في يوم “وفاء النيل” تعرف على أسطورة عروسة النيل

رانيا عبد اللطيف


يحتفل المصريون بيوم “وفاء النيل”، في 15 أغسطس من كل عام الذي يعترفون فيه بفضل النهر العظيم عليهم، يرددون فيه الأناشيد والأغاني، يذبحون له القرابين، يقدمون له الفواكه والأزهار، ويسيرون في مواكب الزينة، شكرًا للنيل على فيضانه، الذي سيروي أراضيهم، وما سيتبعه ذلك من خير وفير سيعود عليهم.

كانوا المصرويون القدماء يسعون دائما لإرضاء “النيل” وتقديم القرابين لما يمدهم به من حياة، ولكونه الباعث الرئيسي للحضارة الفرعونية، فكانت تقدم له أغلى ما يملكه الفراعنة، وهن الفتيات الجميلات من أبنائهم، حيث يتم اختيار واحدة منهن يوم الفيضان من كل عام ويطلق عليه يوم وفاء النيل، ويتم تزيين أجمل الفتيات ويطلقون عليها “عروس النيل”، ويتم إلقاؤها في النيل كنوع من التضحية البشرية التي تقدم للنهر العظيم .

عروس النيل هي أحد الأساطير الفرعونية وهى فتاة جميلة مزينة بالحلي يلقيها الفراعنة في نهر النيل حتى يحدث الفيضان الذي يعم من خلاله الرخاء على البلاد.


وكانت عروس النيل من الطقوس التي يتقرب بها الفراعنة إلى النيل فى يوم 13 من شهر “بؤونة” أو يونيو، حيث كانوا يبحثون عن فتاة بكر غاية فى الجمال يرتدون أجمل الحلي والثياب ثم يلقون بها فى نهر النيل.

وكان المصريين القدماء يعتقدون أنهم إن لم يقوموا برمي “عروس النيل” ستحدث لعنة ويعم الجفاف في البلاد، حيث كانوا يعتقدون أن النيل هو “إله الخير والنماء والخصب “وأنه شريان الحياة.

 ترجع أسطورة “عروس النيل” إلى حكم الملك زوسر أحد ملوك الأسرة الثالثة، والذي حل في عهده القحط والجفاف، نظرا لعدم وفاء النيل بيوم فيضانه، ولم يكن أمام الملك سوى أن يطلب رأي أحد الكهنة في تفسير امتناع النيل عن الفيضان هذا العام، وكان رد الكاهن بأن النيل في حالة غضب شديد لكونه يريد الزواج من فتاة جميلة، وعليه قرر الملك إحضار جميع الفتيات الجميلات من كل أنحاء البلاد، وتم اختيار أجملهن لتقديمها قربانًا لإله الخير، ذلك الاسم الذي كان يطلق على النيل لتأثيره الكبير على حياتهم، وكانت الفتيات يزين أنفسهن استعدادًا لذلك اليوم من كل عام، وتحظى الفتاة الأجمل بإقامة عرس لها لكي تُزف إلى إله الخير، وبعد إنتهاء مراسم الاحتفال، تقوم الفتاة بإلقاء نفسها في النيل، على أمل لقاء حبيبها الإله في الحياة الأخرى.


قد يعجبك ايضا
اضف تعليق