نبوية موسى..المرأة التي تحدت المجتمع والأعراف المصرية
بسنت محمد
نبوية موسى هي أحدى الشخصيات النسائية التي يرجع لهن الفضل في تنمية حياة المرأة والفتاة المصرية، لذلك نعرض لكم تفاصيل حياة هذه الشخصية التي كانت سبب في تغيير حياة المصريات:
-نشأتها :
ولدت نبوية موسي 17ديسمبر1886 في محافظة الشرقية، تعلمت القراءة والكتابة بمساعدة أخيها الكبير، بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية أيضًا، وعند بلوغها عامها الثالث عشر أرادت استكمال تعليمها، إلا أنها وجدت معارضه شديدة من قبل كبار العائلة، وذُكر أن عمها قال لها : البنت للغزل مش للخط.
على الرغم من معارضة أسرتها إلا أنها التحقت بالمدرسة سرًا، وذكرت ف كتابها ” تاريخي بقلمي” أنها سرقت ختم والدتها لتقديم طلب الالتحاق بالمدرسة حيث كانت ترى والدتها أن تعليمها يعني الخروج عن قواعد الآداب والابتعاد عن التربية والدين.
أثارت نبوية ضجة شديدة في وزارة المعارف (وزارة التربية والتربيه حاليًا) باعتبارها أول فتاة تجرؤ على التقديم لنيل درجة البكالوريا( الثانوية العامة)، ويرجع ذلك إلى مجهودها الشخصي لعدم توافر معلمين لها في ذلك الوقت ولكنها حصلت على البكالوريا بجدارة عام 1907 وأحدثت ضجة ظكبيرة مرة أخرى وزادت شهرتها.
-حياتها المهنية :
حصلت نبوية موسى عام 1908 على دبلوم المعلمات واستمرت سنتان تحت التدريب حتى أصبحت معلمة، وفي تلك الفترة كانت بداية أخرى لها حيث بدأت تنشر مقالات صحفية في صحف مختلفة، مثل : مصر الفتاة والجريدة وتناولت كتاباتها قضايا اجتماعية وتعليمية وأدبية أيضًا.
واجهت العديد من العقبات أثناء عملها بالتدريس فأعتبرها البعض أنها تتدخل في عمل الرجال وقاطعة للأرزاق، فأخذوا ينتقدون أدئها ويطالبون بفصلها وقد استغل هؤلاء مقالاتها ضد الاحتلال الإنجليزي لأنه كان ممنوع وقتها عمل الموظفون في الصحف والمجلات وأرسلوا نسخة إلى ناظرة المدرسة لفصلها، لكن ثناء “سعد زعلول” على كتاباتها ومقالاتها، كان سببًا في تحول موقف الناظرة ومنع فصلها.
وبذلك أصبحت أول ناظرة لمدرسة إبتدائية بتوليها نظارة المدرسة المحمدية الإبتدائية للبنات في الفيوم.
-دور نبوية موسي في إنصاف المرأة :
أيقنت نبوية موسى أن التعليم هو الطريق الأمثل للنهوض بحياة المرأة المصرية، ورفعت شعار المساواة بين الرجل والمرأة، وبعد توليها نظارة المدرسة المحمدية نجحت في نشر التعليم في الفيوم وزاد اقبال الطلاب على المدارس. كما شهدت المنصورة نهضة تعليمية عند توليها نظارة مدرسة معلمات المنصورة وحصلت على المركز الأول في امتحان كفاءة المعلمات الأولية.
وحثت على تشجيع التعليم الأهلي للبنات وصارت من أصحاب المدارس الأهلية عام 1920، وعُرفت مدرستها باسم مدرسة البنات الأشراف، بالإضافة إلى مشاركتها في تأسيس مدرسة ابتدائية حرة للبنات بالإسكندرية وتولت إدارتها وحققت نجاحًا كبيرًا، أنشأت أيضًا مطبعة ومجلة أسبوعية تخص أمور المرأة تحت اسم ” الفتاة ” .
وبهذا يمكن أن نقول إن قضايا المرأة ووضعها داخل المجتمع قد احتل تفكير نبوية موسى لأنها تأكدت بأن تقدم وازدهار الشعوب لن يتم إلا بالاهتمام بشئون المرأة.
وبالإضافة كان لها نشاط اجتماعي من خلال الجمعيات والمؤتمرات النسائية، وشاركت في تأسيس الاتحاد النسائي المصري والعديد من الجمعيات الأخرى التي تخص المرأة.
مؤلفاتها عن المرأة :
– ألفت كتابًا مدرسيًا بعنوان ثمرة الحياة في تعليم الفتاة، واعتمدته وزارة المعارف ليتم تعليمه في المدارس.
– المرأة والعمل، للتغلب على الأفكار والتقاليد الرجعية والمتخلفة بأن المرأة لا تصلح إلا للعمل بالمنزل والتربية فقط
– نوب حتب أو الفضيلة المضطهدة، والذي يعد من أشهر كتبها والتي تحدثت فيها على تساوي المرأة مع الرجل وأن الرجل ليس أذكى من المرأة لكونه رجلًا.