قراءة الأفكار بين الخرافة والعلم.. تعرف على الحقيقة
نوران مصطفى
منذ سنوات عديدة والأفكار تعد لغزًا كبيرًا، يقف على أعتابه الكثير من العلماء والباحثين والدجالين أيضًا، وبين الواقع والدجل يقع عامة الناس في الشك، هل يمكن قراءة ما يدور في رأس البشر؟ هل من السهل على إنسان أن يدرك ما يقوله إنسان آخر في عقله؟ كان اعتقادًا سائدًا لدى البعض أن العرافين يمكنهم قراءة الأفكار، ويرون ذلك قدرة وهبة عظيم، في حين أن العلماء أكدوا أن لا وجود لخرافة قراءة الأفكار تلك وأن كل المروجين لها هم مجموعة من الكاذبين المضللين، وبعد زمن طويل ظهر التساؤل من جديد.. هل ستتمكن التكنولوجيا من قراءة الأفكار؟
ملامح قراءة الأفكار في العلوم المختلفة
بعد أن كانت قراءة الأفكار مجرد أكذوبة يتكسب من وراءها المضللون، أصبحت أمرًا للبحث والدراسة وكانت من أبرز ملامح قراءة الأفكار في الفرن الماضي:.
1) قراءة العينين
في عام 1960م أجريت دراسة تدل توضح أن بؤبؤ العين يختلف حجمه في المواقف المختلفة، فعندما يتكلم الإنسان عن أمر يثير اهتمامه يتسع حجمه، وعندما يتكلم في أمر دون اكتراث يظل حجمها كما هو، وفي عام 1966م اتضح أنه من السهل اتساع حدقة العين عندما يقوم الإنسان بمعالجة بعض العمليات الدماغية، و أيضًا تتحرك العينين في اتجاهات مختلفة عند التفكير كليًا قبل الحديث والذي يمكن اعتباره محاولة لتأليف الأحداث والكذب،أما في عام 2009م فظهرت دراسة أخرى تؤكد أن اتساع حدقة العين يدل على صدق المشاعر العميقة، ويمكن قراءتها بسهولة إذا كنت تعرف الشخص الذي يتحدث وتنظر إلى عينيه.
2) لغة الجسد وقراءة الأفكار
كتب الكثير من المؤلفين والعلماء عن هذا الأمر، عن استنباط تفكير أي شخص من خلال لغة الجسد الخاصة به، مثل ضم الذراعين إلى الصدر كحركة دفاعية، أو الجلوس مع إنحناءة خفيفة للأمام وقت التحدث مع شخص دليلًا على الاهتمام والإنصات الجيد، لكن بعد بعض الدراسات أُثبت أنها ليست مؤكدة وأن العديد من الناس يتخذون وضعيات مختلفة أثناء الحديث أو الجلوس لشعورهم بالراحة ليس أكثر.
لا شيء مستحيل في القرن ال21
قراءة الأفكار أصبحت أمرًا لا يتعلق فقط بالخيال العلمي ولا من الأشياء صعبة المنال، فاستطاع باحثون من كاليفورنيا التوصل إلى ابتكار جهاز يمكنه تحويل إشارات الدماغ العصبية إلى شيفرات ومن ثم تفسير وترجمة هذه الشيفرات إلى تمثيل بصري، تقنية مازالت في مراحلها الأولى إلا أنها تعد خطوة كبيرة في عالم مجهول، وبصيص أمل لكل من يواجه صعوبة في التكلم بسبب مرض.