“الله عليكي يا ست”..أم كلثوم مسيرة نجاح لم تنتهي إلى الآن
نورا نادي
هي فاطمة بنت إبراهيم السيد البلتاجي، لها العديد من الكُنيات والألقاب بجانب “أم كلثوم” فهي أيضًا “سيدة الغناء العربي” وهي “شمس الأصيل” و”الست” و”كوكب الشرق“، وأم كلثوم مُغنية ومُمثِلة اشتهرت في مصر والعالم العربي كله لسنين عدة، وتُعد الأبرز في الغناء في القرن العشرين.
ميلاد أم كلثوم وتاريخ حياتها
وُلِدت أم كلثوم في قرية تُدعى طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية في أسرة منخفضة الدخل نسبيًا، كان والدها الشيخ إبراهيم إمامًا ومُؤذنًا وكان يعمل مُنشِدًا في حفلات الزواج في القرية، وكانت أمها ربة منزل ترعاها هي وإخوتها، اختلفت المصادر حول التاريخ الدقيق لميلادها، منها ما يشير إلى أنها وُلِدت في ديسمبر 1898 ومصادر تؤكد أن تاريخ ميلادها كان في مايو من عام 1908 وأُخرى تُرجِّح أنها وُلِدت في مايو من 1904م، التحقت أم كلثوم بكُتَّاب القرية وتعلَّمت تلاوة القرآن وحفظته عن ظهر قلب، كما تعلَّمت من أبيها الغناء والإنشاد ومن هنا بدأت مسيرتها الفنية.
بدايات أم كلثوم
بدأت حياتها الفنية عندما كانت تُصاحب والدها في الحفلات، إذ جعلها صوتها المُميز ونبرتها القوية تغني في تلك الحفلات والأعياد مُرتدية ملابس الصبيان والأولاد، ثم انتقلت إلى القاهرة في عام 1921 تقريبًا لتبدأ قصة نجاحها هناك، وكان المُغني والمُلحن الشهير أبو العلا محمد والموسيقي زكريا أحمد هما أول من لاحظوا موهبتها العظيمة، لحَّن لها أبو العلا أولى أغانيها ومنها “الصب تفضحه عيونه” و”أقصر فؤادي” وغيرها، وعن طريق أبي العلا تعرَّفت أم كلثوم على الشاعر المصري أحمد رامي، ولم تدري حينها أنه سيقدِّم لها كلمات ما لا يقل عن 110 أغنية على مدار حياتها.
حياتها الفنية
تعلَّمت أم كلثوم أصول الموسيقى على يد أمين المهدي وغنَّت في وقتها في حفلات مُهمة، وكانت قصيدة “وحقك إنت المُنى والطلب” هي أُولى القصائد التي اشتهرت بها أم كلثوم إذ بيع منها حوالي 18 ألف اسطوانة وكانت من تلحين أبو العلا محمد، وكان مسرح “البوسفور” في ميدان رمسيس هو أُول المسارح التي غنَّت عليه الست، وبدأت بدون فرقة موسيقية، ثُم انضمَّت لها فرقتها في أواخر عشرينات القرن الماضي، وعلى مدار حياتها لحَّن لها عدد كبير من المُلحنين منهم “محمد القصبجي” وأحمد صبري النجريدي” رياض السنباطي” كما كتب لها كلمات أغانيها العديد من الشعراء إلى جانب “أحمد رامي” وكان منهم “عبد الفتاح مصطفى” وابن النبيه المصري” وغيرهم.
جوائز وتكريمات أم كلثوم
- حصلت أم كلثوم على نيشان الكمال في مصر عام 1944 من الملك فاروق.
- حصلت على نيشان من الرافدين العراقي والملك فيصل عام 1946.
- اختارتها جمعية “مارك توين” الأمريكية عضو شرف عام 1953.
- نالت وسام الأرز اللبناني ووسام النهضة الأردني إلى جانب وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى في عام 1955.
- وفي عام 1968 حصلت على وسام الجمهورية الأكبر من تونس وجائزة الدولة التقديرية والتي تنازلت عن قيمتها لصالح صندوق معاشات الفنانين.
المرض والوفاة
غنَّت أخر أغنياتها “ليلة حب” في 17 نوفمبر 1972 وكانت صحتها قد بدأت في التدهور وقتها بسبب إصابتها بمرض “جريفز” ويحدث فيه إفراط في هرمونات الغُدة الدرقية ومن أعراضه جحوظ العينين، وهو السبب وراء ارتدائها النظارة السوداء وقتها، كان من المُفترض أن تُجري عملية استئصال لجزء من الغدة إلا أنها رفضت؛ لاحتمالية تأثير ذلك على جمال صوتها وتعايشت مع المرض إلى أن وافتها المنية في 3 فبراير من عام 1975 في عُمْر يُناهز 76 عامًا، وبوفاتها فقدت مصر كما فقد العالم العربي أجمع الست وكوكبة الشرق الراحلة أم كلثوم والتي ظلَّت ذكراها مُتفردة وباقية إلى الآن.