التربية الحديثة بين المفهوم السليم وطرق التطبيق
مفهوم التربية الحديثة ليس بغريب على المجتمعات الشرقية، ولكنه اسم مستحدث من الغرب لمفهوم أكبر وهو مراعاة لحقوق ذلك الطفل الصغير في فهم وتعلم ما يجري حوله فهمًا جيدًا ليصبح قادرًا على التصرف، وعلى الرغم من سهولة الأمر في ظاهره إلا أنه يحتاج لصبر وقدرة على النقاش الطويل مع القابلية للإقناع، ربما هذا ما يجعل الأمر عسيرًا في البداية و مع الوقت يمكن حلها، أصبحت الأمهات تتجه لمشرفين تربويين وأخصائيين نفسيين ليعرفوا كيفية المعاملة السليمة مع أطفالهم، وفي السطور الآتية توضيح لبعض النقاط الهامة والأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من الأهل.
بعض أسس التربية الحديثة والفعالة
- من الأشياء التي يمكن أن تنتج أزمات نفسية للطفل هي مقارنة والديه بزملائه, يجب عدم مقارنة الطفل بغيره من أقرانه مهما كان الطفل مُقَصّر.
- لا يصح معاملة الطفل بقسوة مهما بلغ ما فعله، يجب الفصل بين علاقة الطفل بمعلمه وعلاقته بأهله، التربية اللطيفة هي الحل الأمثل، فكما تتعلم من طفلك يقوم طفلك بالتعلم منك منذ ولادته.
- عبارات الثناء و التشجيع والمكافأة فهي تعتبر إحدى لغات الحب الخمسة، وأيضًا فعالة مع الأطفال فكلما ذكرت لهم صفاتهم الطيبة وأثنيت على تصرفاتهم فأنت بذلك تكون ملجأهم الآمن، ومحفزهم للاستقلال بالتصرف.
- ذم السلوك السيء وتثبيطه، ولا يتم ذلك بالتعنيف ولكن بتحمل العواقب، فالطفل يختلف وعيه من مرحلة لأخرى وعلى الأهل تحري الدقة في إخباره بتحمل نتيجة تلك العواقب
- توجيه الطفل نحو قدراته, وهذا سيوفر عليه الكثير عندما يكبر، فكل شخص تكون لديه ميول منذ صغره ولا يشترط أن تكون موهبة، هي فقط بعض الأشياء التي يحب ممارستها في أوقات مختلفة، قد يجيد فعلها وقد يريد بعض الإرشاد ليجيد فعلها، دور الأهل في هذه المرحلة قد يوفر على طفلهم رحلة بحث شاقة عندما يكبر.
- عود طفلك على تقبل فشله “لا وجود لإنسان كامل” وهذا ما عليك إخبار طفلك به، فعدم مقدرته على النجاح في شيء ما لا يعني فشله في كل الأشياء، هناك ما يمكن تعلمه بالتدريب واكتساب مهارته بالممارسة، وهناك مجالات أخرى لن نجيدها، عليك إخباره بذلك دون الإخلال بمبدأ السعي المستمر و التعلم، وبذلك ستكون ساعدته بتقبل عثراته في المستقبل.
من الأخطاء الشائعة في التربية الحديثة
أساليب التربية الحديثة تساعدك على بناء شخصية قوية يمكن الإعتماد عليها، ولكن المبالغة فيها قد تجعل طفلك شخص إنتهازي، رافض لتقبل النصيحة، ومنطوي ومن أكثر الأخطاء الشائعة ما يلي:.
- التدليل المفرط بداعي التربية اللطيفة -على الرغم من أنها تعني تعليم الطفل والتعلم منه وليس افساده- وهذا من أكثر ما يفسد الطفل، فهو يدرك أنه مهما فعل لن يُسأل لتحمل نتيجة، ولن يتم سحب أي امتيازات منه أو حتى يتم تجاهله، فيتمادى أكثر وتكون النتيجة شخصية متكبرة تفعل ما يحلو لها دون التفكير في الآخرين.
- تربية الطفل على أن الأم موجودة طوال الوقت وستزيل كل معوقات أو عقبات أمام الطفل الصغير، والنتيجة من هذا الأسلوب المتبع معروفة، شخصية اتكالية لا يمكنها أن تتخذ خطوات نحو أي شيء تريده، دائمًا مترددة وخائفة، أو النقيض تمامًا، شخصية متهورة لا تفكر في عقبات الأمور لأن هناك من يزيل العقبات.
- التعليم دون الصبر على المتعلم، يجب المراعاة عند تعليم الطفل شيئًا جديدًا، الطفل يمكن أن يستقبل منك كل ما تعلمه إياه ولكن على فترات، يجب الأخذ في الإعتبار أن لكل طفل نقاط قوة وتميز يمكن أن تضيء عند الممارسة والتعلم بحكمة وصبر.
لكل طفل شخصية
الأطفال يمكن تشكيلهم كيفما تريد، فهم إسفنجة نقية تستقبل كل ما يوضع أمامها، كن حريصًا أثناء المعاملة والتصرف أمامهم، ولا تحاول أن تزرع فيهم طباعك وصفاتك فهم لم يُخلقوا ليكونوا نسخةً منك، بل هناك بصمتهم الخاصة التي لن تتم إلا بهم، كن عونًا لهم.