العلاج الوهمي بين الحقيقة والخيال..ما لا تعرفه عن العلاج بالإيحاء

هل مر عليك موقف في يوم من الأيام أنك تناولت دواء لعلاج ألم ما في جسدك، وبالفعل شفيت من ذلك الألم ولكنك اكتشفت أنك تناولت دواء خاطئ ليس له علاقة بالألم الذي كنت تشعر به، ولكنك في تلك الحالة شفيت بالوهم وليس بفعل الدواء وهو ما يعرف باسم العلاج الوهمي.

العلاج الوهمي:

«البلاسيبو» «placebo» كلمة تعني «I shall please» أو «سأتحسن» أو “الدواءَ بالغُفْلة” أو “الدواءَ الوهمي” أو “العلاج بالوهم” أو “العلاج بالإيحاء” أو “العلاج المُمَوَّه” أو “العلاج الإرضائيّ” أو “العلاج الرمزي”
هو العلاج بأدوية لا تحتوي على مادةً فعالةً أو أي عناصر علاجية. وهو ظاهرة نفسية عصبية ، لها تأثير حقيقي وملموس في دماغ المريض.

دور الوهم في العلاج الوهمي أو العلاج بالإيحاء:

فالوهم يلعب دورًا كبيرًا في شفاء كثير من الحالات، عن طريق إحداث تغييرات في العمليات الكيميائية في المخ، ونجد أن مرضى تحسنوا نتيجة اعتقادهم أو إيمانهم بأنهم في طريقهم للتحسن، وبذلك أرسل العقل إشارات إلى الجسد يجهزه للتحسن، ثم يحدث أن يستجيب الجسد لتلك الإشارات، وتتحفز الخلايا فيحدث تغييرًا فعليًا كيميائيًا.

تاريخ العلاج الوهمي:

  • العلاج الوهمي يستخدم قبل تقنيات الطب الحديث وآلياته، وكان يمارس بأشكال وطرق بدائية مختلفة، تساعد في شفاء المرضى لقوة اعتقادهم وتوقعهم الشفاء، مثل: (الخلطات العشبية، والعلاج بالنار لطرد الأرواح الشريرة من جسد المريض).
  • مجرد رؤية المريض للمعطف الأبيض للطبيب، أو دخوله للمستشفى، أو تنشقه لرائحة المطهرات المميزة في المستشفيات كفيلة بإشعاره بنوع من التحسن.
  • يشيع استخدام الأدوية الوهمية في التجارب الطبية لاختبار مقدار كفاءة الأدوية الجديدة، وذلك بإعطاء مجموعة من المرضى الدواء المراد دراسة تأثيره، ومجموعة أخرى دواءً لا يحتوي على أي مواد علاجية فعالة، وتحديد فعالية الدواء المدروس بمقارنة نتائجه مع نتائج العلاج الوهمي، إذ ينبغي أن تكون نتائجه أفضل من نتائج الأخير.

وهناك نوع آخر وهو الجراحة الوهمية:

وهي جراحة “اللاشيء”وهي إجراء العمليات الجراحية الوهمية، عمليات جراحية كاذبة، التي ابتكرها أطباء ولاية تكساس.
وتتمثل في تخدير المريض وتهيئته نفسيًا لعملية جراحية حقيقة، وكل ما يحدث هو تخدير المريض وإحداث جرح بسيط بالمكان المراد علاجه ثم خياطته دون فعل أي شيء، والمدهش هو شفاء كثير من المرضى.

العوامل المؤثرة على المادة غير الفعالةِ في العلاج الوهمي :

  1. مدى إيمان الشخص بفعالية الدواء الذي يتعاطاه، كلما كانت توقعاتُ المريض كبيرة بشأن عمل الدواء، كان مفعولُه أكبر.
  2. قناعته من تجارب من حوله مع هذا الدواء.
  3. حجمُ الدواءِ، فكلما كان حجمُ حبةِ الدواء مثلًا أكبر كان تأثيرها أكبر، وحبتان تؤثران أكثر من حبة واحدة.
  4. الحبوبُ ذاتُ اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي ذاتُ تأثيرٍ منبه، والحبوب ذات اللون الأزرق والأخضر ذات تأثيرٍ مهدئ.
  5. إذا كان الدواء غالي الثمن، أو من شركة دوائية مشهورة، فإن تأثيره سيكون أكبر.
  6. تأثير الكبسولة أكثر من الحبة، والحقنة أفضل من الكبسولة، والجراحة الوهمية أفضل من الحقنة.

بعض المخاطر لتناول دواء ذات مادة خاملة :

عندما يتلقى مريض مادة خاملة ذات تأثير سلبي وأعراض متفاقمة، والنتيجة ليست من المادة نفسها، ولكن من التوقعات السلبية حول العلاج.
وبعض الدراسات تؤكد وجود تأثيرات جانبية للحبوب الوهمية التي يتعاطها المرضى مثل: القيء والغثيان وتشنجات المعدة ومشاكل الهضم.
المرضى الذين يُعطَون البلاسيبو على أنه دواءٌ منبه، يزداد لديهم معدلُ ضرباتِ القلب ويرتفع الضغط ويزداد معدل تفاعلات الجسم، والذين يعطون البلاسيبو على أنه دواء منوم يحدث لديهم العكس.

اضف تعليق