في ذكرى ميلاده.. تعرف على مسيرة المخرج يوسف شاهين
منة مدحت
يصادف اليوم ذكرى ميلاد المخرج يوسف شاهين، الذي يتميز بذوقه الخاص في كل أعماله، حيث كانت أعماله دائمًا مثيرة للجدل وبالرغم من ذلك وصلت للعالمية.
ولد يوسف شاهين عام 1926 في زحلة بلبنان لأسرة مسيحية كاثوليكية من الطبقة الوسطى، نشأت الأسرة في لبنان، ثم انتقلت للعيش في الإسكندرية، كان الأب من شرق لبنان، والأم كانت من أصل يوناني.
اجتهد وكافح في تعليمه، التحق بالمدرسة الفرنسية الإسكندرية، ثم حصل على الشهادة الثانوية من كلية فيكتوريا الثانوية وهي في الأصل مدرسة خاصة، ثم اتجه للولايات المتحدة بعد تخرجه منها في 1946 في “باسدينا”وهو معهد يدرس فنون المسرح بكاليفورنيا ومضى سنتين هناك.
بدأ رحلته في صنع الأفلام، وذلك بعد رجوعه من كاليفورنيا، والذي ساعده على ذلك المصور السينمائي”ألڤيزي أورفينللي” بعد أن كان شاهين المصور المساعد له.
قدم مسرحيتين منهم “كاليجولا” التي حققت نجاحًا ملحوظًا، وكان أول عمل أخرجه هو” بابا أمين” بطولة فاتن حمامة عام 1950، ثم “ابن النيل” مع فاتن حمامة أيضاً عام 1951 والذي شارك به في مهرجان كان، ثم قدم عمر الشريف لأول مرة في فيلم”صراع في الوادي” عام 1954، وقدم أيضاً قصة المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد في فيلم”جميلة”عام 1958.
ولم يكتفِ بذلك بل قدم العديد من الأفلام التي تتحدث عن حياته الشخصية منها “إسكندرية ليه؟، حدوتة مصرية، إسكندرية كمان وكمان، إسكندرية-نيويورك”، كما أنه أحب التمثيل، ظهر كممثل وشارك في العديد من الأفلام منها “باب الحديد ، إسكندرية كمان وكمان”.
ونال العديد من الجوائز أشهرها “جائزة التانيت الذهبية”من مهرجان قرطاچ في تونس عام 1970، وجائزة “الدب الفضي” في برلين عن فيلمه “إسكندرية ليه؟” عام 1978، وحصل على جائزة أفضل تصوير بمهرجان القاهرة السينمائي لنفس الفيلم عام 1979، وجائزة “اليوبيل الذهبي” في مهرجان كان عام 1997 عن مجمل أعماله، ثم حصل على جائزتين “إنجاز العمر”، “فرانسوا شاليه” أيضاً لنفس المهرجان عن فيلمه “الآخر”عام 1999، وحصل أيضاً على جائزة اليونسكو عن فيلم “11 سبتمبر” عام 2003 في مهرجان فينيسيا السينمائي، ومنح مرتبة ضابط في لجنة الشرف في فرنسا عام 2006.
تعد أفلامه من أفضل 100 فيلم في القرن العشرين، وبلغ رصيده الفني ما يقرب من 40 فيلمًا حيث بدأت مسيرته الفنية الكبيرة في الفترة من عام 1950 حتى انتهت عام 2007 بفيلم”هي فوضى” ويعد ذلك أخر أعماله، حتى توفى نتيجة نزيف دموي بالمخ في مستشفى المعادي العسكري، في يوم الأحد 27 يوليو عام 2008 عن عمر ناهز 82 عامًا، ودفن في مقابر عائلته بالإسكندرية، تاركًا إبداعه وعبقريته وبصمته الفنية التي كان لها تأثير كبير في السينما المصرية.