18 عام على رحيل ناظر الكوميديا المصرية علاء ولي الدين

نوران مصطفى
صاحب الروح الخفيفة والوجه البريء، لا تملك إلا أن تحبه منذ أن تراه، ذو الطلة الهادئة والنفس المتواضعة بشهادة كل من عرفوه، فكان مئذنة سبحة الأصدقاء وجامعهم،مر على رحيل ناظر الكوميديا علاء ولي الدين 18 عامًا ومازال كل معارفه وأصدقائه وجمهوره يذكرونه بالخير و يترحمون عليه، ترك سيرة طيبة دامت بعد وفاته.

بداية علاء ولي الدين نجم الكوميديا

في سبتمبر عام1963 ولد الناظر -كما كانت شهرته من أشهر أفلامه- بمحافظة المنيا، احب التمثيل والظهور على الشاشة وورث النوعية من والده سمير ولي الدين الذي شارك معه في بعض العروض في صغره،حصل على بكالوريوس التجارة عام 1985 وقرر الاتجاه للفن لكن دون جدوى، فكانت كل الأبواب تغلق أمامه بالمرصاد، حيث تم رفضه من معهد الفنون المسرحية بسبب زيادة وزنه، وعلى حد قوله أنه كان فقيرًا في هذه الفترة لكنه لم يفتقر أبدًا للعزيمة أو الإصرار، ولذلك وبعد رفضه من معهد الفنون المسرحية، جاء النبأ السار فقد قرر المخرج نور الدمرداش أن يساعد ذلك الفتى الذي تم رفضه واصطحبه للعمل معه كمساعد مخرج، وكانت هذه أولى الخطوات الحقيقية في مسيرته، وتوالت بعدها الفرص.

لم الشمل من اختصاص الناظر

علاء ولي الدين لم يكن مجرد صديق أو أخ لمن حوله بل كان عائلة كاملة، صاحب الحس الفكاهي الخفيف والشعور القوي بالمسؤولية في آنٍ واحد، حتى أنه كان يعمل كفرد أمن لأحد الفنادق أثناء دراسته لمساعدة أسرته ماليًا، وتقديرًا من الأسرة كلها له أوصى والده قبل وفاته الجميع أن يشجعون على أن يقدم على خطوة التمثيل وقد كان، وبشهادة أخوته كان الراحل هو الأب والأخ والصديق الصادق وصاحب التوجيه اللين، مستمع جيد لمن يحدثه، و محلل ممتاز للمشكلات، وهو من يجتمع الأحباب جميعهم حين يدعوهم، حيث ذكر كلٍ من أشرف عبدالباقي وهنيدي وكريم عبدالعزيز: “علاء كان هو اللي بيجمعنا واتفرقنا من بعده”، وأكد على ذلك أفراد من عائلة ولي الدين الذين كانوا على صلة قوية بأصدقائه.

الجانب الروحاني في حياة علاء ولي الدين

عُرف عن علاء ولي الدين أنه كان عبدًا ورعًا.. يلتزم بورده اليومي من القرآن وصلواته مهما كان منشغلًا، وكان يذكر الموت كثيرًا معللًا أن الإنسان في رحلة وستنقطع في أي لحظة وعليه الإستعداد في كل لحظة، و يذكر شقيقه أنه كان يعتمر كثيرًا ويصحب أمه معه كل مرة، وفي أخر عمرة له قبل وفاته بأقل من شهر، أحضر معه مسكًا وترابًا من البقيع وأخبر أهله أو أوصاهم بأن يغسلون بهذا المسك بعد وفاته وأن يقوموا بوضع تراب البقيع تحت رأسه، وبالفعل يوم 11 من شهر فبراير عام 2003 الموافق أول أيام عيد الأضحى المبارك توفى الناظر، وترك خلفه رصيد من الإنجازات الفنية والإنسانية وأثرًا طيبًا في كل من عرفه.

علاء ولي الدين
علاء ولي الدين
اضف تعليق