هو فعلًا مراية الحب عامية؟

هدير أحمد


من أكثر الجمل انتشارًا عن الحب “مراية الحب عامية”، حيث يقولها الناس عندما يرون شاب وسيم يحب فتاة متوسطة الجمال أو فتاة من عائلة غنية تحب شاب من أسرة متوسطة، والمعنى هو أن المحب لا يرى عيوب حبيبه وإن رآها فإنه يحبها أو يتغاضى عنها.


وأشارت دراسة إيطالية حديثة تم إجراؤها على ١٢ رجل و ١٢ امرأة كانوا واقعين في الحب لدرجة العشق إلى أن المناطق المسؤولة عن التفكير النقدي والتقييمات السلبية تتوقف عن العمل عند رؤية من نحب، وهذا تمامًا ما يحدث مع الأمهات فمهما كانت درجة سوء الأولاد فالأم تراهم أجمل الناس وأفضلهم بل تهول من ذلك وتضيف لهم من مسحات الجمال ما ليس فيهم وهذا هو ما يعبر عنه المثل الشعبي الشهير (القرد في عين أمه غزال).


ويقول أحد علماء النفس: “إننا إذا أحببنا فإننا نعتبر هذا الحبيب جزءًا من أنفسنا ونحن لا نرى عيوبنا فكيف إذن سنرى عيوب من نحبهم!”، وهذا بالضبط ما يساعد على الراحة والسعادة واستقرار العلاقات لأننا إذا رأينا عيوب محبينا سنتألم كثيرًا أما إذا تغاضينا عنها فإن ذلك يساعد على استمرار الحياة والعلاقات على أساس التقبل، أي تقبل كل طرف للأخر كما هو بلا نقد وبلا خلافات.


والعكس صحيح، فبعض العلاقات تتوتر وتنتهي بسبب عمل خلايا المخ الخاصة بالتفكير النقدي فيبدأ كل طرف بإعمال عقله ورؤية عيوب حبيبه ويبدأ الحب في التلاشي.


عمومًا، ليس من الخطأ إعمال العقل في الحب بل أنه أمر ضروري ومطلوب في أوقات كثيرة ولكن لا يجب أن يتملك منك عقلك لدرجة إنهاء العلاقة لمجرد أنك اكتشفت بعض الصفات السيئة في حبيبك، بل اجعل حبك حقيقيًا وتذكر دائمًا أن أشد علامات الحب هو القبول، والقبول الذي يعني استمرار الحب رغم كل العيوب.

قد يعجبك ايضا
اضف تعليق