كل ما يخص متلازمة ستوكهولم والشخصية السيكوباتية

نوران مصطفى
يتجه المجتمع لتطبيع العادات المنتشرة لتصبح مع مرور الوقت من سمات ثقافته، وسواء كانت هذه العادات تتسم بالخطأ أو الصحة فيقوم الناس باتباعها، فإن كانت سليمة وذات منطق فهنيئًا للمجتمع، وإن كانت عكس ذلك فخاب وخسر ذلك المجتمع، وللأسف عدد المنساقين خلف تلك العادات يتزايد تحت شعار “هذا ما وجدنا عليه آباءنا”، ومن ثم يصبح الأمر من الموروثات والمسلمات حتى وإن ثبت ضررها، ومع التطبيع وضغط المجتمع يتحول الأفراد إلى مرددين لشعارات دون وعي إن كانت هذه الشعارات تدل على الأذى أم الصلاح، حتى الضحية ستسير في نفس القطيع لتصبح من المصابين أو المتأثرين بمرض متلازمة ستوكهولم.

متى بدأت متلازمة ستوكهولم

في البداية متلازمة ستوكهولم تعرف كمرض نفسي، عندما يتعلق الإنسان بالجاني ويتعاطف معه، حتى أنه يحاول اختلاق أعذار والتحريف في المنطق ليتماشى مع تصرفات هذا الجاني، وبدأ هذا الأمر في ستوكهولم بالسويد في إحدى البنوك حيث تمت عملية سطو عليه من قبل عصابة، وقد تم احتجاز جميع من في البنك لمدة 6 أيام، وفي هذه الفترة نشأت علاقة وطيدة بين أفراد العصابة والرهائن، حتى أن الرهائن ساعدوا أفراد العصابة في الضغط على الشرطة لتنفيذ متطلباتهم، بسبب وقوع الرهائن في حب أفراد العصابة.

بداية متلازمة ستوكهولم
بداية متلازمة ستوكهولم

متلازمة ستوكهولم وغياب المنطق

على الرغم من غياب حجة الإقناع في هذه الحالة من الأمراض أو الاضطرابات النفسية، إلا أن المتأثرين بهذه الحالة يدافعون عن تصرفاتهم ومشاعرهم باستماتة، فالغريب أن يعجب أحد بشخصية سيكوباتية -كما يلقبها البعض- تحاول أن تؤذي مشاعر الغير وربما تودي بهم، ولكنه يحدث وبكثرة في كل أنحاء العالم، لا نتعاطف مع الظالم أو الجاني فحسب بل ندافع عن قضيته وتتحول معه من رهائن أو مختلفين في الرأي إلى شخصية واحدة في جسدين مختلفين.

من نماذج التأثر بمتلازمة ستوكهولم

بخلاف الرهائن الأربعة بالسويد أصحاب القصة الأشهر، فهناك من تعرضوا لما هو أكبر وأفظع مثل:

  • ناتاشا كامبوش

ناتاشا تم اختطافها وهي في العاشرة من العمر، تعرضت للتعذيب المتكرر على مدار 8 سنوات حتى استطاعت الفرار أخيرًا، وخضعت لعلاج نفسي طويل ثم نشرت كتابها “3096 يومًا” تشرح فيه معاناتها طوال سنوات اختطافها، وعندما علمت بانتحار مختطفها حزنت بشدة حتى أنها -بشهادة المقربين- أشعلت له شمعة.

ناتاشا كامبوش
ناتاشا كامبوش

أما النماذج التي نراها كل يوم هي تلك التي تدافع باستماتة عمن يغتصبون حقوقهم، نراهم في من يهاجمون المرأة التي تطالب بتشديد عقوبة المتحرشين، ونراهم في من يتعاطفون مع الشخصيات السامة في حياتهم رغم الإيذاء المباشر، نراهم طوال الوقت دون أن يشعروا بهذا التحول، وستظل متلازمة ستوكهولم هي المفر والتفسير الوحيد الذي يخضع للمنطق -نوعًا ما- لأغلب ما يجري.

اضف تعليق