احترس لما قد تفعله بك الألوان

سلمى جمال


ألم تتساءل يومًا لماذا تشعر بسعادةٍ لحظة وقوع عينيك على لونٍ ما؟ لماذا تشعر بالغربة، بل والقسوة حينما يتعلق الأمر بلونٍ آخر؟ 


تُصيبُنا حيرةٌ كبيرة حقًا في أمر الألوان، ففي الوقت الذي نستخدمها لملأ فراغات الحوائط، وتزينها بالرسوم الممتعة، نجدها تملأ فراغَ أرواحنا بالمشاعر والأحاسيس المبهجة.


هذا ما كشفته دراساتٌ عدة في أمر قد اختزلنا وجوده في رسمة استخدم فيها الطفل هذا اللون أو ذاك، ثم إذ بها تخطف قلوبنا وكأننا اخترنا أن نميل إليها.


الألوان هي جزء من علم العلاج بالطاقة، وهي تحمل ترددات نفسية ترفع من سلامك الداخلي وإبداعك، وتُفرغ الطاقة السلبية بالجسم فيحل الانسجام داخلك، وما الصحة الجسدية إلا حالة من الانسجام الداخلي!


بل إنك حينما تُغير لون ما في ملبسك وحياتك هذا يعني أن هناك شيء ما قد تغير بداخلك، كأنك أقبلت على شيء جديد أم أن أمر ما ترفضه وقع في عالمك.

ماذا تحمل لنا الألوان؟

حينما نتأمل باقات الألوان يتبدى لنا أن:

اللون الأحمر

هو لون ناري ثوري، يتحدث على لسان الحركة والنشاط، ويزيد من معدل ضربات القلب والتنفس، كما إنه يرفع من رد الفعل الإنساني، لذلك تعتمد عليه الكثير من المطاعم؛ لأن استخدامه بكثرة يرفع الشهية مما يخدم أهدافها.

اللون البرتقالي

لون الدفء والغروب والبهجة، الذي يأخذك بعيدًا، حيثُ الراحة والانسجام.


يُعد اللون البرتقالي مقوي للقلب، ومقاوم للنعاس، كما إنه فاتح للشهية ويساعد على زيادة الهضم.

اللون الأصفر

المتحدث الرسمي باسم المحبة والصداقة، وتسعد العين لرؤيته، وأثبتت الدراسات أنه يعبر عن الثقة بالنفس.


يُعد اللون الأقوى؛ لذلك يستخدمه الكثير لكتابة بعض الملاحظات لسهولة تذكرها، كما أنه يُساعد في شفاء الأمراض الخاصة بالجهاز التنفسي.

اللون الأخضر 

مضادٌ حيوي طبيعي للاكتئاب، كما إنه لون الإبداع ويعزز التركيز ويُضفي على الحياة نوعًا من السلام والراحة والأمل والإقبال على الحياة.


يُعطي اللون الأخضر إحساسًا بالآمان و الخير، لذلك يكثر في البنوك والكثير من المستشفيات.

اللون الازرق

يساعد اللون الأزرق على تصفية الذهن من الأفكار السوداوية، حتى قامت الحكومة اليابانية بنشر الإنارة الزرقاء في محاولة منها لتقليل نسبة الجريمة.

يجعل هذا اللون من يرتديه أو  ينظر إليه باستمرار قادرًا على التحدث السليم اللبق، كما يُعد مُهدىء طبيعي لذوي الأعصاب الحارة والمندفعين.

اللون الزهري 

لون السلام الداخلي والجمال والرومانسية، كما إنه يُخفض من العدوانية، ونتيجة لذلك تستخدمه بعض السجون السويسرية التي آمنت بقدرة الألوان. 

اللون الأبيض

إذا كان للنقاء والصفاء عنوانًا، فإنه حتمًا سيُكتب باللون الأبيض، إلا إنه لون يُشكل بعض الملل في الذات.

يمنحك اللون الأبيض إحساسًا بالراحة والاطمئنان؛ لذلك هو الملبس الخاص بالطبيب.

اللون الأسود 

الأسود… لون الأناقة والاكتئاب والإنطوائية، وأوضحت إحدى الدراسات أنه يعزز السلوك العدواني؛ لذلك فهو يكثر ارتدائه مع المجرمين.


يمنحك خبراء الطاقة والألوان فرصة رائعة لتحسين شعورك الداخلي، بتخصيص وقتًا للتلوين من فترة لأخرى، كما أن بإمكانك أن تكثر من لون بعينه إذا أردت الحصول على  الإحساس المرتبط به، من خلال ارتدائه أو دهن الحوائط به أو جعله علي شاشة التليفون وأجهزة الكمبيوتر.


 عالم الألوان عالمٌ مثير، يحمل دائمًا الكثير، فما أبهى أن نحيا رحلتنا وكأنها فصل من الربيع في بستان مُمتلأ بالألوان المبهجة التي تُعلمنا دائمًا أننا قادرين على الاستمتاع بأبسط تفاصيل الحياة!