قصة “نور” صاحبة الـ22 عامًا مع أطفال مرضى السرطان

سهيلة إبراهيم 


نستطيع بالإيمان والشغف أن نُغير العالم، وأن نُظهر فكرتنا وما نؤمن به بوجهة نظرٍ مختلفة، نستطيع من خلالهما أن نُبرز معنى آخر لقضية معينة؛ لنرى فيها الأمل والجمال بعيدًا عن حزنها وصعابها، لتكون دافعًا لنا وليست ضعفًا أو هزيمة.


وهذا ما فعلته “نور النمر” صاحبة الـ22 عامًا، بحبها للتصميم والفن، على الرغم من دراستها للاقتصاد والعلوم السياسية. 


وهنا قررت أن يبقى حبها للتصميم والفن هواية، وأن يكون التعرف عليه وممارسته من خلال قرائتها والبحث عنه، إلا أنها قامت بالالتحاق بكورس خاص بتعليم الديزاين وأضافت: “بدأت أخد الكورس فى 2016 ووقتها كنت أنا أصغر واحدة موجودة كان عندى تقريبا 18 سنة والباقى كله معاه ماستر، فى البداية كنت مستصعباه وإن أكيد الباقى هيبقوا فاهمين وأنا لا، بس جيت فى نهاية الكورس وكنت من أفضل اتنين موجودين، ووقتها قولت خلاص أنا عرفت أنا عايزة إيه وبحب إيه”.


بدأت بممارسة الديزاين من خلال التحاقها بمشاريع مختلفة تستطيع من خلالها أن تتعرف عليه وعلى كل ما هو جديد، من خلال العمل والمشاركة وليس فقط الدراسة والمعرفة وتابعت: “فى يوم كنت قاعدة فى المحاضرة وزهقانة وجاتلى فكرة إنى عايزة أعمل كرسى حلو جدًا والقماش بتاعه يكون أحلى ويكون برسومات أطفال، وبدأت أفكر الأطفال دول هيبقوا مين والرسومات دى هتبقى عاملة إزاى”.




وأضافت: “فى الوقت اللى احنا فيه بقينا بنسمع كل يوم مين جاله كانسر وبقى المرض منتشر أوى وكأنه دور برد، فقولت ليه الأطفال دول مايبقوش أطفال كانسر، وجاتلى الفكرة إنى عايزة أقعد مع الأطفال دول وبدأت أفكر إزاى ممكن أروح واعمل دا وفضلت 9 شهور مستنية الوقت المناسب”.


وقامت خلال هذه المدة بالتركيز على كيفية تنفيذ فكرتها وكيفية استخدام هذه الرسومات، وتابعت: “كنت بفكر الرسومات دى هحطها إزاى على القماش وهتبقى طباعة ولا لأ، وبالصدفة كنت بقرأ مقال عن إزاى احنا فقدنا إحساسنا وكل حاجة بقت بتعتمد على التكنولوجيا وكل حاجة بقت أون لاين، ومن هنا جاتلى فكرة إن عايزة حاجة هاند ميد نلمسها ونقول الله وكانت فكرة الخياطة على القماش”.


وفى الوقت المحدد قامت بالفعل بزيارة مستشفى للسرطان وعرض فكرتها على المسئولة عن الورشة الفنية للأطفال قائلة: “أنا جاية أعمل للأطفال سيشن صغيرة عن الفن وإيه هو الفن واخد رسوماتهم وأطبعها على القماش، وهيكون للمستشفى نسبه 25% من الربح”، ونالت هذه الفكرة إعجاب المسئولة عن الورشة ورحبت بها، مما جعلها تقوم بزيارتهم ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة 6 أشهر وتقول: “كنت بعرض عليهم رسومات فنانين امثال بيكاسو وغيره من الرسومات المبسطة الموجودة فى المتاحف”، وتابعت: “كنت حريصة أن أورى الناس إن المرض مش بس حزن وألم لا دا أمل وحب وتفاؤل وكان دا من خلال رسومات الأطفال”.


وأكدت نور: “كنت شايفة إنه مش من حق أى شخص إنه يتدخل فى رسومات الأطفال، وكنت حريصة على إن الرسومات تفضل زى ما هى وكل اللى كنت بعمله إن بس أحطها فى شكل ديزاين من ان أكررها أو أشقلبها عشان تدينى فى الآخر شكل رسمة”.



قد يعجبك ايضا
اضف تعليق