الراحلة زوزو ماضي.. فنانة برعت في الأدوار الأرستقراطية

منة مدحت
تعد زوزو ماضي من أيقونات الزمن الجميل التي برعت في تجسيد أدوارًا أرستقراطية، حيث كانت تتميز دائمًا في أداءها وتقمصها للأدوار القاسية فكانت ملامحها وشخصيتها تساعدها على ذلك.

اسمها الحقيقي “فُتنة داوود سليمان أبو ماضي”، تنتمي إلى أسرة لبنانية المنشأ والتي انحدر منها الشاعر اللبناني الشهير” إيليا أبو ماضي” الذي يعد ابن عم والدها.

وُلدت فُتنة في المنيا بمصر، ودرست في إحدى المدارس الفرنسية وهي الفرنسييسكان، وجدت نفسها أم لطفلين بعد أن تزوجت وهي صغيرة من ابن عمها، ولكن لم تستطع الاستمرار في حياتها الزوجية لأنها لم تكن تحبه، فانفصلت عنه في منتصف الخمسينات.

بدأت فُتنة مشوارها في الفن عندما قرأت إعلانًا للمخرج محمد كريم يطلب فيه وجوه جديدة لمشروعه السينمائي؛ فأرسلت صورتها لأنها كانت تتمنى أن تصبح فنانة مشهورة، واِلتقت بالمخرج في مكتب مصطفى القشاشي التي نشرت الصورة فيها.

لم يكن دخولها في المجال بالأمر السهل؛ لأنه كان من الضروري موافقة أهلها على العمل بالسينما ولكن رفض والدها، ولم تستسلم بل أقنعت زوجها بالموافقة، وبعد حصولها عليها اتجهت للقاهرة واستأجرت غرفة لتستقر فيها.

ظهرت في أول دور سينمائي لها عام 1938،  في فيلم”يحيا الحب” أمام الفنان محمد عبد الوهاب وليلى مراد، ثم شاركت في بطولة العديد من الأفلام، من أشهرها”دليلة، يوم من عمري، ميرامار، البحث عن فضيحة، موعد في العشاء”.

ولم تكتفِ العمل بالسينما فقط بل انضمت إلى عالم المسرح لتقدم ما يقرب من 70 مسرحية منها” أوديب ملكا، الست هدى، النائب العام، قطر الندى، الأستاذ كلينوف، وابن من فيهم”.

كما أنها قدمت أمام يوسف وهبي”راسبوتين، بنات الريف، لوكاندة الأنس، كرسي الاعتراف، بنت الهوى، الطريق المسدود، ونرجس.

وبعد انفصالها عن ابن عمها، تزوجت مرة أخرى من رجل الأعمال كمال عبد العزيز التي تعرفت عليه في إحدى السهرات الفنية، والذي كان سببًا في القبض عليها وحبسها لأنها انضمت معه إلى عصابة لتجارة المخدرات، ثم قضت 9 أشهر في الحبس حتى أفرجت عنها المحكمة عام 1957 بينما قضت المحكمة لزوجها بالأشغال الشاقة المؤبدة.

بعد خروجها توجهت إلى منزل ابنتها؛ لتبدأ حياتها من جديد بتعاقدها على 4 أفلام منها “سيدة القصر”أمام عمر الشريف وفاتن حمامة، وحصلت على الطلاق من زوجها المسجون عام 1958، واستكملت مسيرتها الفنية حتى انتهت بأخر فيلم لها وهو” القضية رقم واحد” في 1982، ثم توفيت في تلك العام عن عمر ناهز 68 عامًا.

اضف تعليق