ما لا تعرفه عن دار الأوبرا المصرية

من منا لم يمُر بدار الأوبرا المصرية في أرض الجزيرة بالقاهرة ومن منا لم يُعجب بهذا الصرح العظيم الذي يُعد واحدًا من الروائع الأثرية في مصر والتي أنشأتها اليابان كمنحة لمصر على التراث الإسلامي، ولكن القليل منا يعلم أن دار الأوبرا المصرية قد أُنشأت كبديل عن دار الأوبرا الخديوية العتيقة التي بُنيت في عهد الخديوي إسماعيل واحترقت بالكامل في عام 1971، ولكن متى بُنيت ومَن بناها ولِمَ احترقت؟ إليك بعض التفاصيل.

إنشاء دار الأوبرا الخديوية

تُعرَف أيضًا بدار الأوبرا القديمة أو المَلكية وكانت تقع في القاهرة بين منطقتي الأزبكية وميدان الإسماعيلية (ميدان التحرير الآن)، وكانت تُعتبر أول دار أوبرا في أفريقيا والشرق الأوسط إذ تم افتتاحها في 1 نوفمبر 1869 وقد بُنيت بِناءً على أمر من الخديوي إسماعيل للاحتفال بافتتاح قناة السويس وقتها، وقد تم بناؤها بالكامل من الخشب على يد المعماريين “بيترو أفوسكاني” و”روستي” في ستة أشهر فقط وكانت تسع 850 مقعد، أما عن أول معزوفة تم اختيارها في حفل الافتتاح فكانت معزوفة ريغوليتو الإيطالية (Rigoletto) وقد كانت بديلًا عن عرض مخطوطات أوبرا عايدة إذ تأخر وصول ملابس وديكور أوبرا عايدة من باريس فلم تُعرض في أول احتفالية، وقد عُقد احتفالًا آخر في ٢١ ديسمبر 1871 وكان أكثر فخامة حيث تم تقديم أوبرا عايدة بها.

دار الأوبرا الخديوية
دار الأوبرا الخديوية

ما هي أوبرا عايدة

هي عِبارة عن عمل درامي موسيقي وغنائي مُقسَّم إلى أربعة فصول ويحكي عن قصة انتصار المصريين على الأحباش، حيث تقع الأميرة الحبشية “عايدة” في الأسر ويُغرم بها قائد الجنود المصرية “راداميس” ثم يقرروا الهروب إلى الحبشة قبل أن يتم الحُكم على ‘”راداميس” بالإعدام من قِبَل الفرعون المصري وذلك لعلمه بقصة الهروب، وقد وضع الموسيقار الإيطالي الشهير “فيردي” موسيقى أوبرا عايدة بطلب من الخديوي إسماعيل.

حرقها 

وظلت دار الأوبرا القديمة منارة ثقافية لمُدة حوالي 102 سنة، وفي فجر يوم 28 أكتوبر 1971 حدث حريق مُفاجئ وكامل ولم ينجُ من الحريق سوى تمثالان من تصميم محمد حسن، وسبب نشوب الحريق ماس كهرُبائي في الدار ولكن أكد البعض فيما بعد أنه لم يكن ماسًا كهربائيًا بل مكيدة بفعل فاعل، وقد تم بناء مآرب للسيارات مكان الأوبرا مُختلِف كل الإختلاف عن فخامة وعظمة الدار القديمة المحترق.

دار الأوبرا الحديثة

وظلت القاهرة خالية من أي دار أوبرا قرابة 17 عام إلى أن تم افتتاح دار الأوبرا الحديثة في 10 أكتوبر 1988 والتي تم إنشاؤها من قِبَل شركتي “كاجيما” و”نيكين سيكي” اليابانيتان، ويُطلق أيضًا على دار الأوبرا المصرية “المركز الثقافي والتعليمي”، وقد كان عرض “الكابوكي” هو أول عرض في الأوبرا وقد تم عرضه أثناء الافتتاح.

تضُم دار الأوبرا المصرية سبعة مسارح وهي:

  • المسرح الكبير (Main Hall): الذي يسع حوالي 1200 مقعد وقد تم تجهيزه وحمايته ضد الحرائق وتقام به العروض الكبيرة المصرية والعالمية.
  •  المسرح الصغير (Small Hall): ويسع حوالي 500 مقعد وهو مخصص للعروض الصغيرة.
  •  المسرح المكشوف (Open-air Theatre): ويضم حوالي 600 مقعد وهو مخصص للعروض الصيفية والشبابية.
  •  مسرح الجمهورية (Gomhorya Theatre): ويقع بجانب قصر عابدين وتقام عليه العروض متوسطة الحجم.
  •  مسرح سيد درويش (Saed Darwesh): ويقع في الإسكندرية وكان يُسمى “مسرح محمد علي” ولكن تم تغيير الاسم نظرًا لريادة سيد درويش في الموسيقى وقد تم استيحاء تصميمه من أوبرا فيينا ومسرح أوديون في باريس.
  • المسرح الروماني (Roman Theatre): وتُقدَم فيه العروض الصيفية في شهري يوليو وأغسطس وهو موجود في منطقة كوم الدكة بالإسكندرية.
  • مسرح النافورة (The Fountain Theatre): ويقع في ساحة مبنى الأوبرا الرئيسية.

إن داري الأوبرا المصرية سواء القديمة أو الحديثة يُعتبران من أهم معالم مصر التي كانت ولا زالت شامخة سواء بوجودها أو باسمها وتاريخها، فقد كانت دار الأوبرا الخديوية مَوطنًا للفن والثقافة في الماضي وأكملت الأوبرا الحديثة مسيرة الريادة ونشر الفنون الرفيعة.

اضف تعليق