لوحة سيدة المطر ولوحة الصرخة..تعرَّف على أبرز اللوحات الغامضة في التاريخ
نورا نادي
انتشر الرسم بكثرة على مدار التاريخ خاصةً في القرون الخمسة الأخيرة، إذ نبغ العديد من الرسَّامون واشتهروا بلوحاتهم العظيمة التي كانت ولازالت من أشهر الأعمال في التاريخ، كما فسَّرت العديد من لوحاتهم جزءًا ليس بضئيل عن حياة كل واحدٍ منهم فكانت كل لوحة بمثابة مرآة لهم في مرحلة ما من حياتهم، ويوجد عدد من اللوحات التي عُرف عنها اتسامها بالغموض منذ اللحظة الأولى من عرضها على الناس، وفي هذا الموضوع سنُطلعكم على 5 من أبرز اللوحات الغامضة على مر العصور.
أكثر اللوحات الغامضة حول العالم
1. لوحة الأيدي تقاومه The Hands Resist Him:
قام برسم هذه اللوحة الفنان بيل ستونهم عام 1972 بعد أن طلبت منه إحدى المعارض الفنية رسم لوحة لهم، تُعبر اللوحة عن الفنان ستونهم نفسه في سن الخامسة وقد ظهرت عليه علامات الخوف والحزن، وإلى جانبه تقف دُمية تُهدده بشيء يشبه المُسدس وتحاول أن تُرسله إلى عالم المُستحيلات المُظلم خلفه حيث تظهر أيادي غامضة تطِل من الظلام، على الرغم من تحقيق اللوحة نجاحًا عظيمًا في بادئ الأمر إلا أن العديد من الناس بعدها أعربوا عن وجود شيء غامض ومُخيف داخل خطوط اللوحة، هناك من قال أنه يشعر بالغثيان وعدم الراحة أثناء النظر إليها وهناك من أكد أنه رأى الولد يحاول الخروج من اللوحة ليلًا ولكن الدُمية كانت تُرجعه بالقوة، هذا غير سلسلة الوفيات التي حدثت لأكثر من شخص بعد أن تعامل معها بفترة وجيزة، ومنها صاحب المعرض الذي عُرضت فيه اللوحة إذ تُوفي من بعد عرضها بأقل من سنة، كما تُوفي أحد النقاد أثناء تفقده للوحة وكتابة نقده عليها وكان يُدعى “سلديس”، وتُوفي رجل آخر كان قد اشترى اللوحة يُدعى “جون مارلي” وكان ذلك أيضًا بعد شراء اللوحة بأقل من سنة.
2. من اللوحات الغامضة لوحة الصرخة The Scream:
رسَم هذه اللوحة الفنان النرويجي “إدفارد مونك” عام 1893وكانت فكرة اللوحة مُستوحاة من لحظة غروب أثناء سيره مع اثنين من أصدقائه، وكان تعليقه على اللوحة “كنت أمشي في الطريق بصُحبة صديقين، وكانت الشمس تميل نحو الغروب، عندما غمَرَني شعور مُباغت بالحزن والكآبة، وفجأة تحوَّلت السماء إلى لون أحمر بلون الدم. توقفت وأسندت ظهري إلى القُضبان الحديدية من فُرط إحساسي بالإنهاك والتعب، واصل الصديقان مشيهما ووقفت هناك أرتجف من شدة الخوف الذي لا أدري سببه أو مصدره، وفجأة سمعت صوت صرخة عظيمة تردد صداها طويلاً عبر الطبيعة المجاورة” وتُظهر اللوحة وجه مذعور وعيون جاحظة، وبالفعل تستطيع أن تسمع صرخة مُدوية فقط من خلال النظر إلى اللوحة، هي الصرخة التي شغلت العديد من النقاد وقد اتفق العديد منهم على أن الصرخة ليست نابعة من الشخص الماثل نفسه، بل هي صرخة الطبيعة التي سمعها مونك داخل نفسه في لحظة ذعر لا يدري مصدره.
3. لوحة الرجل مقطوع الرأس The Headless Man:
رسمت هذه اللوحة الفنانة “لورا بي” في عام 1990 وكانت تعمل وقتها رسَّامة لأحد المعارض، وكانت طبيعة عملها أن تقوم بتحويل الصور الفوتوغرافية إلى لوحات فنية، وفي يوم أتى إليها عبر البريد صورة لعربة قديمة يقف بجانبها رجل مقطوع الرأس ولم تعرف مصدر هذا البريد ولكن بدأت رسمها على أي حال، والغريب أن أحدًا لم يُرد شراء اللوحة بعدها، بل وقد شكا زملائها في العمل من أن اللوحة لا تثبت على الحائط مهما حاولوا تثبيتها بالمسامير، كما أنها كانت تصيبهم بنوع من الاكتئاب والذعر وما إن أتت بها لورا إلى المنزل حتى اشتكت عائلتها من سماع أصوات غريبة صادرة من اللوحة بل وأكَّد والدها أنه رأى شخصًا مقطوع الرأس من خلال الشرفة، والوحيدة التي سخرت من تلك التعليقات كانت صديقة لورا والتي ما إن عادت إلى المنزل بعد زيارة لورا حتى سقطت عليها ساعة كبيرة عتيقة تسبَّبت في موتها، ولا أحد يعلم أين اختفت اللوحة إلى الآن!
4. الموناليزا Monalisa من اللوحات الغامضة:
لوحة الموناليزا التي رسَمها أيقونة الفن الإيطالي “ليوناردو دافنشي” وانتهى منها في عام 1519 وتُعد لوحة الموناليزا من أشهر اللوحات الغامضة الفنية في التاريخ إن لم تكن أشهرها، وأكثر اللوحات كتابةً عنها وزيارةً لها في متحف اللوفر في فرنسا، ويكمُن السر وراء غرابة اللوحة هو تلك الابتسامة التي تحمل وراءها مزيجًا من السعادة والحزن في آنٍ واحد، كما تظهر العينان الضيقتان تتبعان المشهد حتى مع تحريك اللوحة، وقد قيل أن السيدة الماثلة في اللوحة كانت تُعاني من قصور في الغُدة الدرقية وهو الذي يفسر اصفرار البشرة وتوَّرُم العُنق، وعلى الرغم من الاختلاف حول هوية الفتاة في اللوحة إلا أن الرأي الذي أجمع عليه عدد كبير من النُقَّاد هو أن الفتاة هي “ليزا ديل جوكوندو” وهي فتاة كانت من عائلة نبيلة في إيطاليا ولا يُعرف عن حياتها سوى أقل القليل.
5. لوحة سيدة المطر The Rain Woman:
تُعد هذه اللوحة من أكثر اللوحات غموضًا من بين العديد من اللوحات، بل وأكثرها رُعبًا إلى حدٍ ما، قامت برَسمها الفنانة الأوكرانية “سيفتلانا تليتس”، وقد بدأت غرابة اللوحة حتى من قبل رسمها إذ أكَّدت تليتس أنها دُفعت لرسمها من قِبَل شخص ما لا تعرفه وكان هذا ما قالته: “شعرت دائمًا أن شخصًا ما كان يراقبني. كنت دائما أُخرج مثل هذه الأفكار بعيدًا. ثم، ذات يوم، بالمناسبة لم يكن يومًا مُمطرًا على الإطلاق، كنت جالسةً أمام قماش فارغ وفكرت في ما يمكنني رسمه. فجأة رأيت ملامح المرأة بوضوح. وجهها وألوانها وظلالها، رأيت كل تفاصيل الصورة. بدأت في رسمها، كما لو أن شخصًا ما دفع يدي فوق الورقة. في الساعات الجميلة تمكنت من إنهائها.”
ثم بيعت اللوحة وكل من قام بشرائها قد أعادها من جديد إلى صاحبتها، منهم من قال أنه كان يشعر بوجود شخص بجانبه طوال الوقت ومنهم من أكَّد أنه ظل يحلُم بالسيدة الماثلة في اللوحة وكان التعليق الأغرب من بين ما قيل عن اللوحة هو تعليق سيفتلانا نفسها إذ قالت أن لكل لوحة شخص ولدت له، وهي متأكدة من أن هناك من يبحث عن سيدة المطر مثلما تبحث هي عنه.