُّود: كتاب لم يتم كتابة اسم الرافعي عليه ولكنه رمز إليه بعبارة إمام من أئمة الأدب العربي، وهو عبارة عن مجموعة مقالات في نقد بعض نتاج العقاد الأدبي.
توفي مصطفى صادق الرافعي في يوم الإثنين في 10 مايو عام 1937 عن عمر يبلغ 57 عامًا، بعد صلاة الفجر أثناء جلوسه لقراءة القرآن شعر بحرقة في المعدة وعندما اعتدل ليقوم فسقط أرضًا، وتم دفنه بجانب والده في طنطا.