على الأصل دور..تعرف على أصول الأمثال الشعبية القديمة
الأمثال الشعبية أصولها تعود إلى تجربة أشخاص في مواقف معينة تُروى إلى الأجيال بشكل ساخر، لكن هدفها الأساسي هو أن نتعلّم بعض المواعظ والعبرات وبالطبع تجنّب بعض الأخطاء لكننا لا ننكر استمتعنا لسماع هذه الأمثال التي تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا، وإليكم أصول بعض الأمثال الشعبية التي سمعناها كثيرًا لكن على الأغلب لا نعرف لها معنى.
القرد في عين أُمه غزال
- مثل شعبي قديم و متداول بشكل واسع، وأصله يرجع إلى سلسلة كتب تُسمى -خرافات
ايسوب- كُتبت في العصر الروماني، وتبدأ حكاية المثل في إحدى الأيام عندما أعلن الملك
وهو جالس على كرسيه عن قيام مسابقة لأجمل حيوان وأنه سيعطي الجائزة للحيوان الأكثر
جمالًا في نهاية اليوم، وبالفعل بدأت الحيوانات في الحضور للمشاركة في المسابقة فجاء الطاووس
وابنه والزرافة وصغيرتها والأسد وابنه والغزال وصغيره وقبل ختام المسابقة وإعلان الفائز تفاجأ
الجميع بقردة ومعها صغيرها وتعرضه على الملك، لإيمانها أنه أفضل حيوان من كل هذه الحيوانات
وهو الأصلح للفوز في المسابقة وبينما الجميع يحاول إقناعهم أن جماله لا يساوي جمال الحيوانات
وهي مصرّة على رأيها بعدم الانسحاب لكي لا تسبب الحرج لنفسها، ضحك الملك
وقال “اتركوها.القرد في عين أُمه غزال” ومنذ هذه المسابقة وهي تُقال على الأُم التي ترى ابنها أفضل من الكل.
اللي خدته القرعة تاخده أم الشعور
- اختلف الكثير في معرفة أصل هذا المثل، لكن القصة المُتفق عليها هي أن منذ زمن بعيد
تقدم شاب فقير، قبيح المنظر إلى فتاة فائقة الجمال فوافقت عليه وتحملته في سوء معاملته لها
وفي فقره حتى أصبح من الأثرياء، لكن في المقابل خسرت الزوجة جزء كبير من جمالها بسبب تقدم
العمر وكثرة الهموم، حتى جاء يوم وقال لها الزوج أنه سيتزوج بامرأة أخرى، فحزنت الزوجة كثيرًا
وأخذت تردد “اللي خدته القرعة تاخده أُم الشعور” لتشير إلى أن الزوجة الجديدة سيحدث معها
مثلما حدث معها هي وستفقد جمالها أيضًا.
ومن الأمثال الشعبية القديمة المتداولة أيضًا جه يكحلها عماها
- أما عن هذا المثل فهناك قصتين لتفسير أصله فالأولى هي أن في إحدى الأيام شك زوج في حب
زوجته له فذهب لامرأة عجوز لتساعده في التيقن من حبها له فقالت له أن تضع أفعى فمها مغلق
على صدره وهو نائم وبالفعل قام بما قالت له العجوز، وفي اليوم التالي استيقظ الرجل على
صراخ زوجته وهي تحاول إيقاظه عندما ظنت أنه مات وعندما أفاق أيقن أنها تحبه، لكن هيهات
فعندما سمعت منه الأمر غضبت منه كثيرًا وتركته، لهذا اشتهر مثل “جه يكحلها عماها”.
أما في رواية أخرى، يُحكى أن كان هناك كلب وقطة يعيشان معًا في قصر كبير ونشأت بينهم صداقة
بحكم أنهم تربوا سويًا، وكان الكلب معجب بجمال عيون القطة فسألها ما سر هذا الجمال فقالت
أن في عينيها كحل فحاول أن يضع الكحل في عيونها لكن مخالبه اخترقت عيونها وفقأهما
لهذا اشتهر مثل “جه يكحلها عماها”.
ومن الأمثال الشعبية رجعت ريما/حليمة لعادتها القديمة
- مثل يُطلق على الشخص الذي يعود إلى عادة معينة بعدما كان قد هجرها، وبطولة هذا المثل
هذه المرة هي زوجة حاتم الطائي -حليمة- لكن المثل أصبح متداول حاليًا باسم -ريما-، وعلى
عكس زوجها حاتم الطائي -الرجل المعروف بجوده وكرمه- كانت حليمة معروفة ببخلها الشديد فكانت
تضع وعاء من السمن في مطبخها و تضع منه في الطعام بأصغر ملعقة عندها فكان الطعام مذاقه
رديئًا، فقام زوجها باختراع حيلة لكي تعدل عن هذه العادة، فقال لها أن القدامى يقولون إنها إذا أضافت
سمن أكثر في الطعام سيمد الله في عمرها يومًا، فقامت حليمة بوضع سمن أكثر في الطعام
فأصبح مذاقه طيبًا، لكن حدث الشئ الذي قلب كل الموازين و هو موت نجلها الوحيد، فأصبحت
زاهدة في الدنيا و تريد اللحاق بابنها فقامت بتقليل السمن في الطعام مرة اخرى و”رجعت ريما/حليمة لعادتها القديم”.
أما في رواية أخرى -باختلاف الحيلة المُخترعة فقط- أن حاتم الطائي أخبر زوجته أن السابقون يقولون
إنها إذا أضافت سمن أكثر في الطعام سيمنع الشيب من ظهور على شعرها فقامت بإضافة السمن
على الطعام، وأصبح مذاقه أفضل، لكن مع مرور الوقت الشيب ظهر على شعرها فعادت
مرة أخرى لتقليل مقدار السمن في الطعام و”رجعت ريما/حليمة لعادتها القديمة”