حقائق عن غابة أوكيغاهارا المعروفة بغابة الموت وسبب تسميتها بذلك
ريهام عماد
تقع غابة أوكيغاهارا في دولة اليابان على السفح الشمالي الغربي لجبل فوجي، وتبلغ مساحتها 35 كيلو متر مربع، ومكونة من براكين صلبة بفعل أخر انفجارات حدثت فيها، والجهة الغربية لأوكيغاهارا تعتبر منطقة للسياحة والرحلات المدرسية وغيرها، ويوجد بها العديد من الكهوف التي تملأها الثلوج في الشتاء، وتتكون أرضية الغابة من الصخور البركانية التي تضم مسامات تسحب الأصوات فتجعل زوارها في عزلة.
زُعم أن البوصلات فيها لا تعمل بشكل جيد، والسبب هو تغير إتجاه إبر البوصلات المغناطيسية إذا تم وضعها على لهب البركان بمحاذاة المغناطيس الطبيعي، فيختلف محتوي الحديد ومدى قوة المغناطيسات حسب موقع الصخور، ولكن تتحرك البوصلات بشكل طبيعي عند حملها في ارتفاع طبيعي.
الحيوانات والنباتات الموجودة في الغابة
تعيش فيها الدببة السوداء الآسيوية، الخلد الصغير الياباني، الخفافيش، الفئران، الغزلان، الذئاب، ذكورالخنازير، الأرانب الضخمة، كذلك السناجب اليابانية، شمل الطيور عدد كبير من أنواع العصافير منها: الصفصاف، العصافير ذات الذيل الطويل، نقار الخشب، وطائر السمنة المغرد الياباني، صقور، وقواق الهودجسون، حمامة السلحفاة الشرقية.
وهناك العديد من الخنافس البرية وغيرها من الحشرات تحوي أنواع من الفراشات مثل فراشة فريتيل الفضية المخططة، فراشة هولي الزرقاء، فراشة زاوية شعاع الشمس، الفراشة الشبيهة بالطائرة الشراعية، فراشة نمر الكستناء، الفراشة ذو الزاوية.
وتحوي الغابة أيضًا مجموعة واسعة مختلفة من الصنوبريات، الشجيرات، الأشجار عريضة الأوراق مثل شجر السرو الياباني، صنوبر سوجي اليابانية، الصنوبر الأحمر والأبيض الياباني، الزهرة البيضاء العطرة، ونوعا الشجر الغالبان هما الشوكران الياباني الشمالي حيث يصل ارتفاعها بين 1000 و1800 متر، وكذلك التنوب الفضي التي يصل ارتفاعها بين 1800 و2200 متر.
لماذا سُميت بغابة الانتحار؟
اشتهرت عبر الأساطير اليابانية بأنها بيت اليورية، والتي تعني أشباح الموتى، وعُرفت في السنوات الأخيرة بغابة الانتحار، وهناك من يُطلق عليها الغابة المسكونة أو غابة الموت، حيث ينبعت من جذورها وتربتها روائح الموت المرتبطة بماضي مرعب وقاتم ظل باقيًا في عقول اليابانيين حتى اليوم.
ففي الماضي وتحديدًا في وقت المجاعات والكوارث كان يمارس اليابانيين تقليد أوباستي، حيث كانوا يأخذون المرضى والعجائز من أفراد عائلتهم إلى أوكيغاهارا ويتركوهم في تلك الغابة المظلمة، وكانوا مُجبرين لهذه التضحية ليستطيعوا إطعام باقي أفراد العائلة وإنقاذهم من الموت جوعًا.
بينما يُعاني الأخرين في الغابة، ويموتون ببطء من الجوع والعطش والرعب يحيط بهم من كل ناحية، فمنهم من شنق نفسه على جذع شجرة، ومنهم من ظل دون طعام وشراب حتى مات، فماتوا بطريقة ظالمة ومُذلة ومن أقرب الناس إليهم، فمازال يعتقد اليابانيين أن السبب في هذا هي أرواح تلك الناس الساعية للانتقام.
فالغابة مسكونة بقوة غامضة في كل ركن من أركانها وكل غصن فيها، فمنذ عقود طويلة والناس يأتون بلا انقطاع لينتحروا فيها، فيستغرق البعض مئات الأميال بسيارته ليشنق نفسه على جذع شجرة.
وأثبتت الأبحاث أن في الستينات كان يبلغ عدد المنتحرين في أوكيغاهارا 100 شخص سنويًا، وهذه النسبة ليست ثابتة بالتأكيد ففي عام 2004 انتحر 104 شخص، وفي عام 2010 حاول 257 شخص الانتحار ولم ينجح منهم سوى 45 شخص.
تدخل الحكومة اليابانية للحد من ظاهرة الانتحار
حاولت الحكومة اليابانية الحد من ظاهرة الانتحار بمختلف الوسائل لدرجة أنها امتنعت عن نشر احصائيات عدد المنتحرين في الغابة، ووضعت لافتات في جميع أرجاء الغابة تمنعهم من الانتحار، وتحمل عبارات تدعوهم إلى الرجوع عن فكرة الانتحار، ويتم تعيين أشخاص في الغابة للعثور على جثث الموتى وتجميعها، وإلى الأن يعجز اليابانيون عن سبب انتحار الناس في تلك الغابة.