الذاكرة الكاذبة.. هل ما تتذكره حقيقة أم خيالات

إن كان سبق لك أن تخيلت بعض الأمور دون أن يكون لها أي أساس من الصحة ثم صدقت وتيقنت أنها حدثت بالفعل، فإنها الذاكرة الكاذبة وهي عبارة عن ظاهرة نفسية حيث يتذكر الفرد أمور لم تحدث في الواقع.

الذاكرة الكاذبة

أثبتت دراسات العلماء أن الذاكرة الكاذبة أو تعرف بالذاكرة الخاطئة هي ظاهرة نفسية أو اضطراب عقلي تجعل الشخص يرى في ذاكرته أمور وأحداث لم تحدث في الواقع ولكنه يتيقن أنها حدثت بالفعل.

وهذه الذكريات الكاذبة بمجرد أن تدخل إلى العقل تكتسب نفس خصائص الذكريات الحقيقة التي حدثت بالفعل، لذلك لا يمكن التمييز بينهما إلا عن طريق دليل مادي مؤيد للذكرى.

أسباب الذاكرة الكاذبة

ذاكرة الإنسان مرنة، يمكنه أن يعدل فيها، ويمكن أيضًا للآخرين التعديل في ذاكرة الشخص سواء بالسلب أو الإيجاب.

قد تكون هذه الذكريات الكاذبة خيالية تمامًا، أو قد تحتوي على عناصر من الواقع ولكن تم تشويشها عن طريق تداخل المعلومات أو عوامل أخرى أدت إلى ذلك.

العوامل التي تؤدي إلى تشوه الذاكرة

  1. الخلط بين الأمور تلقي الشخص معلومات مختلفة عن عدة أحداث في نفس الوقت تجعل عقله يحاول الربط بينها جميعًا لتكوين ذكرى واحدة جديدة ومختلفة، فتكون هذه الذكرى كاذبة.
  2. العواطف والمشاعر السلبية تؤدي إلى تكوين ذاكرة كاذبة أكثر من المشاعر الإيجابية والمحايدة
  3. الصور المُفبركة حيث أُجريت تجربة على بعض المواطنين في أمريكا بإعطائهم صورة مفبركة للرئيس الأمريكي “أوباما” يصافح الرئيس الإيراني “أحمدي نجات” وأكد معظمهم بتذكرهم لتفاصيل أحداث ذلك اليوم.
  4. الاقتراح إعطاء الشخص معلومات خاطئة عن خبرات ومواقف تعايش هو معها يؤدي إلى تشوه ذاكرته وتصديقها لتلك المعلومات الخاطئة، وخاصة إن كان من يعطيه تلك المعلومات من الأشخاص المقربين إليه.
  5. الأدلة الخاطئة في الجرائم يمكن أن تشوه ذاكرة الأشخاص وتجعلهم يقروا بارتكاب الجريمة بالرغم من أنهم أبرياء.

الأشخاص الأكثر عرضة لتلك الحالة

بعض الأشخاص يكونوا أكثر عرضة لتوليد ذاكرة كاذبة أكثر من غيرهم وهم:

  • الأطفال.
  • المراهقين.
  • كبار السن.
  • أصحاب معدلات الذكاء المنخفضة.
  • المصابين بالأمراض النفسية، ومن تعرضوا لصدمات نفسية طوال حياتهم.
  • من يعانون من الوسواس القهري.

عواقب وتأثيرات الذاكرة الكاذبة

الذاكرة الكاذبة قد تكون تذكر خاطئ لتفاصيل بسيطة في الحياة اليومية، وقد تصل في حالات أخرى إلى تفاصيل أكثر خطورة مثل: تأكيد الشخص على رؤية شخص ما والتحدث معه وهو لم يراه.

وأثبتت الدراسات أن لها أكبر تأثير في مجال القضاء حيث أُجريت دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية على 300 متهم تم إثبات براءتهم بعد أن قضى اشخاص منهم ما يقارب 30 عامًا في السجن وهم أبرياء، وكانت نتائج الدراسة أن 75% منهم أقرّوا بارتكاب الجريمة بسبب الذاكرة الكاذبة.

علاجها

إلى الآن لم يتم التوصل إلى علاج للذاكرة الكاذبة ولذلك لا يمكن الاعتماد على الذاكرة بنسبة 100% وما يفرق بين الذكريات الكاذبة والحقيقة هو الدليل المادي فقط.

اضف تعليق