مشكلة التسويف..تعرف على أبرز أسبابها وطرق علاجها
تُعد مشكلة التسويف والمماطلة إحدى المشكلات التي لطالما واجهت العديد منا، فمن منا لم يؤجل عمل العديد من المهام حتى آخر لحظة ومن منا لم يشعر بالذنب في تلك اللحظات الأخيرة وتمنى لو لم يماطل في إتمام هذا العمل، إن مشكلة التسويف غالبًا ما تواجه غالبية الناس في مرحلةٍ ما، حتى إن لم يكن هذا الشخص مماطل في الأساس.
ما هي مشكلة التسويف؟
إن التسويف يُعد عادة تأجيل الأعمال والمهام بوجهٍ عام إلى أوقات لاحقة وفي أحيان كثيرة تكون أوقات متأخرة، والتسويف ليس قاصرًا فقط على مهام كالمذاكرة أو ممارسة الرياضة بل قد يكون حتى في المهام الصغيرة كإتخاذ القرارات أو زيارة العائلة أو حتى الإتصال بصديق وغالبًا ما يضع الشخص الحجج المختلفة لعدم إتمام المهام كحجة وجود مُدة كبيرة قبل الإمتحان مثلًا أو لأنه لا يشعر بالنشاط الكافي لممارسة الرياضة اليوم وهكذا، ولكن هل هذه الحجج والأسباب حقيقية؟
أسباب مشكلة التسويف
إن مبدأ التسويف ومفهومه واحد في كل الأوقات وهو تأجيل عمل اليوم إلى الغد وقد تمتد
المُدة فتكون إلى بعد الغد وإلى الأسبوع القادم أو أكثر من ذلك أو أقل، ولكن الدوافع التي تؤدي
إلى التسويف غالبًا مختلفة من شخص لأخر، في الحقيقة أن أسباب التسويف تعد أكثر عمقًا من تلك
التي نخبر بها أنفسنا، قد يكون من ضمن هذه الأسباب :
١. الخوف من النتيجة :
- إن القلق من ذلك الإمتحان قد يكون هو الدافع الرئيسي لتأجيل مذاكرة المادة، وهذا له
علاقة كبيرة وواضحة بضعف تقدير الشخص لذاته والتقليل من قُدراتها فكثيرًا ما يؤدي
خوف الشخص من الفشل إلى عدم التجربة من الأساس.
٢.السعي إلى الكمال (perfectionism) :
لقد قرر الكثير منا ترك العمل كليةً للرغبة الدائمة في أن يتم العمل على أكمل وجه وبلا أي أخطاء
ودعنا نقول أن هذا يعد غير منطقي وغير موجود من الأساس، فليس هناك ما يسمى المثالية لأن
الموضوع نسبي جدًا، فإذا قرر كلٌ منا ترك أعماله بهدف الإنتظار لتحقيق المثالية فغالبًا لن ينهي أحد
عمله وإن أنهينا العمل فلن نشعر بفرحة إتمامه أو الرضا بالنتيجة النهائية.
٣. من أسباب مشكلة التسويف ضخامة الأهداف :
- إن وضع أهداف كبيرة تستدعي وقت ومجهود ضخم يُعد من أهم دوافع التسويف، فالشخص
عادةً ما يصاب بضعف العزيمة كلما رأى صعوبة الوصول للأهداف الكبيرة الماثلة أمامه، وبالتالي
الخطط الموضوعة لتلك الأهداف الضخمة غالبًا ما تكون صعبة وأحيانًا مستحيلة مقارنًة بما يمكن
للإنسان الطبيعي القيام به.
كيفية التغلب على مشكلة التسويف
إذًا إن مشكلة التسويف ما هي إلا مبدأ نابع من عقلية الفرد نفسه ومن طريقة تفكيره في المهام الذي يجب إتمامها، وإليك بعض الحلول التي قد تساعد في التخلص من هذه المشكلة:
١. تحديد الدوافع :
- تُعد هذه أُولى المناهج لحل المشكلة، فإن فهم أساس المشكلة و دوافعها يساعد في
وضع حلول جذرية وواضحة للتخلص منها، والعكس صحيح فإن تجاهل جذور المشكلة و”المماطلة”
فى التفكير في أسبابها ودوافعها يُعد سببًا قويًا في عدم حلها.
٢. وضع خطط وأهداف منطقية :
- بمجرد تحديد السبب وراء مشكلة التسويف، نستطيع الآن وضع الخُطة أو المنهج للتخلص
منها، ولأن الأهداف غالبًا ما تكون كبيرة وبعيدة المدى لذا فيجب علينا الإلتزام ببعض الإستراتيجيات
في الوصول لهذه الأهداف كي لا نصاب بالإحباط بسبب ضخامة ما نراه من أهداف، ومن ضمن
هذه الإستراتيجيات تقطيع المهام الكبيرة إلى مهام أصغر، فبدلًا من التخطيط للجري ساعة يوميًا
يمكنك في البداية أن تبدأ بالمشي لنصف ساعة فقط، فهذا يسهل عليك مهمة الجري بعد وقت ما، أن
تقطيع المهام الكبيرة إلى مهام أصغر يعد من أُولى الحلول المؤثرة لمشكلة التسويف.
٣. كن صريحًا في تحديد الأولويات :
- أثناء التخطيط عليك أن تنظم الأولويات تنظيمًا منطقيًا وصريحًا فعدم حبك لهذه المادة الصعبة
ليس مبررًا لتركها حتى ليلة الإمتحان، وهنا تأتي خطوة التحدي، لقد ابتكر الكاتب الأمريكي ستفين كوفى نظرية لترتيب الأولويات على حسب الأهم فالمهم وهكذا، وقام بوضع هذا التطبيق في مصفوفة تتكون
من مربع بأربعة أقسام يمكن للشخص وضع مهامه بها على حسب الأولوية، فهناك قسم المهم
والعاجل وهناك قسم المهم وغير العاجل وهناك غير المهم والعاجل وأخيرًا الغير مهم والغير عاجل، فباستخدام
هذه الطريقة يمكنك تنظيم الوقت وتحديد الأولويات في سبيل تحقيق إنتاجية أكبر.
ومن هنا سنجد أن مشكلة التسويف مثلها مثل كثير من المشكلات التي تؤثر على العديد من الأشخاص ونتائجها ليست بالمحببة لأيٍ منا، ولكن في النهاية لها عدة حلول بسيطة ومؤثرة إذا تبناها الفرد إستطاع أن يواجه المشكلة ويقلل من تأثيرها السلبي مع تحقيق قدر كبير من الإنتاجية.