دار الإفتاء: مساعدة الفقراء وعلاج المرضى أكثر ثوابًا من الحج والعمرة
رانيا عبداللطيف
ردت دار الإفتاء المصرية على سؤال أحد متابعي صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، جاء نصه :”هل مساعدة الفقراء والمحتاجين أَولى من نافلة الحج والعمرة؟”.
قالت دار الإفتاء :”في هذا العصر الذي اشتدت فيه الحاجات، نُفتي بأن كفاية الفقراء، المحتاجين، علاج المرضى، سد ديون الغارمين، غيرها من وجوه تفريج كرب الناس، مقدَّمة على نافلة الحج والعمرة، وأكثر ثوابًا منها، وهذا هو الذي اتفق عليه علماء الأمة، وأنه يجب على أغنياء المسلمين القيام بفرض كفاية دفع الفاقات عن أصحاب الحاجات، كما أن تقديم سد حاجات المحتاجين على التطوع بالحج أو العمرة، يُنيل فاعلها ثواب الأمرين معًا.”
أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن جماعة من الفقهاء نصوا على أنه إذا تعينت المواساة في حالة المجاعة وازدياد الحاجة على مريد حج الفريضة، فإنه يجب عليه تقديمها على الحج، للاتفاق على وجوب المواساة حينئذٍ على الفور، بخلاف الحج الذي اختلف في كونه واجبًا على الفور أو التراخي.
دللت الإفتاء على ذلك، بما روي عن ابن عباس -رضي الله عنه-: سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الأعمال إلى الله تعالى؟ فقال: “مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُورًا، إِمَّا أَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ، وَإِمَّا قَضَى عَنْهُ دَيْنًا، وَإِمَّا يُنَفِّسُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرَبَ الْآخِرَةِ، وَمَنْ أَنْظَرَ مُوسِرًا أَوْ تَجَاوَزَ عَنْ مُعْسِرٍ ظَلَّهُ اللهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي نَاحِيَةِ الْقَرْيَةِ لِتَثبت حَاجَته، ثَبَّتَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامُ، وَلَأَنْ يَمْشِيَ أَحَدُكُمْ مَعَ أَخِيهِ فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ أَفْضَلُ مِنْ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِي هَذَا شَهْرَيْنِ -وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ”