الأحلام..أنواعها وكيفية حدوثها
آية علاء
تحدث العديد من الأشياء أثناء نومنا، والأحلام من ضمن تلك الأشياء، فهناك شخص يحلم بأنه سعيد وحقق كل شيء يريده، وهناك شخص آخر يحلم بأنه في عالم مخيف لا وجود له وتحدث له أشياء مرعبة، والبعض الآخر يحلم بشيء سوف يحدث له وبالفعل يتحقق الحلم، ولكن كل هذه الأحلام يمكن أن تتوقف بمجرد استيقاظ الشخص، ليجد نفسه كان يحلم.
إذًا فالحلم هو مجموعة من التخيلات والمواقف التي ليس لها معنى في العالم الواقعي تحدث للشخص أثناء نومه، وكذلك هي النشاط التفكيري الذي يكون ناتج عن تفكير الشخص في موقف أو موضوع معين لا يستطيع التعامل معه أو الهروب منه ويأتيه في شكل أحلام.
وهناك علماء يفسرون أن بعض الأحلام التي نراها والتي يظهر بها أشخاص لا نعرفهم في العالم الواقعي أو لم نختلط بهم، هم في الحقيقة شخصيات مررنا بهم في حياتنا، حتى وإن كان عن طريق الصدفة ولم يحدث بيننا وبينهم تفاعل، وبحسب كلامهم فالعقل البشري لا يستطيع تخيل أشخاص لم يرها من قبل.
وقال عالم النفس الشهير “سيجموند فرويد” إن الأحلام عادة تكون وسيلة لإشباع الرغبات والحاجات المكبوتة التي لا يستطيع الإنسان تحقيقها في عالم الواقع، فمثلًا يحلم البعض بأنهم أصبحوا أغنياء أو حصلوا على الوظائف التي يرغبونها.
واهتمت الحضارات المختلفة بالأحلام وتفسيرها، حيث كانت الحضارة السومرية تهتم بتفسير الأحلام، أما الحضارة الإغريقية القديمة، فكانت تعتبر الأحلام هبة من عند الآلهة توضح أمرًا معينًا على وشك الحدوث.
وهناك 3 أنواع من الأحلام كما جاء في الحديث النبوي الشريف، فالنوع الأول يسمى “الرؤيا” وتكون من عند الله سبحانه وتعالى، حيث يرى النائم شيئًا حسنًا سوف يحدث له أو تكون رؤيا تحذيرية من شيء سيء يمكن أن يحدث، والنوع الثاني “الكوابيس” وتكون من عمل الشيطان، حيث يصور أشياء مخيفة وسيئة ويستيقظ الشخص فزعًا، ويجب أن يستعيذ الشخص بالله من الشيطان، وليس محببًا أن يحكي الشخص عن تفاصيل الكابوس لأحد، أما النوع الثالث يسمى “حديث النفس” وهي الأشياء التي يريد الشخص تحقيقها في الواقع، ولكن لا يستطيع وفي الغالب تحدث عندما يُحدث الشخص نفسه بها خاصة قبل النوم مباشرةً.
كيف تحدث الأحلام:
يمر الإنسان قبل النوم بمرحلتين هما:
1-النعاس: ويحدث بسبب تراكم “الأدينوسين” الموجود بالجسم؛ مما يؤدي إلى انخفاض ضربات القلب وضغط الدم ومن ثم الشعور بالاسترخاء والنعاس.
2-حركة العين السريعة:
تحدث هذه المرحلة بعد النوم بـ90 دقيقة تقريبًا، حيث تقوم العين بحركة سريعة لمدة 10 دقائق أو أكثر، وتحدث بعض التغيرات تمهيدًا للدخول في النوم مثل تغير درجة الحرارة وضغط الدم والتنفس.
وأثناء حركة العين السريعة يكون الدماغ نشيطًا جدًا، ويتحكم في هذه المرحلة نظام التنشيط الشبكي الذي يمتد في دوائر في جذع الدماغ، ثم يوجد النظام الطرفي الذي يُعد مسئولًا عن العواطف التي تحدث في الأحلام، وأثناء النوم تنشط ما تسمى بـ”اللوزة الدماغية” المسئولة عن عواطف الخوف في الأحلام.
وتعتبر القشرة المخية هي المسئولة عن مضمون ومحتوى الأحلام، فهي التي تقوم بتخيل الأشخاص والمواقف والأماكن التي توجد في الحلم، كما تساعدها القشرة البصرية الموجودة في الخلف، حيث تكون نشطة وتتخيل الأحداث، أما بالنسبة للفص الجبهي فيكون أقل نشاطًا، وهو ما يفسر عدم قدرة الشخص على تذكر ما حدث بالتفصيل عندما يستيقظ.