منها سوء استخدام الكافيين..تعرف على أبرز أسباب الإرهاق والتعب
نورا نادي
تُعد مشكلة الشعور الدائم بالإرهاق والتعب هي إحدى المشكلات التي تواجه العديد منا هذه الأيام خاصةً بين الفئة العمرية الصغيرة، على الرغم من أن هذه الفترة من حياة الإنسان من المُفترَض أن تكون أكثر نشاطًا وأقل إرهاقًا، وقد أُقيمت العديد من الأبحاث لدراسة هذه الظاهرة المُنتشرة والتعرُّف على أهم أسباب الإرهاق والتعب ، وفي هذا الموضوع سيتم طرح أهم ما توصلت إليه الأبحاث والدراسات.
أبرز أسباب الإرهاق والتعب
1. اضطراب النوم:
يُعد اضطراب النوم واحدًا من أهم المشكلات التي تواجه العديد منا، والمقصود هنا ليس فقط النوم لعدد ساعات أقل من المطلوب، بل وأيضًا الإفراط في النوم، ومن أسباب اضطراب النوم:
-
سوء استخدام الكافيين:
العديد ممن درسوا تأثير الكافيين على الجسم يعتقدون أن عدد الساعات التي يستمر بها تأثير الكافيين في الجسم هي 7-5 ساعات، فكم سمعنا من نصائح تحُث على عدم تناول أي مشروب يحتوي على الكافيين بعد الساعة الرابعة أو الخامسة مساءً وذلك للاستمتاع بنوم هادئ أثناء الليل، ولكن الغريب في الأمر هو أن مادة الكافيين تدوم في الجسم ضِعْف عدد هذه الساعات، والحقيقة أن 7-5 ساعات هو نصف عمر الكافيين في الجسم (Half lifetime)، أي بعد مرور 7-5 ساعات من تناول الكافيين تكون نصف كمية الكافيين لا تزال في الجسم ما يعني أنك بحاجة إلى 10-14 ساعة للتخلص كليةً من الكافيين، والمطلوب هنا ليس الامتناع الكامل عن شرب المُنبهات، بل عليك فقط تجنُّب شرب أي مشروب يحتوي على نسبة من الكافيين بعد الساعة 12 ظهرًا، بذلك تستطيع ضمان نوم هادئ في الليل وشعور بالنشاط في اليوم المُقبل.
-
إهمال الساعة البيولوجية:
الساعة البيولوجية هي بمثابة ساعة داخلية تُخبر العقل إذا كان الوقت نهارًا أم ليلًا كما أنها تربُط ذلك بطاقة الإنسان، فتمد الجسم بالطاقة أثناء النهار وتقلل من طاقة الجسم أثناء الليل، ولأن ضوء الشمس يلعب دورًا هامًا في كفاءة الساعة البيولوجية لذا فاعتدنا سماع العديد من النصائح حول أهمية عدم النظر في شاشة الهاتف قبل النوم، وذلك لأن النظر إلى الضوء الأزرق المُنبعث من الهاتف يوهم العقل بأن الوقت لا يزال نهارًا فيمد الجسم بالطاقة التي تجعل النوم مضطربًا، لذا فينبغي على الشخص التقليل من نسبة ضوء الهاتف في فترة الليل وعدم الإمساك بالهاتف نهائيًا في الفراش، بذلك يستطيع جسمك إفراز هرمون الميلاتونين بكميات كبيرة أثناء الليل وهو ما يساعد على الهدوء والاسترخاء ليلًا.
2. عدم مُمارسة الرياضة:
إن الجلوس لفترات طويلة أثناء المذاكرة أو الكتابة أو العمل يُعد من أهم مُسببات الإرهاق والتعب، إذ إن العديد منا لا يمارس حتى رياضة المشي خلال اليوم، بل ومنا من يعتقد أن ممارسة الرياضة في الصباح الباكر يُرهق الجسم باقي اليوم، ولكن في الحقيقة العكس هو الصحيح، إذ إن ممارسة التمارين الرياضية حتى وإن كانت المشي في بداية اليوم تُقلل من الاحساس بالإرهاق والتعب في فترة العصر التي يشعر خلالها العديد منا بالخمول والإرهاق، ويميل البعض إلى اللجوء لقيلولة، ما يؤثر بدوره على كفاءة النوم أثناء الليل، لذا فحاول الخروج للتمشية لنصف ساعة فقط في الصباح الباكر يوميًا، كما ينبغي عليك تجنُّب الجلوس لفترة تتعدى الساعة أو الساعتين في أقصى الأحوال.
3. عدم الاهتمام بالنظام الغذائي:
تكمُن هذه المشكلة في عدم الاهتمام بالنصائح الأساسية التي غالبًا يعرفها الجميع وليس في جهلنا ما يجب أن نفعل، فمن منا لا يعلم أنه أمر أساسي شُرب ما لا يقل عن 8-7 أكواب من الماء يوميًا وعلى الرغم من ذلك قلَّما تجد من يواظب على شُرب كميات كافية من المياه، ومن منا لا يعلم أن تناول السُكَّريات مُضِر بالصحة وسيؤدي حتمًا إلى مشاكل صحية نحن في غنى عنها، ومع ذلك العديد منا يستبدل تناول الحلويات بالخضار والفاكهة يوميًا.
الجدير بالذكر في النهاية هو أن الاهتمام بالثلاثة نواحي جُملةً واحدة هو أهم ما في الأمر وليس ناحية أو إثنين فقط، فإذا أنت اهتممت بالنظام الغذائي وأهملت النوم والرياضة سيظل الشعور بالإرهاق والتعب مُلازمًا لك، لذا فينبغي عليك الاهتمام بالغذاء مدعومًا بالاهتمام بالرياضة فبالإضافة إلى النوم، قد يتضح أن الأمر بديهي وعادي، وهذه هي الحقيقة عزيزي القارئ، فالأمر لا يحتاج إلى حل سحري لكي تنعُم بالطاقة، كل ما في الأمر هو اهتمام بما هو أساسي من نوم ورياضة ونظام غذائي سليم، فذلك من شأنه أن يعلّي من إنتاجية الجسم ونشاطه بكل تأكيد.