فيروس كورونا وتأثيره على تعليم الأطفال والمراهقين

منة الله عصام
أثر فيروس كورونا على جوانب كثيرة من حياة الأطفال والمراهقين في جميع أنحاء العالم، وقد بدأت هذه التأثيرات منذ بدء عملية إغلاق المدارس، ووفقا لما ذكرته منظمة اليونسكو، هناك 1.6 مليار طالب على مستوى العالم أثرت عليه عمليات الإغلاق في 190 دولة، بنسبة 90% من طلاب العالم.
وتم اتخاذ هذا الإجراء للسيطرة والتحكم في انتشار هذا الوباء خاصة بين الأطفال، فمن المتعارف عليه حسب ما أعلنته منظمة الصحة العالمية أن انتشار العدوى يزيد في المناطق المغلقة والمزدحمة.

كورونا وتأثيره الإيجابي على الأطفال والمراهقين:

مع إغلاق المدارس والالتزام بإجراءات الحجر الصحي، بدأ الأطفال والمراهقون يشعرون بالراحة والاسترخاء والسعادة وقلة التوتر، فبدأ الأطفال بالاستمتاع بوقت أكبر لفعل الأشياء والأنشطة التي يستمتعون بها، وزاد مستوى إبداعاتهم واكتشافهم لمواهبهم الخفية؛ نظرا لقلة الضغوط التي يتم فرضها عليهم من قبل والديهم ومعلميهم، فلا يوجد أي امتحانات أو اختبارات، ولا يوجد أي قلق بشأن التأخير عن مواعيد الدراسة، ومن أكثر ما أحبه الأطفال هو النوم الجيد لأوقات طويلة حسب رغبتهم، ووجود أوقات طويلة يستطيعون فيها الاجتماع مع أفراد عائلاتهم.
هناك ميزات أخرى يكتسبها الأطفال والمراهقين الذين ينتمون لأسر مستقرة ماليا وآمنة غذائيا، وقادرة على توفير التقنيات اللازمة للتعلم عن بعد دون غيرهم الذين ينتمون لأسر محدودة الدخل، فهؤلاء يمتازون بقدر عال من الرفاهية والاعتماد على النفس، فهم لديهم فرصة أكبر من غيرهم لتعلم أشياء كثيرة بطرق جديدة دون أية عوائق أو مشكلات، فيمكنهم مواكبة وتطوير مستواهم العلمي في ظل الظروف الحالية.
ومن التأثيرات الإيجابية أيضا أن كل طفل يمتلك عالما جديدا، يكتشف فيه أشياء جديدة بنفسه دون مساعدة أو مراقبة أو دفع من أي شخص، بعد أن كان يتم تنفيذ كل خطوة تحت إشراف المعلمين والآباء والأمهات، فهم يمتازون حاليا بقدر كاف من الحرية.
وذكرت كثير من الأبحاث التي أجراها باحثون على الأطفال منذ بداية الحجر، أن جائحة كورونا قامت بتصحيح المسار الذي يحتاجه الأطفال للتعلم بطريقة ممتعة وبسيطة.

كورونا وتأثيره السلبي على الأطفال والمراهقين:

أدى الحجر المنزلي إلى حدوث تغيرات جذرية في حياة الأطفال والمراهقين، فهناك تأثير سلبي على صحتهم نتيجة الأوقات الطويلة التي يقضونها في المنزل دون ممارسة أية أنشطة، فقد يؤدي طول المكوث دون أي مجهود أو حركة إلى زيادة الوزن والعنف المنزلي.
من المؤكد أن توقف الدراسة وإجراءات العزل والحجر الصحي التي تفرضها معظم الحكومات للوقاية من فيروس كورونا تؤثر سلبا على صحة الأطفال والمراهقين البدنية والنفسية، ويتوقع أن حياتهم لن تعود لما كانت عليه خلال الأشهر القادمة؛ مما قد يؤدي إلى حدوث أضرار جسيمة مثل تأخر النمو البدني والاجتماعي والثقافي والمعرفي، ومن الممكن أن يتطور الأمر ليصل إلى الإصابة بأمراض نفسية خطيرة.
يعاني كثير من الأطفال والمراهقين من بعض المشكلات مثل افتقادهم لأهلهم وأصدقائهم، لكن هناك عدة وسائل تقلل من صعوبة هذا الأمر لهؤلاء الذين يتمتعون بمستوى اقتصادي جيد يوفر لهم الأجهزة والتقنيات التي تمكنهم من التحدث معهم افتراضيا، لكن هؤلاء الذين يعانون من الفقر هم الضحية الكبرى لكثير من الضغوطات النفسية والمادية والاجتماعية والتعليمية، فالأطفال والمراهقون الذين ينتمون لأسر ذات دخل منخفض يكافحون للبقاء؛ حيث يعاني أهلهم من فقدان وظائفهم لأن معظمهم ينتمون لفئة العمالة اليومية، فهم يكافحون لتوفير الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب، ولا يقدرون على توفير الضرورات الأساسية حتى يقدروا على توفير حاجات أبنائهم التعليمية.

اضف تعليق