طريق رأس الرجاء الصالح ومحاولات اكتشافه
اشتهر عن المسلمين العرب قديمًا خبرتهم و معرفتهم بالتجارة وبالتالي أتقنوا العلوم التي تساعدهم في رحلاتهم، وعلم الجغرافيا كان من العلوم الضرورية عندهم، فمعرفة تضاريس وأحوال البلد التي تذهب إليه ضرورة، ومع انتشار الإسلام في البلدان أصبح من الطبيعي على أي قافلة تجارية أن تمر على دولة أو عدة دول إسلامية أثناء رحلتها الأمر الذي أثار انزعاج الأوروبيين، وفي القرن الـ15 قرر البرتغاليون خوض رحلة طويلة لاكتشاف طريق جديد لا يضطرون المرور من خلال البلاد الإسلامية أو طريق الحرير كما كان معروف آن ذاك، لكن المحاولات استمرت لسنوات طوال حتى تم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح.
أول أوروبي يصل لطريق رأس الرجاء الصالح
محاولات البرتغاليين كانت كثيرة، ولكن المحاولة الفعالة قام بها المستكشف البرتغالي بارتولو دياز، وقد كلفه الملك جواو الثاني بالقيام برحلة استكشافية حول قارة أفريقيا عام 1486م كممر تجاري بديل لطريق الحرير، وبعد عامين قد وصل لأقصى منطقة في جنوب أفريقيا ولكنه لم يستطع أن يكمل نظرًا العواصف الشديدة وأسماها برأس العواصف وبعد عودته أخبره أشار عليه الملك أن يسميها بطريق رأس الرجاء الصالح وتوالت الاستكشافات بعد ذلك لكن دون تحقيق نجاح ملموس.
المحاولة الناجحة لاكتشاف الطريق
في عهد الملك مانويل الأول تم تكليف عدد من البحارة لإكمال مسيرة الاستكشافات البرتغالية، وتم تكليف فاسكو دا غاما لقيادة الحملة الاستكشافية خلفًا لوالده استيفادو دا غاما بعد وفاته، فاستعان فاسكو بالمستكشف الجغرافي المسلم ابن ماجد فقد كان المسلمون يعرفون بوجود هذا الطريق حول القارة الأفريقية لكنه كان أطول من طريق الحرير ومحفوف بالمخاطر المجهولة، واستطاع فاسكو أن يصل لأولى وجهازه و هي موزمبيق، وبعدها وصل للهند والتي اعتبرت اكتشاف هائل للبرتغاليين، فهي كانت كما قال الملك مانويل حينما كلف فاسكو بالحملة “عليك أن تجد لي أرض مسيحية وفتح أسواقها للبرتغاليين” وقد كان، وعاد فاسكو للبرتغال بعد أن ترك بعض المستكشفين بالهند مع البضائع التي تركها كضمان لاتفاق التجارة بين الهند والبرتغال، وإلى اليوم معروف عن البرتغاليين استكشافاتهم الجغرافية خاصةً طريق رأس الرجاء الصالح والعدائية في آنٍ واحد.