فضل صلاة التراويح.. وسبب صلاتها في شهر رمضان
من أبرز العبادات التي يتميز بها شهر رمضان الكريم هي صلاة التراويح التي ينتظر الجميع رمضان من أجلها، والتي يبلغ عددها 11 ركعة مع الشفع والوتر، كما أن الإقبال على العبادة والاجتهاد مع الذات في المثابرة عليها من المستحبات في شهر رمضان، ولكن ماهو فضل صلاة التراويح ولماذا نؤديها.
فضل صلاة التراويح
صلاة التراويح تغفر ما تقدم من ذنب العبد، ووردت بعض الأحاديث الخاصة بالترغيب في قيام رمضان وبيان فضله، منها :
ما رواه البخاري (37) ومسلم (759) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
- (مَنْ قَامَ رَمَضَان) أَيْ قَامَ لَيَالِيَهُ مُصَلِّيًا .
- (إِيمَانًا) أَيْ تَصْدِيقًا بِوَعْدِ اللَّهِ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ .
- (وَاحْتِسَابًا) أَيْ طَلَبًا لِلْأَجْرِ لَا لِقَصْدٍ آخَرَ مِنْ رِيَاءٍ أَوْ نَحْوِهِ .
- (غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه)
جَزَمَ اِبْنُ الْمُنْذِرِ أنه يَتَنَاوَلُ الصَّغَائِرَ وَالْكَبَائِرَ، لكن قال النووي: الْمَعْرُوف عِنْد الْفُقَهَاء أَنَّ هَذَا مُخْتَصّ بِغُفْرَانِ الصَّغَائِر دُون الْكَبَائِر. قَالَ بَعْضهمْ: وَيَجُوز أَنْ يُخَفِّف مِنْ الْكَبَائِر مَا لَمْ يُصَادِف صَغِيرَة اهـ من فتح الباري .
كما أن قيام الليل وصلاة التراويح في جماعة لها من الأجر قيام ليلة كاملة، وروى الترمذي (806) عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
واتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى اِسْتِحْبَاب صَلاة التَّرَاوِيح، وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الأَفْضَل صَلاتهَا مُنْفَرِدًا فِي بَيْته أَمْ فِي جَمَاعَة فِي الْمَسْجِد؟ فَقَالَ الشَّافِعِيّ وَجُمْهُور أَصْحَابه وَأَبُو حَنِيفَة وَأَحْمَد وَبَعْض الْمَالِكِيَّة وَغَيْرهمْ: الأَفْضَل صَلاتهَا جَمَاعَة كَمَا فَعَلَهُ عُمَر بْن الْخَطَّاب وَالصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ، وَاسْتَمَرَّ عَمَل الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ”.
لماذا نصلي صلاة التراويح
- أول من صلى صلاة التراويح هو رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يقر فيها رأيًا خوفًا أن تتحول إلى فرض عين في رمضان- كما ذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري.
- واستمر المسلمون يصلوها في عهد النبي ومن بعده، حتى في عهد أبي بكر كان يصليها كل منهم على حدة بمفرده، حتى عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجمعهم كلهم لأدائها في المسجد مع إمام واحد.
- روى البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع -أي جماعات متفرقة يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط – الجماعة من الرجال- فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب. ثم خرج معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها، أفضل من التي يقومون-يريد أخر الليل-، وكان الناس يقومون أوله.
- وروى سعيد بن منصور في سننه “أن عمر رضي الله عنه جمع الناس على أبيّ بن كعب، فكان يصلي بالرجال، وكان تميم الداري يصلي بالنساء، وأما عدد ركعات صلاة التراويح فلم يثبت في تحديد عدد ركعات صلاة التراويح شيئا عن الرسول ولكن يتفق أغلب الناس على صلاتها 11 ركعة.