البحر الميت.. تعرف على قصة موته وتكوينه وفوائده العلاجية
محمد حسام
البحر الميت يعد من البحار الأسطورية حيث يمتاز بكونه فريد من نوعه ومن روائع الطبيعة التي خلقها الله تعالى، حيث يعد أقدم بحر عرفه الإنسان في تاريخ البشرية، ولغز مميز يثير في النفس الغموض والسحر والجمال.
طبيعة البحر الميت
البحر الميت هو بحيرة ملحية مغلقة تقع في أخدود وادي الأردن ضمن الشق السوري الأفريقي، على خط الحدود الفاصل بين الأردن وفلسطين التاريخية.
يشتهر البحر الميت بغناه بالأملاح المفيدة إن كان من الناحية العلاجية أو التجميلية؛ حيث إنّه مصدر مهم للمغنيسيوم، وأيضاً لكلوريد الكالسيوم، إضافة للبوتاسيوم الوفير والذي يعرف بالملح البحري، كما يشتهر بأنه أخفض نقطة على سطح الكرة الأرضية.
تكوين البحر الميت
هنالك فرضيتان متنافستان حول الإرتفاع المنخفض للبحر الميت، الفرضية الأولى و الأقدم: هي أن البحر يقع في منطقة الصدع وعلى امتداد لصدع البحر الأحمر، أو في وادي الصّدع العظيم في شرق أفريقيا، والفرضية الثانية وهي الأحدث: هي أنّ حوض البحر هو نتيجة الصدع التحويل، مما يخلق امتدادًا للقشرة مع هبوط في وقت لاحق.
وتشكلت البحيرة منذ ما يقارب مليوني سنة حيث أرتفعت الأرض الواقعة بين وادي الصدع والبحر الأبيض المتوسط لدرجة أن المحيط لم يعد بإمكانه إغراق المنطقة، وهكذا أصبحت البحيرة غير ساحلية.
موت البحر
تقلص منسوب المياه فيه يرجع إلى عدد من الأسباب أهمها الاعتماد بشكل كبير على مصادر المياه ومن بينها نهر الأردن، وارتفاع مستوى ضخ كميات المياه من الحوض الجنوبي ما أدى إلى معاناته من الجفاف، وبالتالي أصبح الفرق ملموساً في منسوب الشواطئ بين حوضي البحر الميت الشمالي والجنوبي.
جاء على أثر ذلك إنشاء البرك لتلعب دوراً في تبخير المياه واستخراج البوتاس وبعض المواد الكيميائية كالمغنيسيوم، والمنغنيز، والبرومين بالتعاون ما بين شركتي مصانع البوتاس الإسرائيلية والبوتاس العربية في الأردن، فيحتاج هذا المشروع إلى استنزاف كميات كبيرة من المياه بتبخيرها وبالتالي أثر ذلك سلباً في منسوب شواطئ البحر الميت وانخفاضها الملموس.
الفوائد العلاجية لملح البحر الميت
يعتبر علاجاً لكثير من الأمراض الجلدية، فيأتي على رأسها مرض الصدفيّة، وأيضاً حبّ الشباب، ومعالج مهم للأكزيما، وأيضاً يعالج النمش والكلف الذين يظهرا نتيجة التعرّض لأشعّة الشمس.
يفيد ملح البحر الميت في علاج مرض الروماتيزم، والآلام والناتجة عنه في المفاصل، وذلك من خلال حمّام بحريّ علاجي؛ حيث يعالج أيضاً التهاب الأوتار، وأيضاً برودة الأرجل وتثلّجها .
يعد هذا الملح مادة علاجيّة ضد التشنجات التي تصيب العضلات، وخاصّة تلك التي تنجم عن ممارسة الرياضة بشكل مجهد، فيمنحها القوّة والصلابة، ويُساهم بشكّل فعّال في التخفيف من حدّة التوتّر وأيضاً الإجهاد الجسدي.
تستخدم أملاحه لمحاربة الترهلات، فإنّها تعمل على إزالة أغلب الخطوط التي تنجم من أثر الحمل أو من خلال إنقاص الوزن بكميّات كبيرة، وتعالج تشققات البطن والأرداف أيضاً، لتمنحها الليونة والمرونة، ناهيك عن آثاره الجليّة في منح اليدين النعومة وحمايتها ممّا تتعرّض له من عوامل قاسية، إمّا نتيجة ممارسة الأعمال، أو بسبب الطقس وعوامله.