رحلة البنت من “سعيدة يا هانم” إلى “تسلم ياسطا”

هدير أحمد
لطالما عُرِف عن البنت أنها ملاك الرحمة، ومثال للرقة والخجل والحياء والأنوثة، فكانت البنت في الماضي لا تتحدث كثيرًا، ولا تتمكن من الكلام مع شخص غريب عنها إلا بعد جهد طويل، تنحصر حياتها بين عائلتها وصديقاتها المعدودات، لم تكن تخرج كثيرًا ولم تكن متعددة العلاقات والصداقات كما هي الآن، بل كانت أكثر انغلاقًا على نفسها.

ولكن حدث تحول كبير في حياتها، حتى أن هذا التغيير أصاب كلماتها أيضًا، فكانت في الماضي، إذا أرادت التعبير عن الشكر، قالت “ميرسي”، أما الآن، فتقول “تسلم ياسطا”، وكانت تقول في وصف حبيبها “إنه الحياة لقلبي”، والآن تقول “حبعمري وباشا قلبي”.

كانت دائمًا تتعامل بهدوء وخفة، أما الآن، فأصبحت ترى أنها مساوية للرجل في كل شيء، فأصبحت تتحدث مثله، وتتعامل مثله أيضًا.

وبما أن هذا التغيير أصاب كل حياتها، فبالتأكيد كان لملابسها نصيب من هذا التحول الرهيب، فكانت قديمًا، ترتدي فساتين وچيبات، وملابس إن دلت على شيء، فإنما تدل على الأنوثة والرقة، أما الآن، فأصبحت ترتدي بناطيل وقمصان وملابس عملية بحتة، تماما كالرجال.

قديمًا، كان يقال في وصفها “عيناها سبحان المعبود”، أما الآن، فيقال فيها “إنتِ لون عودك في خدودك”.

لقد تغير كل شيء، وتحولت البنت إلى كائن بعيد عن الخجل والحياء شيئًا ما، ولكن حقًا، كانت البنت في الماضي أجمل كثيرًا، حيث إنه من المعترف به في عالم المرأة أن أهم الصفات التي تميزها وتزيدها جمالًا، هما الرقة والهدوء.

اضف تعليق